رايس: الكوبيون سيسعون لإحلال الديمقراطية بعد كاسترو

شافيز يؤكد عدم إصابة الرئيس الكوبي بالسرطان

TT

أعربت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، عن توقعات بلادها بأن يسعى الشعب الكوبي لانتقال ديمقراطي وإجراء انتخابات حرة، عندما يتوفى الزعيم الكوبي فيدل كاسترو. وتزامنت تصريحات رايس مع تأكيد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ان كاسترو ليس مصاباً بالسرطان، خلافا لما ذكرته وسائل إعلام عدة، لكنه أوضح أن الزعيم الكوبي يخوض «معركة كبيرة» ضد المرض بعد اتصال هاتفي بين القائدين الخميس الماضي.

وبينما تقول توقعات الاستخبارات الاميركية، ان كاسترو سيعيش «شهوراً وليس سنوات»، فإن المستقبل السياسي للجزيرة، أصبح موضع مناقشات بشكل متزايد. وربما يخلف راوول كاسترو، الذي تولى السلطة مؤقتاً يوم 31 يوليو (تموز)، بعد اجراء جراحة عاجلة لشقيقه، لإصابته بمرض لم يعلن عنه، منصب الرئيس بصفة دائمة، ويواصل النظام الشيوعي.

وحذرت رايس في مقابلة مع «رويترز» من افتراض ان الكوبيين سيقبلون زعيماً آخر غير منتخب. وقالت: «لن أفترض أن هذا هو الوضع، وانه نتيجة مستقرة بالضرورة»، مضيفة: «اعتقد انه ستكون هناك ضغوط في كوبا، من أجل تغيير». وتابعت: «أعتقد انه سيكون هناك أفضل وسيلة للتعبير بطريقة سلمية، من خلال عملية ديمقراطية».

وأظهر استطلاع رأي خارجي نادر أجرته مؤسسة «غالوب» الاسبوع الماضي، ان الكوبيين منقسمون بشأن القيادة الشيوعية في بلدهم، ويشعرون بالاحباط لغياب الحرية والفرصة الاقتصادية. وتحرص الولايات المتحدة على تجنب تدفق لاجئين وسط شكوك سياسية ستعقب وفاة كاسترو. وبعد الاعلان عن مرضه مباشرة، بعثت رايس برسالة تأييد الى الكوبيين للبقاء في وطنهم والعمل من أجل «تغيير ايجابي». وقالت رايس ان مثل هذا الانتقال يجب «التحضير له»، مثلما فعل المجتمع الدولي مع ليبيريا وهايتي. وتزامنت تصريحات رايس، في وقت استقبلت هافانا وفداً برلمانياً اميركياً هو الأكبر الذي يزور كوبا منذ عام 1959، وذلك بعد اقل من 15 يوما، منذ تصريحات راوول كاسترو الذي اقترح «تسوية الخلافات الطويلة بين البلدين عبر المفاوضات».

ويقود الوفد الأميركي الذي يضم ستة ديمقراطيين وأربعة جمهوريين، النائبان الجمهوري عن ولاية اريزونا جيف فليك والديمقراطي عن ماساتشوسيتس وليام ديلاهانت. والنائبان عضوان في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ويؤيدان علنا تخفيف الحظر الأميركي المفروض على كوبا منذ عام 1962 وتحسين العلاقات مع الجزيرة الشيوعية.

وقالت مصادر قريبة من الوفد الأميركي في هافانا لوكالة الصحافة الفرنسية، ان البرلمانيين سيلتقون رئيس البرلمان الكوبي ريكاردو الاركون المتخصص في العلاقات الاميركية الكوبية ووزير العلاقات الخارجية فيليبي بيريز روكي. واضافت أنهم سيجرون محادثات ايضا مع الوزير المكلف رئاسة المصرف المركزي فرانشيسكو سوبيرون ووزير الصناعة ياديرا غارسيا. ويضم برنامج الزيارة لقاء مع اسقف هافانا الكاردينال خايمي اورتيغا. ولم يستبعد المصدر نفسه لقاء بين الوفد الاميركي وراوول كاسترو.

وازدادت التكهنات الأميركية عن مستقبل كوبا، في وقت أكد الرئيس الفنزويلي ان كاسترو غير مصاب بالسرطان، واعلنت هافانا انه اجرى اتصال مع حكام مقاطعات كوبية كانوا يشاركون في اجتماع في هافانا أول امس. وصرح امام ناشطين في فريقه خلال الحملة الانتخابية، بأن «فيدل ليس مصابا بالسرطان، استطيع ان اؤكد لكم ذلك». واعلن انه تحدث هاتفياً مرتين الخميس الماضي مع الرئيس الكوبي، الذي ذكرت الاستخبارات الاميركية انه مريض جداً وقريب من الموت. وقال: «انقل اليكم تحيات فيدل وسررت بالتحدث اليه مرتين بعد الظهر وفي المساء». واضاف: «لاحظت في الصحف ان روايات تفيد بأن فيدل كاسترو يحتضر.. ولقد وجدته جيداً جداً»، خلال الاتصال به الخميس الماضي. وتابع: «كلنا سنموت يوما ما بالتأكيد، ولكن الأمر الأكيد انه ليس مصاباً بالسرطان، واستطيع ان اؤكد لكم ذلك«. وكان مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية جون نيغروبونتي صرح لصحيفة «واشنطن بوست اول أمس ان الرئيس الكوبي مريض جداً، ويقترب من الموت.

وتابع الرئيس الفنزويلي ان كاسترو، اصدر تعليمات تقضي باطلاع شافيز على كل التفاصيل المتعلقة بصحته، موضحاً انه يعرف ان الزعيم الكوبي ليس مصابا بالسرطان، بفضل هذه التعليمات. واكد ان كاسترو «كان الخميس في حالة جيدة واصلي ليتمكن من استعادة عافيته»، مضيفاً: «نعرف انه يخوض صراعاً كبيراً» مع المرض.