المفتي قباني يحذر من «عرقنة» لبنان ويتهم إيران بالتدخل في شؤونه

TT

حذر مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني من أن تتسبب المعارضة في انزلاق لبنان إلى حالة من الفوضى، بسبب إصرارها على فرض الحلول التي تريدها. وبحث المفتي أمس تطورات الأزمة اللبنانية مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، والدور والمساهمات التي يمكن أن تقوم بها مصر، وأكد أن المبادرة المصرية والسعودية كلها متمثلة في مبادرة الجامعة العربية، مثلماً الدور الخاص للرئيس المصري حسني مبارك ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مشيراً إلى أنه دور «مقبول» من جانب أغلبية اللبنانيين. وقال قباني في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: إن خروج لبنان من المأزق الحالي ممكن بشرط العودة بالعمل السياسي إلى المؤسسات الدستورية المتمثلة في الحكومة والمجلس النيابي كسائر بلاد العالم، موضحا أن اللجوء للشارع يهدد بفتنة كبيرة وواسعة. وقال إن المبادرة العربية بشأن لبنان والتي قدمتها الجامعة العربية هي المحاولة السلمية الوحيدة حتى الآن لحل الأزمة، خاصة أن كلاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك يدعمانها بجانب كل الدول العربية. وحذر من أن يتحول لبنان إلى عراق آخر يموج بفتن قادت شعبه إلى حمام دم لا يتوقف. وعما إذا كانت الجامعة العربية تمارس ضغوطا على السنة في لبنان لصالح الشيعة قال «إن الحكومة اسمها الحكومة اللبنانية.. لا شيعية ولا سنية». وأردف قائلا: «ما يقال عن الثلث المعطل في الحكومة أي طلب المعارضة بأن يكون لها ثلث مجلس الوزراء، يخالف اتفاق الطائف والدستور اللبناني اللذين نصا على أن القرارات تؤخذ في مجلس الوزراء بالتوافق، وهو أمر يختلف كثيرا عن التوافق حيث يستطيع ذلك «الثلث» تعطيل أي قرار لا يقبله. ولذلك نرى أن المبادرة العربية تتوازن كثيرا مع اتفاق الطائف.

وعن المناداة بسحب الموافقة على تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولى قال قباني جازما: المحكمة مطلب كل اللبنانيين لأن الحريري لم يقتل في حادث عابر في شارع، ولا بد من كشف الحقيقة ومعاقبة المتورطين فيها وكذلك المتورطين في كل حوادث الاغتيال التي وقعت في لبنان خلال الفترة الأخيرة.

ووصف اتهام المعارضة، للحكومة بأنها تفعل ما تطلبه منها أميركا والغرب بأنه «ابتزاز وتخوين للأغلبية وهو أمر مرفوض».

وحول ما أبدته دوائر لبنانية معارضة من رفض للدور المصري لحل الأزمة أشار مفتي لبنان إلى أن مصر لم تتدخل إلى جانب فئة معينة من اللبنانيين ضد أخرى، لأنها تريد أمن واستقرار لبنان، مضيفاً أن إيران تحاول أن تتعاطى مع أمين عام الجامعة العربية، عمرو موسى، وكذلك التعاون مع مصر والسعودية من أجل حلحلة الوضع فى لبنان، وتساءل: كيف يقولون إن مصر تتدخل فى الشأن اللبناني، وحين تريد إيران والإيرانيون المشاركة في الحلول لا نقول إن هذا تدخل إيراني، واستطرد قائلاً: إنه لا يرى أن من يساعد لبنان يتدخل في الشأن اللبناني إطلاقاً سواء مصر أو السعودية، وأن..«(مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي) عندما أشار منذ فترة الى أن ايران سوف تهزم الولايات المتحدة الأميركية على أرض لبنان فان هذا يعد تدخلا سافرا فى الشؤون اللبنانية.. ماذا ستقول إيران إذا قال رئيس دولة عربية إننا سوف نهزم بلداً من هذه الدول الكبرى في طهران؟».

من جانبه أعرب وزير الخارجية المصرية عن أمله في أن تبدي كافة القوى السياسية اللبنانية مرونة لإنجاح جهود الجامعة العربية للخروج من الأزمة، وتغليب لغة الحوار والتفاهم لحل الخلافات، وتفويت الفرصة على الذين يسعون الى خلق بؤر توتر جديدة في المنطقة (في إشارة إلى إيران)، معرباً عن دهشته من.. «تحدث البعض من خارج لبنان عن استعدادهم للتدخل فى الشأن اللبناني لمساعدة الجامعة العربية على التوصل لإنجاح مساعيها»، وقال إن.. «الأوضاع في لبنان شأن لبناني يجب أن يكون بمنأى عن أي حسابات اقليمية تهدف إلى توظيفه في صراعاتها الخارجية وعلاقاتها الدولية».