بيونيغ يانغ تدعو واشنطن إلى التخلي عن «سياساتها العدائية» وتشترط رفع العقوبات عنها

مباحثات أميركية ـ كورية شمالية عشية استئناف المحادثات السداسية

TT

دعا المفاوض الكوري الشمالي كيم كي غوان الولايات المتحدة أمس إلى تغيير سياستها «العدائية» ازاء بلاده من اجل انجاح المحادثات السداسية لبحث ملف بيونغ يانع النووي. واكد كيم ان بلاده تشترط رفع العقوبات الاقتصادية عليها من اجل انجاح هذه المحادثات في تصريحات قبل يوم من لقائه كبير المفاوضين الاميركيين كريستوفر هيل في بكين. وكان هيل اعلن من طوكيو أمس ان مباحثات ثنائية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ستجرى اليوم، عشية استئناف المحادثات السداسية حول أزمة الملف النووي.

ولدى وصوله الى بكين، جدد موفد كوريا الشمالية التأكيد ان بلاده تشترط رفع العقوبات المالية المفروضة عليها قبل انجاز اي تقدم في المفاوضات، قائلاً: «رفع العقوبات (المفروضة من قبل الولايات المتحدة) عنا شرط ضروري». وأضاف كيم الذي نقلت تصريحاته «وكالة الصين الجديدة» ان: «المسائل النووية لن تسوى الا عندما تنتهج الولايات المتحدة سياسة تعايش».

وعبر الموفد الكوري الشمالي عن تشاؤمه من حصول تقدم في المفاوضات التي ستستأنف الاثنين في بكين، قائلاً: «لست متفائلاً حيال توقعات المباحثات السداسية لان الولايات المتحدة لا تغير موقفها».

ورداً على سؤال حول هذه التصريحات كرر هيل ان الولايات المتحدة تعارض برنامج كوريا الشمالية النووي، وليس النظام في ذاته. واكد الموفد الاميركي: «كنت واضحا حول معارضة الولايات المتحدة السياسة النووية لجمهورية كوريا الشمالية». وأضاف «لكنني لن اتفاوض مع كيم عبر وسائل الاعلام»، مشدداً على انه ستكون له «فرصة كافية» للتباحث في هذا الشأن في بكين.

وكانت العلاقات بين بيونغ يانع وواشنطن تأزمت من جديد بعد اجراء الاولى تجربة نووية في التاسع من اكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مما ادى الى فرض مجلس الامن عقوبات على بيونغ يانغ بما تحظر وصول المعدات العسكرية اليها. ولكن في الوقت نفسه، عملت القوى الدولية على العودة الى المحادثات السداسية بهدف اقناع بيونغ يانع التخلي عن برنامجها النووي.

ويتوقع ان تبدأ المفاوضات السداسية التي تشارك فيها الكوريتان والولايات المتحدة وروسيا واليابان والصين غداً في بكين بعد انقطاع دام 13 شهراً. وانقطعت المفاوضات بسبب مقاطعة بيونغ يانغ احتجاجا على العقوبات المالية التي فرضها عليها الاميركيون واستهدفت مصرف «بنكو دلتا آسيا» في ماكاو، المتهم بتبييض عملة مزورة لحساب كوريا الشمالية.

واوضح هيل خلال توقفه لفترة قصيرة في اليابان، انه سيلتقي نظيره الكوري الشمالي كيم كي غوان اليوم في العاصمة الصينية. وصرح المفاوض الاميركي: «أتطلع للقاء لتبادل وجهات النظر».

وتبنى هيل موقفا معتدلا نسبيا حيال العقوبات، مذكراً بان واشنطن وبيونغ يانغ كانتا اتفقتا على تشكيل «مجموعات خبراء» من الطرفين لمناقشة هذه القضية. وقال إثر لقائه مساء أول من أمس المفاوض الياباني كينيشيرو ساساي: «نريد حل هذه المشكلة، والأمر يتوقف على تعاون (الكوريين الشماليين) ولكن ايضا على معايير قانونية». واضاف الدبلوماسي الاميركي: «اعتقد ان من المهم عدم التركيز على هذه المسائل المالية بل على الموضوع المركزي، اي جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من السلاح النووي».

ونبه بدوره المفاوض الياباني الى «اننا على تقاطع طرق الا اذا بادرت كوريا الشمالية الى خطوات ملموسة، الوضع يصبح بالغ الصعوبة».

ومن جهته، حذر وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف أمس من اتخاذ أي «اجراء متشدد» حيال كوريا الشمالية قد يؤدي بالمفاوضات السداسية الى «مازق». ونقلت وكالة الانباء الروسية «ريا-نوفوستي» عن لافروف قوله ان العقوبات التي قررتها الولايات المتحدة السنة الماضية بشكل احادي الجانب اضرت باستئناف المفاوضات. واضاف: «اذا اتخذ اجراء متشدد من هذا القبيل الان فان ذلك قد يؤدي بنا الى مازق». وخلص الى القول «أدعو الى تهدئة الخواطر» في الجانبين.