أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن المملكة العربية السعودية لا تعتدي على أحد، كما أنه ليس لأحد عليها فضل سوى الله سبحانه وتعالى. وقال مخاطبا أعضاء من مجلس الشورى يمثلون مناطق جازان وعسير ونجران «نحن لا نعتدي على أحد لكن من يعتدي علينا يتحملها، وإن شاء الله مدحورون كلهم، لأنكم في المملكة العربية السعودية ليس لأحد فضل عليكم إلا الله عز وجل». وأضاف «أنتم لكم فضل على دول كثيرة ولكننا لا نعدها والفضل لله ثم لكم على أغلب الدول وهذا يتطلب منكم الشكر في كل وقت. وأضاف مخاطبا أعضاء مجلس الشورى الذين استقبلهم أمس بمكتبه في الديوان الملكي بقصر اليمامة «إن دولتكم ولله الحمد تسهر على راحتكم، فلو أن عاملاً سعودياً مسه شيء فكأنما يمس هذه الدولة كلها وهذا واجب علينا».
وتطرق الملك عبد الله إلى الحوادث الإرهابية ومن يقف وراءها، مبينا أن الجميع يأسف ويتألم إذا سمع أنهم من أبناء البلد، ووصفهم بأنهم ممن «غلب الشيطان عليهم وهو الذي دفعهم لذلك». وقال «إن هذا أمر يؤرق الإنسان عندما يعرف أن هذا ابن عائلة أو أنه من السعودية وجاء وارتكب هذا العمل الإجرامي»، مؤكدا أنهم «اندحروا بمشيئة الله»، وقال «إن أعداءكم مدحورون بإرادة الله ثم بوقفة الشعب السعودي وقفة رجل واحد».
وبين الملك عبد الله أن زيارته الأخيرة للمناطق الجنوبية الثلاث «واجب ديني وأخلاقي ووطني لا أستحق الشكر عليها»، وأضاف «إن بلدكم ولله الحمد وكل ما عملنا فيه سواء في الجنوب أو الشرق أو الشمال أو غيره واجب علينا لأن الخير كثير ولله الحمد، وليس لنا فضل أبداً أبداً، إن الفضل، عليكم وعلينا وعلى المملكة كلها وعلى العالم الإسلامي والعالم العربي، للرب عز وجل».
وقال خادم الحرمين الشريفين «نحن همنا هو الهداية للعالم الإسلامي والعالم العربي وأنتم جزء منا وفينا أهلكم أهلنا وبيوتكم بيوتنا وعوراتكم عوراتنا ولله الحمد لا نشك فيكم ولا تشكون فينا».
وذكر أن الميزانية التي ستعلن اليوم تحمل الكثير من الخيرات، وقال «كان هناك في الأول شح قليل، أما الآن فلا يوجد شح ولله الحمد، والميزانية التي ستعلن غداً ستشاهدون منها إن شاء الله ما يسركم والخيرات هذه كلها ولله الحمد من فضل الرب عز وجل».
كما تطرق الملك عبد الله إلى دور الشركات في تنفيذ المشروعات، مشيراً إلى أن بعض هذه المشروعات ما زالت تنتظر لأن تتقدم لتنفيذها شركات قادرة على ذلك، وأوضح أنه وجه وزير التجارة للبحث مع أصحاب الشركات الصغيرة في إمكانية الاندماج في مجموعات والتقدم لتنفيذ هذه المشروعات وقد أبدوا رغبتهم في ذلك إلا أن لهم شروطاً، حيث تم تشكيل لجنة للبحث في هذه الشروط وسيتم حلها لهم». وأضاف «إن الخير كثير، والمشاريع كثيرة وكاملة وجاهزة، فقط تريد المقاول الذي يأتي وينفذ».
من جانبهم عبر أعضاء مجلس الشورى عن شكرهم للملك عبد الله على ما حظيت به المناطق الثلاث من مشروعات خلال زيارته الأخيرة، وقال عبد الله أبو ملحة عضو مجلس الشورى في كلمة خلال الاستقبال «إن زيارتكم الأخيرة لهذه المناطق الثلاث حفزتنا لأن نأتي ونسلم ونقدم الشكر والتقدير والاحترام لك على ما تقوم به من رعاية لأبنائك في كل شبر على هذه الأرض».
حضر الاستقبال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والمهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، وإياد مدني وزير الثقافة والإعلام، وعبد المحسن التويجري مستشار خادم الحرمين الشريفين.
وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد قد استقبل أمس في مكتبه بالديوان الملكي أعضاء مجلس الشورى من مناطق جازان وعسير ونجران، وبين خلال اللقاء ما يختلج في نفس خادم الحرمين الشريفين من تقدير وثقه وإعجاب واعتزاز، موجه لكل مواطن في مختلف مناطق المملكة، وقال «لقد أكرمنا الله بخدمة بلادنا وأمتنا، وعلى رأس الجميع ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز»، وأضاف «نحمد الله سبحانه وتعالى الذي جعلنا أمة واحدة، أخوة متحابين متعاونين مترابطين على الحق والتقوى، كل منّا فاتح قلبه لخدمة أخيه وخدمة الدين أولاً والوطن، كما نحمد الله أن أنعم علينا وندعو الله أن لا يغير علينا».
وألقى المهندس عبد الرحمن اليامي عضو مجلس الشورى كملة أعرب فيها نيابة عن زملائه عن الشكر والتقدير للأمير سلطان على استقباله لهم، وقال مخاطبا ولي العهد: «إن هؤلاء أبناءك أعضاء مجلس الشورى من المناطق الجنوبية كلفوني لأن أتحدث عنهم وأنقل شكر وتقدير واحترام أهالي المناطق الثلاث لما تقومون به وما قمتم به في الماضي وما ستقومون به في المستقبل من خدمة لهذا الوطن الغالي والتي أكدتها زيارتكم الأخيرة لهذه المناطق الثلاث والتي كان لها تأثير عميق في أنفسنا وزادتهم حباً وولاء وإخلاًصاً لهذه القيادة الرشيدة التي تبحث عن كيفية إسعاد هؤلاء المواطنين في هذه المناطق».
من ناحية ثانية استقبل الأمير سلطان بن عبد العزيز أمس بقصر اليمامة عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي أعرب له عن بالغ تقديره للثقة التي أولاه إياها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وبقية قادة دول المجلس بالتمديد له لمدة ثلاث سنوات اعتباراً من تاريخ الأول من شهر إبريل (نيسان)2008 . حضر اللقاءين علي الحديثي رئيس ديوان ولي العهد، ومحمد بن سالم المري السكرتير الخاص لولي العهد.