مقتل عنصر من أمن الرئاسة وإطلاق النار على موكب الزهار

مسلحون يسيطرون على مقار وزارات في غزة

TT

في مؤشر على تدهور الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية، نشبت اشتباكات مسلحة بين عناصر من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية ومسلحين اطلقوا النار على موكب وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار. وأدى الحادث الى اشتباك واسع النطاق شارك فيه حراس الزهار والقوة التنفيذية الذين طاردوا المسلحين. كما وقعت اشتباكات مسلحة في محيط منزل ومكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو ماززن) في غزة بين عناصر من امن الرئاسة وافراد من القوة التنفيذية التابعة لوزير الداخلية وعناصر من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس. واحتلت العناصر من الطرفين اسطح المباني العالية والشوارع المحيطة بمقر الرئيس الفلسطيني ومنزله ومجمع الوزارات وهم يتبادلون اطلاق النار بكثافة. وسمع دوي انفجارات في المنطقة.

وجاء الحادثان بعد أن قتل فجر امس احد عناصر جهاز أمن الرئاسة الفلسطيني، وجرح اربعة اخرين في هجوم شنه مسلحون مجهولون على مركز تدريب لهم في حي الزيتون، جنوب مدينة غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن القتيل هو اسماعيل محمود، 23 عاماً. ونفى الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، أن يكون لحركته صلة بالهجوم على الموقع، مؤكداً أن ما حصل كان اقتتالا بين أفراد من امن الرئاسة وجهاز امني فلسطيني آخر تابع للسلطة. وفي حادثة منفصلة اطلق مسلحون النار على جمال الهندي القائد الميداني في كتائب القسّام في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وذلك أثناء مروره بالقرب من منزله وسط مخيم البريج. وأصيب جراء اطلاق النار أحد الأطفال المارة بجروح متوسطة. واتهمت حماس مسلحين من حركة فتح باطلاق النار على مسيرة نظمتها في المخيم نفسه الليلة قبل الماضية، دون وقوع اصابات. وفي مخيم النصيرات، في المنطقة الوسطى من القطاع وقعت صباح امس اشتباكات بالأيدي بين الطلاب ينتمون الى حركتي فتح وحماس على خلفية الدعوة لإضراب عن الدراسة. وقال شهود عيان إن الاشتباكات تطورت إلى التراشق بالحجارة الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد كبير من الطلاب والمدرسين بجراح مختلفة. وكانت حماس وفتح قد نظمتا الليلة قبل الماضية مسيرات للتعبير عن مواقفهما من قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة. فشارك عشرات الالاف من انصار حماس في مسيرة جماهيرية حاشدة في مدينة غزة للتعبير عن رفضهم للقرار. ونظمت مسيرة اخرى في مدينة «رفح» اقصى جنوب قطاع غزة. واتهمت حماس مسلحين من فتح باطلاق النار عليها الأمر الذي ادى الى اصابة ستة اشخاص، احدهم في حالة الخطر. الى ذلك واصل عناصر من جهاز امن الرئاسة لليوم الثاني السيطرة على مقر وزارة الزراعة الفلسطينية القريب من منزل الرئيس الفلسطيني في غزة. وأكدت الوزارة، في بيان صادر عنها أن عناصر حرس الرئاسة، يغلقون الإدارة العامة للثروة السمكية التابعة لها، ويمنعون الموظفين من الدخول ومزاولة عملهم كالمعتاد. واشار البيان الى أن حرس الرئاسة الملثمين ينتشرون بكثافة حول الوزارة ويعتلون سطحها، ويغلقون الأبواب بالأقفال بعد أن «عاثوا في الأقسام والمكاتب خراباً». وحسب البيان فقد ابلغ عناصر الرئاسة الموظفين بأن الوزارة مغلقة بأمر من الرئيس حتى إشعار آخر، الأمر الذي أثار غضب الموظفين الذين اعترضوا على هذا الإجراء الذي وصفوه باللامسؤول، مما حدا بعناصر الرئاسة إلى طردهم بالقوة وإبلاغهم بالقول «الوزارة ستفتح أبوابها عندما تعود لأصحابها»، حسب ما جاء في رواية الوزارة.

واعتبرت الوزارة، أن ما حدث من إغلاق منظم لبعض المؤسسات والوزارات الفلسطينية «يمثل انقلاباً عسكرياً على الحكومة، ويهدد بدوامة من الصراع الداخلي المفتعل من قبل تيار انقلابي يعمل لصالح أجندة صهيوأميركية» حسب البيان. وتساءلت الوزارة عن مبررات «اقتحام المؤسسات والوزارات بهذه الطريقة الهمجية؟ ولمصلحة من يتم تعطيل العمل فيها والإضرار بمصالح الشعب؟». واقتحم عدد من المسلحين الملثمين مقر وزارة «النقل والموصلات» بغزة، وقال أحد الموظفين «إن الملثمين أطلقوا النار في الهواء بشكل كثيف واحتلوا كافة المكاتب واعتلوا مبنى الوزارة». وأفاد عدد من العاملين أن المسلحين أمروا الموظفين بإخلاء مقر الوزارة حتى لا يتعرضوا لهم. وفي خان يونس جنوب قطاع غزة، قام العشرات من المسلحين باطلاق النار بشكل كثيف صوب مقر شركة الكهرباء الواقع بالقرب من مفترق بني سهيلا شرق خان يونس.