ترقب لبناني بعد عودة موسى من دمشق وإسماعيل يتحدث عن «إيجابيات»

لحود يبحث عن مخرج «دستوري وقانوني» لإجراء الانتخابات الفرعية

TT

ساد الترقب امس الساحة السياسية اللبنانية في انتظار ما يحمله الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي عاد بعد ظهر امس من دمشق، فيما استمر السجال الاعلامي بين قوى المعارضة والأكثرية على حاله.

وفور عودته التقى موسى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وبعد اللقاء الذي استمر قرابة الساعة ونصف الساعة قال موسى ردا على سؤال حول كيفية ترجمة الدعم السوري: «الدعم السوري لا يحتاج الى ترجمة». وأضاف: «هناك قبول لمهمة الجامعة العربية وأمينها العام ومعها الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، ودعم كامل. وصرح بهذا وزير الخارجية السوري (وليد المعلم) اليوم (امس)» مشيرا الى «ان المبادرة متحركة وسائرة وأنا ذاهب الآن الى رئيس مجلس النواب نبيه بري وساعود الى هنا».

وسئل موسى اذا حصل جديد على صعيد المحكمة الدولية وهل قبل الجانب السوري بهذا الموضوع، فأجاب: «ما دخل الجانب السوري بالمحكمة الدولية التي فيها اتفاق يجري بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة؟ هذا ما نتحدث عنه».

وانتقل موسى بعد ذلك الى مقر رئاسة مجلس النواب حيث التقى الرئيس نبيه بري قبل ان يعود مجددا للقاء السنيورة.

وكان وصل الى بيروت بعد ظهر امس ايضاً الموفد الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل آتيا من القاهرة، للمشاركة في التحرك الذي يقوم به موسى من اجل التوصل الى حل للازمة اللبنانية الحالية. وقال في المطار ردا على سؤال اذا كان يحمل جديدا الى بيروت: «نحن نعود الى لبنان مرة اخرى وفاء لعهد كنا قطعناه على انفسنا بان نعاود مرة اخرى ونواصل الجهود التي بدأناها في الجولة السابقة. وفي تقديري ان هذه الجولة مهمة لاننا وصلنا الى نقاط محددة عرضت على الطرفين في الجولة السابقة. وهذه النقاط وضعت معادلة واضحة تقوم على معادلة لا غالب ولا مغلوب وان المنتصر الوحيد يجب ان يكون لبنان. وإننا يجب ان نسعى، في اطار المساعي العربية والمبادرة العربية، حتى ندرأ التدخلات الاجنبية عن لبنان وحتى نحاصر هذا التوتر ونعيد الاوضاع الى وضعها الطبيعي».

وسئل اذا كان يمكن تفسير عودته الى بيروت المتزامنة مع زيارة الامين العام للجامعة العربية الى سورية وعودته منها ببعض الايجابيات على الساحة اللبنانية، فاجاب: «عندما اتصل بي الامين العام للجامعة اول من امس وطلب مني العودة الى بيروت، سألته اذا كان هناك من تقدم فرد علي بالايجاب. وانا الان اول ما سأقوم به سأستمع الى تقرير من مساعدي الامين العام الذين لم يرافقوه الى دمشق. وسنقيم اللقاءات التي عقدها الامين العام حتى الان، ثم ننتظر وصوله من دمشق، ونضع خطة للتحرك خلال اليومين المقبلين علنا ننتهي بتصور واضح للحل يضع القضية كلها في المسار الصحيح».

ونقل زوار رئيس الجمهورية اميل لحود عنه قوله امس ان يأمل بـ«الوصول قريبا الى اتفاق انطلاقا من الافكار التي يعمل الامين العام لجامعة الدول العربية على بلورتها من خلال الاتصالات التي يجريها»، مشددا على «ان الحلول المرتقبة لا بد ان تستند الى الاصول الدستورية والقوانين المعمول بها حتى تكون نهائية ولا يتمكن احد في المستقبل القريب او البعيد من التشكيك بها او الطعن بقانونيتها».

واشار زوار الرئيس لحود الى انهم لمسوا لديه «رغبة اكيدة في اجراء الانتخابات النيابية الفرعية في قضاء المتن لملء المقعد الذي شغر باستشهاد الوزير بيار الجميل»، وانه دعا الى المساعدة في «ايجاد مخرج دستوري وقانوني يمكّن من اجراء هذه الانتخابات بصرف النظر عن مسألة لادستورية ولاشرعية حكومة الرئيس فؤاد السنيورة».

وقال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون، خلال استقباله وفدا بيروتياً امس: «ان منطق الخروج على الدستور وقواعد اللعبة الديمقراطية يهدد جسم الوطن. وان ازمة المحكمة الدولية التي هي اساس الازمة السياسية، لا توجد بداية حل لها الا بفضح النوايا الحقيقية لعرقلة قيام المحكمة».

من جهته، شدد النائب نبيل نقولا، عضو تكتل «التغيير والاصلاح» الذي يرأسه النائب ميشال عون: «التيار الوطني الحر والمعارضة الوطنية مع المبادرة العربية. لكن فريق السلطة يبدو انه لا يريد الحلول المنطقية، فالجميع يجمع على معرفة حقيقة من اغتال الرئيس الحريري كما الوزير بيار الجميل».