يكن يدعو لجعل «الطائف» أساسا لحل يتحول إلى «ملحق دستوري» وحزب الله و«أمل» يرحبان بالمبادرة العربية

فريقا الأزمة اللبنانية مستمران في حشد أنصارهما في بيروت والمناطق

TT

تستمر المساعي العربية الهادفة الى «اخراج لبنان من دائرة الخطر» في حين يستمر فريقا الازمة، المعارضة التي نزلت الى الشارع قبل 17 يوماً، والموالاة الرافضة لمنطق اسقاط الحكومة في الشارع، في حشد انصارهما سواء في وسط بيروت او في المناطق اللبنانية بصورة متنقلة.

وعلى صعيد المساعي المبذولة لإنهاء الازمة، اعلن رئيس «جبهة العمل الاسلامي» في لبنان الداعية فتحي يكن، في بيان اصدره مكتبه امس ان «لقاءً تشاورياً» عقد بينه وبين سفير المملكة العربية السعودية في بيروت عبد العزيز خوجة. وافاد البيان انه «جرى في اللقاء عرض الاوضاع التي تمر بلبنان خصوصاً والمنطقة عموما، وصولا الى المساعي الحميدة التي تبذلها بعض الاطراف العربية مشكورة، ومنها مسعى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ومسعى مبعوث الرئاسة السودانية مصطفى عثمان اسماعيل، للوصول الى حل من شأنه اخراج لبنان من دائرة الخطر المحدق به. وتم التأكيد على امكانية اعتبار اتفاق الطائف اساسا لأي حل او مبادرة يجري الاتفاق عليها لتصبح ملحقاً دستورياً مرعي الاعتماد والإجراء. كما تمت الدعوة الى عدم اتخاذ خطوات تصعيدية من قبل اي فريق من الافرقاء للافساح في المجال امام المساعي القائمة ما يضمن الوصول الى حل مأمول من شأنه كذلك منح القطاع التجاري فرصة للتحرك والانتعاش في فترة الاعياد المقبلة».

وعلى جبهة قوى «14 آذار» ادلى امس عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب اكرم شهيب بتصريح قال فيه: «يتهمنا حزب الله بأننا حلفاء للمحور الاميركي ـ الاسرائيلي ولا نتهمهم بل نعلم، كما يعلم الجميع، أنهم يفاخرون بعلاقتهم مع سورية وإيران الدولتين المواجهتين لمحور الشر، اي الغرب بشكل عام واميركا وإسرائيل بشكل خاص. واعتقد ان لنا الحق أن نتحدث عن المعلوم الذي يفصح عنه النظام السوري فكيف بالمستور الذي لا نعلم، ونعلم أن كثيرا منهم يعلمون. فبالأمس أعطى الرئيس السوري بشار الاسد تصريحا لصحيفة «لا ريبوبليكا» الايطالية، نختصر منه الآتي: ان العديد من الأصوات ترتفع في اسرائيل للمطالبة بحوار مع دمشق». واضاف: أقول اذاً لأولمرت ليقم بمحاولة لرؤية ما اذا كنا نخادع. بمعنى جربونا يا أخي!».

وأضاف: «ووزير خارجيته وليد المعلم يقول للـ«واشنطن بوست» واصفا سورية بأنها شريك ضمني في استقرار الشرق الأوسط، مشيرا الى القضية النبيلة للسلام بين سورية واسرائيل».

وعلق شهيب على هذا الكلام السوري قائلاً: «القضية النبيلة مع اسرائيل... ولبنان للدمار؟ ولا يضع شروطا لبدء المفاوضات. وأكثر من ذلك يقول: ان انسحابا أميركيا سريعا من العراق سيكون خطوة غير أخلاقية. عجيب وليد المعلم يتحدث عن الاخلاق. ونعود لأخلاق وصدق النظام السوري الذي يتحدث عن المحكمة الدولية، فيقول الأسد لنفس الصحيفة الايطالية مدافعا عن قيام المحكمة الدولية: هذا غير صحيح أن التعاون مع لجنة التحقيق هو أمر يصب في مصلحتنا من أجل كشف الحقيقة. وكأنه نسي ما كلف به نائب وزير خارجيته فيصل المقداد الذي قال ان ليست لسورية علاقة بالمحكمة الدولية ولن يمثل أمامها أي سوري».

الى ذلك، قال رئيس مجلس قيادة «حركة الناصريين الاحرار» زياد العجوز انه «آن الاوان لان يدرك اتباع المحور الايراني ـ السوري في لبنان ان مهمتهم باءت بالفشل وان نزولهم الى الشارع تحول الى سقوط فيه». وأكد، في كلمة القاها خلال افتتاح مكتب للحركة في حي صبرا في بيروت «اصرار الحركة على دعم وتأييد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة والدفاع عنها في الظروف كافة».

في المقابل، اكد الوزير المستقيل محمد فنيش (حزب الله) امس: «ان شبح الحرب الاهلية انتهى. والذي يراهن على امكانية اشعال هذه الحرب هو الذي سيتحمل العواقب لأنه سيحرق اصابعه، وسيبقى لبنان بخير». مشددا على ان «لا حل الا بالعودة الى منطق الديمقراطية اللبنانية». وقال: «الحل ليس في باريس ولا في واشنطن ولا في موسكو. والشرعية لا تكتسب من الدول الخارجية انما تكتسب اولاً واخيراً من الارادة الشعبية. ولا يمكن لاحد ان يستقوي بالدعم الخارجي ليكرس سلطة لنفسه وهو عاجز عن ممارسة هذه السلطة».

ورأى فنيش «ان الازمة في لبنان هي ازمة خيارات سياسية» مؤكداً «ان المعارضة اليوم ليست معارضة طائفية ولا مناطقية او مذهبية. كذلك السلطة ليست سلطة الفريق الحاكم لا مذهبي ولا طائفي ولا مناطقي». واكد: «اننا نتعامل مع المبادرات العربية بكل ترحيب وانفتاح وتسهيل، شرط ان تأتي من دون انحياز لفريق، بل ان تأتي لأجل ايجاد الحل والتوفيق بين اللبنانيين». وأضاف: «كذلك تعاملنا مع افكار تم طرحها من قبل السيد عمرو موسى وابدينا كل ايجابية معها. والمشكلة عند الفريق الآخر الذي عودنا على انه لا يملك الحرية في القرار، فبعد التقدم الذي حققه موسى في بعض النقاط، التف على هذا التقدم بطرح اشكاليات جديدة».

من جهته، اكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن، في كلمة القاها خلال احتفال اقيم في منطقة بعلبك، حرص «حزب الله» على العلاقات السنية ـ الشيعية وعلى العلاقات الاسلامية ـ المسيحية. وقال: «هذا اكدنا عليه يوم شكلنا الحلف الرباعي. وقد ظنوا يومها انهم خدعونا. ونحن لم نكن كذلك، كنا نحافظ على هذه العلاقات كما اليوم. فهدفنا اكبر من ان نخدع وكان ما زال الحفاظ على الوحدة الوطنية».

في السياق ذاته، اكد عضو الهيئة التنفيذية في حركة «امل» علي كوراني خلال لقاء مع كوادر الحركة ان المعارضة «متمسكة بحقها الدستوري والديمقراطي المشروع في الاعتصام. وان برنامج التحرك سيتواصل حتى تحقيق الشراكة الكاملة بإقامة حكومة وحدة وطنية من اجل ترسيخ السلم الاهلي وصون الوحدة الوطنية الداخلية والعيش المشترك». وأكد: «ان المعارضة تتعاطى مع جميع المبادرات العربية بروح ايجابية ومنفتحة لكي تصل الى النتائج المرجوة التي تحفظ لبنان بعيدا عن الحساسيات السياسية». ورأى «ان استمرار الحكومة اللبنانية على رهانات الدعم الخارجي يزيد في التأزيم ويعرقل الحل».