مشادة عنيفة داخل البرلمان السوداني بسبب الأوضاع في دارفور

خلال تقديم وزير الدفاع تقريرا حول الأمن في الإقليم

TT

وقعت مشادة كلامية حادة في البرلمان السوداني كادت تتطور الى عراك بالأيدي وذلك خلال اجتماع برلماني حول الاوضاع في اقليم دارفور، قدم خلاله وزير الدفاع تقريرا حول آخر التطورات الامنية في الاقليم المضطرب، بينما شن نواب دارفور في البرلمان هجوما عنيفا على وزير الدفاع متهمين حكومته بأنها سلّحت بعض القبائل واستنفرتها في اوقات سابقة، وطالبوا وزير الدفاع بضرورة ضبط قوات استخبارات حرس الحدود أو حلها وذكروا انها ذات صلة بميليشيات الجنجويد، غير ان نوابا آخرين دافعوا عن سياسات الحكومة في الاقليم.

ووقعت المشادة بين رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني (البرلمان) وعضو المجلس محمد صالح بركة بعد ان شرع الاول في اخراج الثاني بالقوة من قاعة الاجتماع المغلق الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات.

وأكد وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين خلال الاجتماع سيطرة القوات المسلحة على الاوضاع في دارفور، مشيراً الى ان خطة وضعت للحد من الانفلات الأمني هناك لافتاً في ذات الوقت لجهود الحكومة الرامية لإلحاق رافضي اتفاق أبوجا باتفاق سلام من خلال تسوية قضية دارفور سياسياً.

وقال وزير الدفاع ان الاحداث التي وقعت أخيراً في دارفور هي نتيجة لما تقوم به جبهة الخلاص الرافضة لاتفاق ابوجا للسلام من عمليات تهدد أمن المواطنين، مذكراً بالدعم المعنوي والسياسي الذي تتلقاه من تشاد.

وطالب الدكتور التجاني مصطفى رئيس الهيئة البرلمانية لنواب دارفور في البرلمان الحكومة بضرورة اضطلاعها بدورها لتحقيق الامن في دارفور وحماية المدنيين، وإخلاء المدن من مظاهر حملة السلاح، وإبعاد قوات استخبارات حرس الحدود وقوات الحركات الموقعة على اتفاق السلام الى خارج المدينة. الى ذلك، اختطف مجهولون امس عربة اسعاف تتبع لإدارة التأمين الصحي في مدينة الفاشر اكبر مدن دارفور، بعد ان اطلقوا النار على سائقها مما ادى الى اصابته وتم سحبه من داخل العربة حيث توجه الخاطفون بالعربة الى جهة مجهولة.

وتأتي الحادثة بعد مضى اقل من 24 ساعة من اختطاف عربة اخرى من محيط مدينة الفاشر تتبع لبعثة الاتحاد الافريقي بعد ان تم الاعتداء على سائقها وإصابته على بعد اقل من 10 كلم خارج الفاشر علاوة على حادثة خطف عربة ثالثة رباعية الدفع تتبع للجنة الدولية للانقاذ والتي لم يمض عليها يومان الى جانب حادثة اختطاف عربة الاتحاد الافريقى الاولى التي كان على متنها شخصان احدهما ضابط برتبة رائد والآخر جندي.

الى ذلك تصدى الجيش السوداني (القوات المسلحة) لهجوم نفذته «جبهة الخلاص» المسلحة في دارفور على بلدة الصياح بولاية شمال دارفور، «وكبدتها خسائر فادحة في الارواح والممتلكات»، حسب مسؤول في الولاية. وقال ادريس عبد الله وزير الحكم المحلي والي ولاية شمال دارفور بالإنابة في تصريحات صحافية، ان القوات المسلحة في بلدة الصباح ألحقت هزيمة كبيرة بالمعتدين وقتلت 7 من افرادها وأسرت آخرين بجانب تدمير 4 من العربات التي استخدمتها القوة المهاجمة، كما تم الاستيلاء على عربتين بحالة جيدة.

من جهة أخرى يبدأ الاسبوع القادم تنفيذ المرحلة الاولى من حزمة الدعم الفني واللوجستي والاستشاري المقدم من الامم المتحدة للقوات الإفريقية في دارفور والذي يستمر حتي نهاية الشهر الحالي، فيما يبدأ مطلع العام الجديد انفاذ الحزمة الثانية، وقال الصادق المقلي مدير ادارة السلام بوزارة الخارجية منسق الجانب السوداني في الآلية الثلاثية بين الحكومة والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي فى تصريحات ان تنفيذ حزمة الدعم اللوجستي والفني والاستشاري يأتي في ضوء اجتماع اديس ابابا في السادس عشر من الشهر الماضي الماضي ومقررات اجتماع مجلس السلم والأمن الافريقي في الثلاثين من الشهر نفسه في ابوجا. وأوضح ان الآلية الثلاثية ستعقد اجتماعها الثاني غداً بوزارة الخارجية لمناقشة بدء تنفيذ الحزمة التي تتكون في مرحلتها الاولى من 105 من العسكريين و33 من الشرطة و45 من الخبراء المدنيين بجانب معدات لوجستية وفنية في مجالات الاتصالات وغيرها. مضيفاً انه سيتم نشرها في دارفور تحت قيادة وإمرة الاتحاد الافريقي.