ايفانوف: ليتفنينكو لم يكن جاسوسا... وبوتين فصله بسبب سوء سلوكه

مقرب من ليتفنينكو يكشف عن ملف حول «شخصية روسية كبيرة» ربما أدى إلى الاغتيال

TT

كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف مساء اول من أمس ان الرئيس الروسي فلادمير بوتين اتخذ قرار فصل الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفنينكو الذي مات مسموماً في لندن بسبب سوء سلوكه. ووجه ايفانوف انتقادات شديدة لليتفنينكو، قائلا انه لم يكن «جاسوساً» وانه لم يعني «شيئاً» لموسكو، في اشارة الى عدم تورط بلاده بمقتله. وتزامن ذلك مع تصريحات لأحد المعارضين للنظام الروسي الذي كان مقرباً من ليتفنينكو، قال فيها ان الاخير اعد «ملفاً حول شخصية روسية كبيرة» مقربة من الكريملين، ربما ادى مضمونه لقتله. وفي تصريحات نادرة من مسؤول روسي رفيع المستوى حول قضية ليتفنينكو التي اثارت جدلا واسعا، قال ايفانوف مساء اول من أمس ان بوتين، الذي كان يرأس جهاز الاستخبارات الروسية «اف بي سي» اتخذ قرار فصل ليتفنينكو. واضاف ايفانوف اثناء عشاء للمراسلين الاجانب في موسكو مساء أول من أمس ان ليتفنينكو «لم يكن جاسوساً ولم تكن لديه معلومات ذات اهمية لأي جهاز استخبارات اجنبي». تابع: «عندما فصل بوتين ليتفنينكو، عرف انه كانت هناك ادعاءات كثيرة بأن الاخير خالف القانون». واعتبر ايفانوف ان التقارير التي حملتها وسائل الاعلام الغربية حول تسمم ليتفنينكو ذكرته بالاشاعات خلال الحرب البادرة. واضاف: «بالنسبة لنا، لم يعني ليتفنينكو شيئاً، لم نهتم بما قاله وما كتبه على فراش موته». وتابع ايفانوف انتقاد ليتفنينكو قائلا: «لم يتمتع بالكثير من الذكاء ولم يحصل على التدريب وكانت لديه عادة لمحاولة الاثارة»، موضحاً: «لم تكن شخصيته سوية». وشرح انه تم تجنيد ليتفنينكو عندما كان جهاز الاستخبارات يعاني من الكفاءات الجيدة. ويذكر ان ايفانوف عمل في اجهزة الاستخبارات الروسية لمدة 25 عاماً، عمل خلالها نائب مدير الاستخبارات عندما كان بوتين رئيسها من يوليو (تموز) 1998 حتى اغسطس (اب) 1999. وبعد ادلائه بالتصريحات المثيرة للصحافيين، اوضح الناطق باسم ايفانوف انه كان يقصد ان فصل ليتفنينكو جرى اثناء تولي بوتين رئاسة الاستخبارات، بدلا من اتخاذه قرار فصله شخصياً. ومن جهة اخرى، قال جاسوس روسي سابق يوري شويتس أمس ان رفيقه السابق المقتول الكسندر ليتفنينكو اعد ملفاً حول «شخصية كبيرة في الكريملين» وسلمها الى شركة بريطانية معروفة ومهتمة بجمع المعلومات عن موسكو قبل فترة وجيزة من وفاته. وقال شويتس لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» امس ان ليتفنينكو تسمم بعد ان سربت «عمداً» تفاصيل الملف السلبية للشخصية ذات النفوذ في الرئاسة الروسية. وفي لقاء خاص بالـ «بي بي سي»، قال شويتس: «لا يمكنني التأكد مائة بالمائة» بأن الملف ادى مباشرة لمقتل ليتفنينكو، مضيفاً: «ولكنني شبه متأكد من ذلك». واوضح: «هناك دائماً مجال لشكوك اخرى، ولكن هناك النظرية ذات الاحتمال الاكثر، وهذه هي». وشرح شويتس ان الشركة البريطانية، التي لم يفصح عن اسمها، كلفت ليتفنينكو بتزويدها بملف عن روسيا، يتضمن معلومات سياسية وتجارية، قبل ان تتخذ قرار استثمار الملايين من الدولارات في البلاد. وقال شويتس، الذي يأخذ من واشنطن مقراً له حيث يقوم باستشارات خاصة للشركات حول الشؤون القانونية والامنية في روسيا، انه تحدث الى ليتفنينكو اثناء مكوثه في المستشفى. وأضاف ان الاخير عبر عن قناعته بأنه سمم بعد لقائه بثلاثة روس في فندق «ميلينيونم» وسط العاصمة البريطانية يوم 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ويذكر ان ليتفنينكو توفي في 23 نوفمبر الماضي بعد ان مات مسموماً اثر اكتشاف مادة «البولونيوم 210» المشعة في جسده وتلوث عدد من الذين كانوا على صلة به بالمادة نفسها. وقال شويتس إن الشرطة البريطانية حصلت على نسخة من الملف الذي أعده ليتفنينكو والمكون من ثماني صفحات فيما لم تتوافر المزيد من المعلومات حول الشركة التي أعد لها لتفينينكو هذا الملف.

وفي القضية نفسها، افادت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» أمس ان الايطالي ماريو سكاراميلا الذي كان اخر من اتصل به ليتفنينكو، يخضع لتحقيق امرت به نيابة بولونيا، وسط ايطاليا، في اطار قضية تهريب اسلحة.

وكانت وحدة مكافحة الارهاب التابعة لنيابة بولونيا استمعت في الثلاثين من يناير (كانون الثاني) 2006 لسكراميلا كشاهد في اطار تحقيق حول قضية نقل قضبان من اليورانيوم بين ريميني (جنوب) وجمهورية سان مارينو. وبعد استجواب عدة اشخاص طوي الملف لغياب الادلة. الا ان نيابة بولونيا قررت أول من امس النظر مجددا في التصريحات التي ادلى بها سكاراميلا حينها، عندما اشار الى احتمال ان يكون ليتفنينكو مخبراً في قضية تهريب اليورانيوم. وكان سكاراميلا الشخصية الغامضة التي تقدم على انها مستشار دولي، التقى ليتفنينكو في 1 نوفمبر الماضي في مطعم ياباني في وسط لندن قبيل ان يشعر الجاسوس الروسي باعراض تسمم.