انتخابات إيران: رفسنجاني يتقدم على منافسيه ويتحالف مع خاتمي ضد المحافظين المتشددين

الطلاب الذين قاطعوا كلمة أحمدي نجاد يرفضون دعوته للقائهم

TT

أعلنت السلطات الإيرانية أن حوالى 60% من اصل 46.5 مليون ناخب ايراني، شاركوا في الانتخابات التي جرت اول من امس، بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن تقديرات غير رسمية، ان الرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني، اظهر تقدما في طهران في انتخابات مجلس الخبراء. وتشكل الانتخابات التي أجريت أمس، أول اختبار لشعبية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد منذ توليه السلطة قبل 16 شهرا. وأشارت نتائج استطلاعات رأي غير رسمية ونتائج جزئية كشفتعنها وسائل اعلام محلية الى تأييد الناخبين لمجموعة واسعة من المرشحين، مما يمنح كل الاطراف السياسية قدرا من النجاح بينما لم يحقق اي طرف نجاحا ساحقا. وقال عباس علي كدخدائي المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور المكلف الاشراف على الانتخابات أمس «يبدو أن نحو ستين في المائة من الناخبين شاركوا في انتخابات مجلس الخبراء».

ويتكون مجلس الخبراء من 86 عضوا، وينتخب كل ثماني سنوات وهو مكلف اختيار المرشد الأعلى للجمهورية والاشراف على عمله واحتمال اقالته. ويشغل هذا المنصب حاليا آية الله علي خامنئي.

وأضاف كدخدائي «تم فرز حوالى 17 مليون بطاقة اقتراع، ونتوقع ان يكون هناك اجمالي 26 مليون بطاقة». من جهته قال وزير الداخلية مصطفى بور ـ محمدي ان «نسبة المشاركة في الانتخابات لمجلس الخبراء، كانت لا سابقة لها».

وخلال الانتخابات السابقة لمجلس الخبراء عام 1998، بلغت نسبة المشاركة 42.5%. وهذه المرة، تزامن تنظيم الانتخابات مع الاقتراع البلدي، مما شجع الناخبين على المشاركة. وتابع «في طهران، تم استخدام مليونين ومئتي الف بطاقة». من جهته قال محافظ طهران كمران دانشجو، كما نقلت عنه وكالة الانباء «فارس» ان «نسبة مشاركة سكان طهران تجاوزت 35% في الانتخابات البلدية، فيما بلغت في مدن المحافظة في بعض الاحيان 70%». وقبل اربعة أعوام، شارك اقل من 12% من الناخبين في الانتخابات البلدية في طهران. وتفيد كل المؤشرات ان نسبة المشاركة في المحافظات اعلى مما كانت عليه في طهران. ويفترض ان تظهر نتائج انتخابات مجلس الخبراء قبل نتائج المجالس البلدية، بسبب العدد المرتفع للمرشحين في الانتخابات البلدية. وكان يفترض ان يختار الناخبون 113 الفا من أعضاء المجالس البلدية والمحلية، من بين 235 الف مرشح.

وبحسب وكالتي فارس ومهر للانباء المقربتين من المحافظين، فإن رفسنجاني المحافظ البراغماتي يتقدم المرشحين في انتخابات مجلس الخبراء. وذكرت وكالة «فارس» ان رفسنجاني يتقدم على منافسيه في العاصمة، حيث يتقدم الى حد كبير على المحافظ محمد تقي مصباح يزدي المقرب من الرئيس محمود احمدي نجاد. من جهتها افادت «مهر» ان رفسنجاني يتقدم ايضا في عدة مدن في محافظة طهران. وبالنسبة لانتخابات مجلس الخبراء، فإن المتنافسين يقدمون ترشيحاتهم في احدى المحافظات الثلاثين حسب اختيارهم. وتضم محافظة طهران الشخصيات الابرز.

في بادرة رمزية، صوت رفسنجاني والرئيس الايراني السابق محمد خاتمي معا في مسجد جمران، حيث كان مؤسس الجمهورية الاسلامية الإمام الخميني يلقي خطبه فيه. ونشرت غالبية الصحف الاصلاحية امس هذه الصورة الرمزية على صفحتها الاولى لتأكيد التحالف السياسي ضد المحافظين المتشددين.

وكتبت صحيفة اصلاحية «بمعزل عن النتائج، احد انجازات هذه الانتخابات هو تحالف الاصلاحيين».

ورحبت وسائل الاعلام الايرانية بالاجماع بنسبة المشاركة الكثيفة في الانتخابات. وعنونت صحيفة «كيهان» المحافظة «حسنا فعل هذا الشعب». من جانبها عنونت صحيفة كيهان الايرانية المتشددة (الحضور العظيم أذهل الأعداء مرة أخرى). وقالت صحيفة جمهوري إسلامي، وهي صحيفة متشددة أخرى ان من المؤكد ان نجاح الانتخابات التي أجريت في 15 ديسمبر (كانون الأول)، سيكون فعالا في خيبة أمل الولايات المتحدة وحلفائها، وستعود بفائدة كبيرة على الأمة الايرانية. وخاض 233 ألف مرشح الانتخابات لشغل أكثر من 113 ألف مقعد عن المجالس المحلية في المدن والقرى في البلاد. كما صوت الناخبون لاختيار أعضاء مجلس الخبراء المؤلف من 86 عضوا من رجال الدين. وقال مسؤولون ان من المتوقع، اعلان نتائج انتخابات مجلس الخبراء اليوم الاحد.

الى ذلك ذكرت صحيفة ايرانية اصلاحية امس، ان الطلاب الايرانيين الذين قاطعوا الاثنين الماضي، الكلمة التي القاها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في جامعة طهران، رفضوا الدعوة التي وجهها لهم للقائه. وبرر الطلاب في جامعة امير كبير الذين هتفوا «الموت للديكتاتور»، واحرقوا صورا للرئيس الايراني اثناء زيارته للجامعة، رفضهم تلبية الدعوة لأنها وجهت الى طلاب من جامعات أخرى. ونقلت صحيفة «اياندي ناو» عن الطالبة نغار زمنفار قولها انه «بعد الحادث طلبنا من مكتب الرئيس لقاء خاصا و(المتحدث باسم الحكومة غلام حسين) اتصل بنا الثلاثاء ودعانا الى مكتبه». وقالت الطالبة، انها بعد ان ناقشت مسألة الدعوة مع طلاب آخرين، قرروا رفضها لأنها لم تكن دعوة خاصة بهم.

ووجه الطلاب رسالة الى مكتب الرئاسة انتقدوا فيه «عدم السماح لأي شخص معارض للحكومة التعبير عن رأيه»، خلال زيارة أحمدي نجاد الى جامعة امير كبير.

وانتقد الطلاب «القضاء» على الجمعية الطلابية الاسلامية في الجامعة، وتعليق الطلاب المعارضين من حضور الحصص الدراسية.