طالبان تنفي أن تكون مدعومة من قبل «عدوتها» باكستان

مصرع جندي للناتو.. وإصابة اثنين بانفجار قنبلة شرق أفغانستان

TT

نفت حركة طالبان امس ان تكون مدعومة بباكستان المجاورة، كما قال الرئيس الافغاني حميد كرزاي، مؤكدة ان اسلام اباد «عدوتها» بسبب صداقتها مع واشنطن. واعلن محمد حنيف الناطق باسم الحركة في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية «انا انفي بقوة ادعاءات كرزاي»، مؤكدا ان طالبان تقود حركة «مقاومة وطنية لطرد قوات الاحتلال وقلب نظام كرزاي العميل».

واكد ان «باكستان هي ذاتها عدوتنا لانها صديقة الولايات المتحدة ولانها ساعدت على قلب حكومة طالبان».

وكان الرئيس كرزاي قد هاجم الثلاثاء الماضي بشدة باكستان، متهما «عناصر في هذه الدولة» بدعم طالبان كما كان الامر سابقا «لاستعباد» الشعب الافغاني.

اما السلطات الباكستانية فأكدت من جانبها ان مصدر المشاكل الافغانية تعود الى افغانستان واقترحت عودة 5.2 مليون لاجئ افغاني على اراضيها الى ديارهم للمساعدة على تسوية قضية تسلل الناشطين المتطرفين الى افغانستان.

وكان نظام طالبان المتطرف (1996ـ2001) قد استفاد من دعم اسلام اباد لا سيما اجهزة استخباراته قبل انهياره تحت القنابل الاميركية في نهاية 2001 لما تربطه من علاقات مع زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.

وكثفت حركة طالبان هجماتها خلال السنة الجارية بشكل خاص.

من جهته، قال حياة خان، وهو من كبار القادة العسكريين في طالبان، ان الرئيس كرزاي يحاول اخفاء فشله، وأن طالبان تعيش فقط بتأييد الناس العاديين. وقال خان لرويترز: «لا أساس لاتهامات كرزاي. لا تربطنا بأي صلة بباكستان، وهي لا تساعد طالبان». وكان يتحدث من مكان سري من خلال هاتف يتصل بالاقمار الصناعية.

ومضى يقول: «حركة طالبان مستمرة بدعم الشعب الافغاني وحده». وأضاف: «يتعين على كرزاي بدلا من أن يذرف دموع التماسيح أن يستقيل وينضم لصفوف طالبان». وذلك في اشارة الى بكاء كرزاي اثناء كلمة في الاسبوع الماضي عن القتلى المدنيين.

وأعادت حركة طالبان الاصولية المتشددة تنظيم صفوفها منذ الاطاحة بها عام 2001 حيث وفر لهم حلفاؤها المتشددون في باكستان ملاذات آمنة وبمساعدة أموال صناعة الافيون غير المشروعة المزدهرة.

وشهد العام الحالي أسوأ قتال في افغانستان منذ الاطاحة بطالبان عام 2001 حيث قتل نحو 4000 شخص ربعهم من المدنيين.

وتدهورت بشدة هذا العام العلاقات بين الدولتين وكلاهما حليف للولايات المتحدة في الحرب على الارهاب بسبب الغارات عبر الحدود.

وقال كرزاي في الاسبوع الماضي في أعنف تصريحات له ان هناك: «أوكارا ارهابية تعمل من باكستان».

وكانت باكستان الداعم الرئيسي لطالبان لكنها تخلت عن الجماعة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة.

وتنفي باكستان دعمها للمسلحين لكنها تعترف بأن بعض المتشددين يتسللون عبر الحدود الوعرة وغير المحكمة. كما قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف أخيرا ان بعض ضباط الامن المتقاعدين ربما يساعدون المسلحين. لكن في محادثات مع مسؤول أوروبي في اسلام اباد أول من أمس الجمعة أعاد مشرف تأكيد موقف باكستان بأن مشكلة: «العمليات المسلحة مشكلة أفغانية أساسا». وذكرت وزارة الخارجية الباكستانية أن مشرف أبلغ فرانسيس فندريل مبعوث الاتحاد الاوروبي في أفغانستان بأن: «باكستان ملتزمة بعدم السماح بأن يستغل المتشددون أراضيها وفعلت كل ما في وسعها للتعامل مع هذه المشكلة». وانتقد المسؤولون الأفغان والغربيون مراراً تقاعس باكستان عن منع الإرهابيين من التدريب في أراضيها والتسلل إلى أفغانستان لشن هجمات. وبدورها ردت إسلام أباد، وعلى لسان الناطقة باسم الخارجية الباكستانية، تسنيم أسلم، قائلة إن حركة طالبان تنشط داخل أفغانستان، ومؤكدة تصدي بلادها للمشكلة. وأضافت أسلم «باكستان تبذل أقصى الجهود المطلوبة لمواجهة التشدد والإرهاب، ولا تسمح باستخدام أراضيها لأنشطة المليشيات في أفغانستان، نشرنا 80 ألف جندي، ونفذنا عمليات عسكرية».

وطالبت المسؤولة الباكستانية، قوات «إيساف» الدولية في أفغانستان بالقيام بالمزيد، قائلة «أعيدوا اللاجئين الأفغان في باكستان إلى بلادهم، وهذا سيزيح الوجود الأفغاني من قرب الحدود، وهو مصدر المزاعم التي تروج لها كابل». الى ذلك، قال حلف شمال الأطلسي «ناتو» في بيان اول من امس إن أحد عناصره قتل وأصيب اثنان بانفجار قنبلة شرقي أفغانستان. وذكر الحلف أن الانفجار وقع خلال تنفيذ قوة الحلف لمهام عسكرية في  مقاطعة «ميهتار لام» شرق إقليم «لقمان». وتم إجلاء الجنود الجرحى إلى مستشفى تابع للحلف لتلقي الإسعافات الطبية. ولم يحدد بيان «الناتو» جنسية الجندي القتيل أو المصابين، إلا أن غالبية قواته المنتشرة شرق أفغانستان هم من الجنود الاميركيين.

الى ذلك، حث السناتور الاميركي جون ماكين الدول الاوروبية امس على تحمل قدر أكبر من الاعباء في أفغانستان بتقديم المزيد لمحاربة تجارة الافيون التي تزدهر وبتخفيف القيود المفروضة على مشاركة جنودها في القتال. كما دعا ماكين، وهو جمهوري من ولاية أريزونا ويرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أفغانستان وباكستان الى انهاء الحرب الكلامية بينهما وتعزيز تعاونهما لمحاربة حركة طالبان التي عادت للنشاط .

وقال للصحافيين في قاعدة اميركية في كابول قبل أن يتوجه الى باكستان، إن القدر الاكبر من العمليات القتالية في هذا العام الاكثر دموية منذ الاطاحة بطالبان في 2001 وقع على عاتق القوات الاميركية والبريطانية والكندية والهولندية.

ومضى يقول: «على اصدقائنا الاوروبيين أن يدركوا أننا جميعا نتشارك في عبء صعب وأن التحفظات الوطنية تجعل من الصعب علينا أن نعمل معا كفريق». مشيرا الى الشروط التي تضعها بعض الدول بشأن المكان والكيفية التي قد تنشر بها قواتها.

وأضاف: «من المهم أيضا أن يقدم اصدقاؤنا وحلفاؤنا الاوروبيون المزيد في الجهود التي يجب أن تبذل لمحاربة المخدرات. ودعا أوروبا الى تقديم مزيد من الاموال.

وقال: «نواجه بالفعل خطر أن تتحول أفغانستان الى كولومبيا أوروبا.