اتصالات مكثفة مع قيادتي فتح وحماس لتجنب نقل صراعهما الفلسطيني إلى لبنان

الجيش يتخذ احتياطات في محيط المخيمات لمنع امتداد التوتر

TT

اجرى امس مسؤولون لبنانيون وفلسطينيون اتصالات مكثفة مع قيادتي حركتي «فتح» و«حماس» في جنوب لبنان لحضهما على الحفاظ على الاستقرار في المخيمات الفلسطينية، وخصوصا في مخيم عين الحلوة القريب من مدينة صيدا، ومنع انتقال التوتر والصراع بين الحركتين من غزة والضفة الغربية الى مخيمات اللاجئين في لبنان. وتم التشديد خلال هذه الاتصالات على ضرورة الاخذ في الاعتبار حساسية الوضع اللبناني ومراعاة اي قرارات دولية صدرت سابقا وتنص على نزع السلاح الفلسطيني وكل سلاح غير شرعي.

وفي اطار المساعي لتطويق اي تطورات سلبية، عملت اللجان الشعبية في المخيمات على اشاعة اجواء التآخي والتضامن بين اللاجئين الفلسطينيين، بحسب ما قاله مصدر فلسطيني لـ«الشرق الاوسط».

وتتقاسم «فتح» و«حماس» النفوذ في مخيمات الجنوب اللبناني وخصوصاً في مخيم عين الحلوة، الذي يضم اكبر التجمعات السكانية الفلسطينية (60 الف نسمة) والذي يعرف بعاصمة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وكان الوضع في عين الحلوة توتر مساء السبت عندما القى مجهول قنبلة صوتية على سطح قاعة كانت حركة «حماس» تقيم فيها احتفالاً بمناسبة ذكرى انطلاقتها، ما اثار اجواء من الذعر والبلبلة بين المشاركين في الاحتفال. وقد سبق ذلك اقدام مجهولين على تمزيق صور لمؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين في مخيمات منطقة صور، الامر الذي ادى الى توتر الوضع في المنطقة بعدما وجهت اصابع الاتهام الى عناصر من حركة «فتح » بالوقوف وراء عملية تمزيق الصور. الا ان الحركة نفت ذلك بشدة. وازاء الاجواء المتوترة بين الحركتين في المخيمات الفلسطينية في الجنوب، شدد الجيش اللبناني من الاجراءات الامنية في محيطها.

الى ذلك رفض ممثل «حماس» في لبنان اسامة حمدان دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، معتبراً ذلك «انقلاباً على الواقع الفلسطيني ودعوة الى فتنة داخلية». وسأل: «إذا جرت الانتخابات وفزنا بالرئاسة وكانت لنا الغلبة في التشريعي فهل سيقبل النتائج؟ وإذا كان الجواب نعم، نحن لا نصدقه لأنه لم يقبل النتائج السابقة. وإذا كان لا، فلماذا هذه الانتخابات؟ وهل هي استجابة للادارة الاميركية والمجيء بتركيبة معينة للتعامل معها؟».

وقال حمدان ان كلام «ابو مازن» عن العودة للشعب الفلسطيني «كلام حق يُراد به باطل. وهو مجتزأ. والمطلوب اجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني كي يعبّر عن كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها قبل كل شيء».

وعن الوضع الفلسطيني في لبنان، افاد حمدان: «نحن كشعب فلسطيني ننحاز الى خيار لبنان الاستراتيجي. وعندما وقعنا الى جانب لبنان وهو يتعرض للعدوان الاسرائيلي لم نقف مع فئة محددة بل مع كل اللبنانيين. وما يجري اليوم من سجال داخلي هو مسألة لبنانية داخلية لا نقبل ان يستدعى فلسطيني للتورط فيها.