مبادرة العاهل الأردني قد تشمل وساطة بين إسرائيل وحماس من أجل تهدئة دائمة

عباس يأمل لقاء أولمرت قبل نهاية العام

TT

نفت الحكومة الفلسطينية ان يكون رئيسها اسماعيل هينة تلقى دعوة رسمية من العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لزيارة الاردن رغم ترحيبها بالمبادرة في حين لم تستبعد مصادر فلسطينية ان يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قد طلب من العاهل الاردني التوسط بين اسرائيل وحماس بشأن التوصل لاتفاق تهدئة دائم وثابت وانجاز صفقة تبادل الأسرى حول الجندي الاسرائيلي المختطف.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد إن الحكومة لم تسمع عن هذه الدعوة الا من خلال وسائل الاعلام مستدركا أن حكومته ترحب بهذه الدعوة وبأي جهد عربي يهدف الى الدفع نحو تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية. واعتبر حمد أن الحكومة الفلسطينية تؤكد على العلاقة التاريخية والسياسية الخاصة التي تربط الاردن بفلسطين، مشدداً على أن تعزيز هذه العلاقة مهم لكل من الحكومتين والشعبين الفلسطيني والاردني. واعتبر حمد أن حكومته معنية بتعزيز علاقاتها مع أي دولة عربية بغض النظر عن أي حساسيات. وشدد على أنه كان من الأفضل أن تكون العلاقة طبيعية بين حكومات الدول العربية والحكومة الفلسطينية «على اعتبار أن هذه الحكومة تشكلت نتيجة فرز ديمقراطي وكتعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني». من ناحية ثانية، ربطت مصادر فلسطينية بين دعوة الملك عبد الله الثاني لكل من عباس وهنية والزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت الى الاردن. ولم تستبعد هذه المصادر أن يكون أولمرت قد طلب من العاهل الاردني التوسط بين اسرائيل وحماس بشأن التوصل لاتفاق تهدئة دائم وثابت وإنجاز صفقة تبادل الأسرى حول الجندي الاسرائيلي المختطف جلعاد شليط.

يذكر أن العلاقة بين الحكومتين الأردنية والحكومة الفلسطينية الحالية شهدت توتراً كبيراً، عندما رفضت الحكومة الاردنية استقبال وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار في اول جولة عربية قام بها بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية. وازدادت العلاقة تعقيداً في اعقاب اعلان الاردن عن ضبط شبكة من عناصر حركة حماس قامت بتهريب السلاح من سورية للأردن بغرض تنفيذ عمليات على الأراضي الأردنية، وهو ما وصفته حركة حماس في حينه بأنها «قصة مفبركة». من جانبها، قالت مصادر إسرائيلية أن أحد أهم الأسباب التي دفعت الملك عبد الله الثاني لتوجيه الدعوة لكل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه اسماعيل هنية لزيارة الاردن يعود بشكل أساسي الى خوف الأردن من امكانية انتقال العنف بين حركتي فتح وحماس من قطاع غزة والضفة الى الاردن. وأضافت المصادر أن بعض الدول العربية ومن ضمنها الأردن متخوفة من إجراء انتخابات تشريعية على اعتبار أن ذلك قد لا يؤدي الى اعادة انتخاب عباس وفوز حركة فتح. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن الذي يعزز موقف حكومة حماس هو امساكها بورقتين هامتين، وهما ورقة التهدئة ووقف عمليات المقاومة ضد اسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة على اعتبار أن حركة حماس هي القادرة على فرض احترام هذه التهدئة، كما يقول يوفال ديسكين رئيس جهاز المخابرات الداخلية الاسرائيلية (الشاباك) الى جانب اسرها للجندي الاسرائيلي.

من ناحية اخرى، اعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن امله في عقد قمته المرتقبة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت «قبل نهاية هذا العام». وقال عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما في رام الله بالضفة الغربية «لدينا استعداد دائم للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي والمباحثات مستمرة للتحضير لهذا اللقاء ونرجو ان يعقد اللقاء قبل نهاية هذا العام» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال عباس انه اكد للوزير داليما «على أهمية وجود مراقبين دوليين في الانتخابات المبكرة التي دعونا اليها، رغم اننا ابقينا الباب مفتوحا لفترة زمنية محدودة لتشكيل حكومة وحدة وطنية».

وفي رده على سؤال للصحافيين حول مغزى اشارته الى «الفترة الزمنية المحدودة»، قال عباس «لا بد ان يكون الحوار محدد التاريخ ومحدد المواضيع، وإذا كان هناك احساس بالمسؤولية لدى الجميع بإمكانهم في اطار محدد ان يصلوا الى نتائج». وقال «نثمن الجهود الايطالية لعقد مؤتمر دولي في الشرق الاوسط، ونأمل ان تستمر هذه الجهود لتحقيق ذلك».

من جهته، طالب وزير الخارجية الإيطالي السلطة الفلسطينية بالعمل على تثبيت الهدنة في غزة والضفة الغربية والعمل على وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه اسرائيل.

وأعرب داليما عن أمل بلاده بـ«استعادة الحوار بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، حوار لديه القدرة على تحريك الأمور بطريقة إيجابية». وأعلن داليما دعم إيطاليا لموقف الرئيس الفلسطيني بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وكذلك تأييد بلاده لدعوة عباس لانتخابات مبكرة.

وقال «لا شك انه ان لم يتم التوصل الى حكومة الوحدة الوطنية، يبقى الخيار الديمقراطي بالعودة الى الشعب هو الخيار المطروح».

وقال صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ان الرئيس الفلسطيني سيتوجه في زيارة إلى الاردن للقاء العاهل الاردني خلال الاسبوع المقبل من دون تحديد موعد نهائي للزيارة بسبب عطلة عيد الميلاد. وقال عريقات في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين» إن «الرئيس سيتوجه إلى الاردن خلال الاسبوع القادم للقاء العاهل الاردني ولاطلاعه على ما تشهده الساحة الفلسطينية من تطورات على صعيد العلاقة بين مؤسستي الرئاسة والحكومة».