محاكمة صدام: الادعاء يؤكد تورط تركيا في حملة الأنفال

رئيس أركان الجيش العراقي 1988 أمر الجنود بتدمير كامل في المنطقة الشمالية

TT

قدم الادعاء في قضية الانفال التي يحاكم فيها الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وثائق جديدة تثبت ان أوامر صدرت للقوات العراقية بالتعاون مع القوات التركية في قمع الاكراد.

وقدم المدعي العام منقذ آل فرعون مذكرات صادرة عن رئيس اركان الجيش العراقي عام 1988 تتضمن أوامر باستخدام «ذخائر خاصة»، وهو ما يعني وفقا له الاسلحة الكيماوية. وقال المدعي العام إن إحدى هذه المذكرات ارسلت الى قيادة الفرقتين الاولى والخامسة للجيش العراقي في 21 اغسطس (آب) 1988 تأمرهم بالقيام بـ«هجمات عنيفة قبل بدء الحملة من أجل إثارة الذعر بين المواطنين». وقرر القاضي محمد العريبي استنئاف المحاكمة في الثامن من يناير (كانون الثاني) المقبل. وتقول المذكرة التي عرضها آل فرعون والموقعة باسم رئيس الاركان العراقي آنذاك نزار عبد الكريم فيصل «لا بد ان يكون هناك تدمير كامل في المنطقة الشمالية». وأمرت المذكرة كذلك الضباط العراقيين بـ«التعاون مع الجانب التركي طبقا لبروتوكول التعاون المبرم معهم لمطاردة كل اللاجئين». ولم يتسن معرفة أي تفاصيل أخرى، إذ قرر المدعي العام أربع مرات أثناء المناقشات مع أعضاء هيئة المحكمة حول هذه المذكرة، قطع الصوت عن المقصورة التي يتابع منها الصحافيون وقائع الجلسة والتي يفصلها عن قاعة المحكمة حائط زجاجي. وقال دبلوماسي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية، «لا علاقة لذلك مع الوقائع». وأضاف «الأمر يتعلق باتصال داخلي بين العراقيين لا شأن لنا به». واشار الدبلوماسي الى ان «المجتمع الدولي يتذكر جيدا المساعدة التي قدمتها تركيا لأكراد العراق».

وعارضت أنقرة باستمرار إقامة إقليم حكم ذاتي للأكراد في شمال العراق، ولكن لم يثبت أن تركيا تعاونت مع صدام حسين خلال حملة الأنفال التي يصفها الادعاء بأنها حملة «إبادة جماعية».ويحاكم صدام وستة من معاونيه بتهمة قتل 182 ألف كردي عامي 1987 و1988 خلال حملة الأنفال التي أدت كذلك الى تدمير أكثر من 3 آلاف قرية وتهجير جماعي للسكان الأكراد. ولكن صدام وابن عمه علي حسن المجيد الذي يطلق عليه السكان الاكراد «علي كيمياوي» ويتهمونه بأنه المسؤول عن قصف قراهم بالغازات السامة، هما الوحيدان بين المتهمين الستة اللذان يواجهان تهمة «الإبادة الجماعية». وخلال الجلسات الثلاث السابقة للمحاكمة، قدم الادعاء وثائق عدة تثبت، وفقا له، استخدام أسلحة كيماوية ضد السكان والمسؤولية المباشرة لصدام حسين في هذه الجريمة. من جهتها، نفت تركيا ان تكون قد قدمت أي دعم للقوات العراقية خلال حملتها ضد الاكراد عام 1988.