الحكومة الصومالية: باب المحادثات مع المحاكم الإسلامية لم يغلق

مع اقتراب انتهاء مهلة المحاكم للقوات الإثيوبية لمغادرة البلاد

TT

لمحت الحكومة الصومالية امس الى نيتها للمصالحة بان أشارت الى انها ما زالت منفتحة لإجراء محادثات مع اتحاد المحاكم الاسلامية الذين هددوا بشن حرب على اثيوبيا ما لم تغادر قواتها البلاد بحلول يوم غد الثلاثاء. وأثار الاسلاميون مخاوف من اندلاع حرب بإعطائهم انذارا للقوات الاثيوبية التي تدعم الحكومة الصومالية الانتقالية وأمهلوها سبعة ايام لمغادرة البلاد، بينما قال الرئيس عبد الله يوسف ان ابواب المحادثات مع الحركة الاسلامية اغلقت.

غير ان متحدثا حكوميا في بيداوة وهي البلدة الوحيدة التي تسيطر عليها حكومة يوسف المؤقتة المدعومة من الغرب في البلاد قال ان كلمات الرئيس جرى تفسيرها بصورة مثيرة للغاية من قبل وسائل الاعلام التي تتابع الازمة الصومالية.

وقال محمد عبد القادر احمد المتحدث باسم وزير الاعلام «باب المحادثات لم يغلق من قبل الحكومة التي تعد حكومة مصالحة بل من قبل المحاكم الاسلامية». وأضاف «هذا هو ما قالته الحكومة. وأساءت بعض وسائل الاعلام تفسير ذلك».

ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين ان هذه الكلمات تشير الى ان الحكومة الصومالية في الحقيقة ربما تبقي على الخيار بالعودة الى المحادثات مع الاسلاميين وهي المحادثات التي تعثرت في السودان الشهر الماضي. ومما يعطى بصيصا من الامل لأولئك الذين يؤمنون بان الدفع نحو الحرب لا يزال من الممكن ايقافه، أعلن الزعيم الاسلامي المعتدل شيخ شريف احمد يوم السبت ان مجلس المحاكم الاسلامية في الصومال لا يزال ملتزما بالحوار. غير ان شهودا قالوا ان المواجهة العسكرية على الارض ظلت قائمة في مطلع الاسبوع. وواصل المقاتلون الاسلاميون تحصنهم في مواقع على ثلاث جهات من بيداوة مع وجود القوات الحكومية على بعد بضعة كيلومترات فقط عند احدى النقاط.

واستولى الاسلاميون على مقديشو في يونيو (حزيران) الماضي وتوسعوا جنوبا بعد ذلك في تحد لتطلعات حكومة يوسف لاستعادة الحكم المركزي للدولة الواقعة في القرن الافريقي للمرة الاولى منذ اطاح زعماء ميليشيات بالدكتاتور الراحل محمد سياد بري في عام 1991.

وتقول الحكومة ان الافا من المتطرفين الاجانب يدعمون صفوف الاسلاميين بينما اتهمت واشنطن الحركة الاسبوع الماضي بأنها تدار من قبل احدى خلايا القاعدة.

ويقول الاسلاميون من جانبهم ان الحكومة التي شكلت في كينيا في عام 2004 لم تكتسب أي شرعية شعبية وسمحت بدخول اكثر من 30 الفا من الاثيوبيين «الغزاة» لدعمها في بيداوة. وفيما يمثل دعما لموقف الحكومة زار محمد موسى هيرسي رئيس اقليم بلاد بونت ذا الحكم شبه الذاتي بشمال الصومال بيداوة امس على ما يبدو ليعبر عن تأييده لحكومة يوسف.

ورفض وزير الصحة في بلاد بونت الذي تحدث الى الصحافيين بعد لقاء يوسف وهيرسي ان يدلي بتفاصيل حول محادثاتهما. ولكنه لمح الى ان المنطقة ستكون موالية ليوسف. وقال عبد الرحمن سيد محمود «ارض الصومال جزء من الادارة في ظل الحكومة الاتحادية المؤقتة». وارض الصومال هي مسقط رأس يوسف ويعتقد الخبراء انها تستضيف الالاف من القوات الاثيوبية.

الى ذلك ذكر موقع على الانترنت موال للاسلاميين ان 200 جندي آخرين من قوات الحكومة فروا الى الاسلاميين في دينسور جنوب بيداوة في مطلع الاسبوع بعد فرار مئة جندي الى مقديشو في وقت سابق من الاسبوع. ولم يتسن تأكيد ذلك.