المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب: لا نتفق مع واشنطن في كل القضايا ونرفض السجون السرية

اتفاقيات أمنية مع المغرب والجزائر.. ومنعنا 50 هجمة إرهابية في أوروبا

TT

قال الهولندي خايس ديفريس المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب إن السلطات والأجهزة الأمنية الأوروبية نجحت في تجنب وقوع ما بين 40 الى 50 عملية إرهابية خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية في عدة مدن اوروبية، وجاء ذلك نتيجة التعاون الناجح والعمل الأمني المشترك بين أجهزة الأمن الأوروبية.

وجاءت تصريحات ديفريس خلال لقاء مع «الشرق الأوسط» ببروكسل عقب مشاركته في ندوة نظمها حزب حركة الإصلاح الليبرالي البلجيكي «إم آر» حول مخاطر الإرهاب في أوروبا الأسبوع الماضي. وأضاف المسؤول الأوروبي: «انه للأسف وبالرغم من هذا التعاون المشترك الناجح بين الدول الأوروبية في المجال الأمني وقعت انفجارات مدريد وحوادث لندن، وهذا يدل على أننا لا نستطيع 100 في المائة، ان نمنع الحوادث الإرهابية ونحقق الأمن بالكامل، ولكن هذا لا يمنع اننا نفتخر بالنجاح الذي حققناه في مجال مكافحة الارهاب والعمليات التي نجحنا في منعها قبل وقوعها، وهي نتائج ممتازة للتعاون الناجح بين الأجهزة الأمنية الأوروبية. وجاء الحوار على النحو التالي:

* هل تعتقدون ان النجاح الامني في تفادي وقوع اعمال ارهابية جديدة ام ان الجماعات الارهابية تنتظر الفرصة المناسبة لتنفيذ عمليات اكبر واكثر تاثيرا من هجمات لندن ومدريد ؟

ـ الهجمات التي شهدتها لندن هي عملية نفذتها جماعة في بريطانيا وليست جماعة ارهابية دولية من الخارج، وبالرغم من ان الاجهزة الامنية البريطانية معروفة انها من افضل الاجهزة الامنية الاوروبية من حيث الاستعدادات والاجراءات الامنية، لكنها لم تستطع تجنب وقوع تلك العمليات الارهابية التي وقعت في يوليو من العام الماضي ومن هنا يتبين لنا انه بالرغم من الاستعدادات والاجراءات الامنية المطلوبة لتفادي الهجمات الارهابية فانها تحدث، وهذا يدفعنا الى ضرورة العمل على تطوير وتعميق العمل المشترك بين السلطات الأمنية الأوروبية، وفي نفس الوقت يجب ان نهتم بالحوار حول حدود العقيدة، والجميع يعلم ان هناك اعدادا كبيرة من المسلمين راحوا ضحايا لعمليات ارهابية، ليس فقط داخل القارة الاوروبية ولكن ايضا خارجها في عمليات، منها على سبيل المثال ما وقع في الدار البيضاء والمملكة العربية السعودية واندونيسيا، وهذ يوضح لنا انه يجب الا يفكر احد في ان الامر يتعلق باستهداف عناصر اسلامية لأهداف مسيحية، ولذلك ادعو الى التعاون المشترك في مجال الحوار وفي مجال حدود حرية العقيدة مع التأكيد في الوقت نفسه على احترام حقوق الإنسان ولكن كل ذلك يدفعنا الى القيام بشيئين رئيسيين وهما اولا توقيف الجيل الاول من الإرهابيين واعتقالهم، والثاني ان نعمل على عدم وجود اجيال ثانية من الارهابيين ونستثمر في ذلك.

* تحدثت عن التعاون المشترك بين الدول الاوروبية، فماذا عن التعاون مع الدول العربية والاسلامية؟

ـ بطبيعة الحال هناك تعاون وبشكل كبير مع الدول العربية والاسلامية في مجال مكافحة الإرهاب فقد اقترح الاتحاد الأوروبي مؤخرا برنامج مساعدة لتنفيذه من خلال التعاون المشترك مع المغرب والجزائر في اطار مواجهة الارهاب ومخاطره، كما انني تلقيت تأكيدات من الحكومة المصرية ووعود لفتح حوار مع الاتحاد الأوروبي حول الإرهاب وفي نفس الوقت نحن نعمل الآن مع اندونيسيا والفلبين، وهي أمثلة على العمل الجديد والمتعدد مع أطراف جديدة في اطار التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب وبشكل مكثف.

* الى اي مدى وصل التعاون مع الولايات المتحدة في ظل انتقادات لاتفاقات ثنائية قيل انها تتعارض مع حقوق الإنسان حسب القوانين الأوروبية؟

ـ نحن نتعاون بطبيعة الحال مع الولايات المتحدة الأميركية ولديهم الكثير من المعلومات التي نحن بحاجة اليها وأيضا لدينا الكثير من المعلومات التي يحتاجوتها في اطار مكافحة الارهاب، كما اننا مطالبون بحماية الركاب الذين ينطلقون من المطارات الأوروبية ضد اي مخاطر ارهابية وفي نفس الوقت حماية شركات خطوط الطيران الأوروبية من الارهاب ومخاطره، ولكننا في نفس الوقت لسنا على اتفاق دائم مع الاميركيين حول كل النقاط والمسائل، وأعطيك مثلا أوروبا ضد السجون السرية التي استخدمتها، ولا تزال تستخدمها وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي ايه»، كما ان تعذيب السجناء يتعارض مع القوانين التي اقرتها اوروبا حول هذا الشأن في عام 2001 .

* أين الحقيقة مما ذكرته لجنة التحقيق الاوروبية؟ انك لم تذكر كل الحقائق والتفاصيل المطلوبة حول ملف السجون السرية لـ«سي. آي. ايه»؟

ـ هذا الكلام مخالف للحقيقة لأنني ذكرت كل ما لدي من معلومات، أما الحقائق التي تريدها اللجنة التي ليست بحوزتنا لا نستطيع ان نتحدث، عنها لكننا لا نملك تلك المعلومات، ولا يمكن ان نتحدث عن امور ليس لدينا معلومات متوفرة بشأنها.

* البعض لا يعرف حتى الآن تعريف حقيقي للإرهاب والبعض الآخر يطالب بعقد مؤتمر دولي حول مكافحة الإرهاب.. هل تتفق مع هذا الرأي؟

ـ لقد سبق ان عقدنا مؤتمرات كثيرة حول الإرهاب وأنا حقيقة أتساءل، هل نحن في حاجة لعقد مؤتمرات حول هذا الصدد، أو اذا كان ذلك مناسبا ام لا؟ وانا ارى من الافضل ان نبحث في كيفية العمل المستمر من أجل الوصول الى تكاتف وتعاون عالمي في مجال مكافحة الإرهاب، وهذا يعني ضرورة وجود مسئولية دولية في هذا الصدد، ولكن في الوقت نفسه لا بد ان اشير الى ان دول مثل ايران وسورية لا يجب عليها ان توافق على وقوع عمليات قتل يروح ضحيتها الأطفال والنساء تحت أي مسمى ويحدث ذلك في اطار عمل غير شرعي وتحت مسميات سياسية، وهذا امر غير مقبول بالنسبة لنا في الاتحاد الأوروبي، بل والأطراف الدولية الأخرى، وأقول لتلك الدول التي تتخذ هذا النهج انه اذا كان هناك حاجة لتدخل عسكري أو استخدام القوة لمواجهة مشكلة أو صراع فهناك قوانين وقواعد تحكم ذلك، ولكن الغير مقبول هو ان تصاحب تلك العمليات حملات اعتقال بين المدنيين، واقول انه اذا توصلنا مع تلك الدول الى اتفاق حول هذا الامر يمكن في النهاية ان نسميه اتفاق او مسئولية دولية مشتركة ضد الارهاب.