3 أسماء جديدة في قائمة أخطر المطلوبين للمباحث الأميركية

أضيف إليها الحكايمة مسؤول الذراع الاعلامي لـ «القاعدة» والليبي العطية الفقيه الشرعي وعبد الهادي ممثل بن لادن في العراق

TT

اعلنت الولايات المتحدة انها خصصت مكافأة بقيمة ثلاثة ملايين دولار، مقابل اعتقال ثلاثة قياديين جهاديين من القاعدة، هم محمد خليل الحكايمة (ابو جهاد) قيادي «الجماعة الاسلامية»، الذي انضم مؤخرا الى القاعدة، والليبي عطية عبد الرحمن، الفقيه الشرعي وخبير المتفجرات، وعبد الهادي العراقي، رجل بن لادن في ارض الرافدين. وقال موقع «مكافأة من اجل العدالة»، ان القياديين الثلاثة اضيفوا إلى لائحة أكثر الإرهابيين المطلوبين في الولايات المتحدة، الى جانب بن لادن زعيم القاعدة ونائبه ايمن الظواهري، زعيم الجهاد المصري. وقالت المصادر الاميركية ان الحكايمة يعمل من داخل ايران وهو مسؤول عن الجهاز الاعلامي للقاعدة، وربما يكون مسؤولا ايضا عن العمليات الخارجية لتنظيم بن لادن. وحول القيادي الليبي عطية عبد الرحمن، فقال موقع مكافأة من اجل العدالة، التابع للخارجية الاميركية، انه انضم الى تنظيم بن لادن في سن صغيرة في افغانستان خلال الثمانينات، وهو مطلق اللحية وربما في نهاية الثلاثينات من العمر، وكان مقربا من ابو مصعب الزرقاوي الزعيم السابق للقاعدة في العراق، الذي قتل في غارة اميركية منتصف العام الجاري، خلال وجود الاخير في هراة في التسعينات، قبل ان ينتقل الى العراق. واعتبر الموقع الاميركي الليبي العطية خبيرا في المتفجرات وفقيها شرعيا ومسؤولا عن التجنيد والحوارات بين القاعدة والمنظمات الاصولية الاخرى، وهو يعمل من داخل ايران. واوضح الموقع ان العطية رافق بن لادن في رحلة السفر من افريقيا الى افغانستان، ثم في رحلة الهرب من جبال تورا بورا عقب سقوط حركة طالبان الاصولية. وكشف اصوليون في لندن لـ«الشرق الاوسط»، ان العطية كان قد ارسل من قبل رسالة الى ابي مصعب الزرقاوي في العراق قبل اشهر من قتله، ينصحه بتغيير طريقة عمله في العراق، لانه يغامر بازاحته من موقعه كزعيم للقاعدة في العراق، اذا ما واصل عزل الزعماء الدينيين والعشائريين السنة واثارة عدائهم وعداء جماعات المتمردين المنافسة. واضافوا ان الاصولي الليبي،37 عاما، ارسل الرسالة من مقرات القاعدة في اقليم وزيرستان الحدودي بباكستان، كان عضوا في قيادة اسامة بن لادن العليا، وقد وقع الرسالة باسم عطية. وكانت مؤرخة بتاريخ الحادي عشر من ديسمبر (كانون الاول) الماضي. واوضح اصوليون ان العطية انفصل عن القاعدة بعد عامين عاشهما في الجزائر حاول فيهما ان ينسق ويصلح الخلافات بين قادة الجماعات الجزائرية المسلحة، مشيرين الى ان العطية سجن في الجزائر، وصدرت فتوى بقتله من جماعة حسن حطاب، واعتقل لمدة اشهر في المنطقة الثانية تحت امارة حطاب، لكنه استطاع الفرار من السجن مع اسلاميين ليبيين وهرب الى منطقة الاربعاء، قبل ان يغادر الجزائر. وأكد الاسلامي الليبي ابن عثمان ان عطية الله على الارجح عاد الى افغانستان في حدود عام 2000.

ومن جهته قال الاسلامي الليبي نعمان ابن عثمان لـ«الشرق الاوسط»، ان العطية لم يكن عضوا يوما في الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة، كما يدعي الاميركيون، ولا يوجد احد من هذه الجماعة داخل القاعدة. واعرب عن اعتقاده بان العطية، وهذا ليس اسمه، بل كنيته، هو فقيه شرعي وليس خبيرا في المتفجرات. الا انه اوضح ان العطية يعتبر من اوائل الذين انضموا الى تنظيم بن لادن في افغانستان. وبالنسبة لعبد الهادي العراقي قال الموقع الاميركي المختص بملاحقة الارهابيين، ان اسمه هو نشوان عبد الرازق عبد الهادي وكنيته ابو عبد الله، من مواليد الموصل وعمره بين 35 و 40 عاما، وهو نائب بن لادن في العراق، وكان مسؤولا من قبل عن العمليات الخارجية لتنظيم بن لادن. اما بالنسبة لوضع اسم الحكايمة على قائمة اخطر المطلوبين، فلم يكن مفاجأة للاصوليين في لندن. وقال الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن، ان ابو جهاد الحكايمة اختار هذا الطريق بارادته وهو يعلن انضمامه الى «قاعدة الجهاد». واضاف ان الحكايمة ظهر في الشريط، الذي اخرجته مؤسسة «سحاب» بجانب الكلاشينكوف، وبات هدفا للاستخبارات الاميركية، التي ترصد المتعاطفين مع القاعدة ايضا. وقال ان الحكايمة كان يحرض ايضا قيادات الجماعة الاسلامية على الانضمام الى تنظيم بن لادن، وقد بايع بنفسه الشيخين بن لادن والظواهري على السمع والطاعة. وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه امس، ان الحکايمة (أبو جهاد) هرب من ايران، وما زال موجودا في احدى الدول الآسيوية، باستثناء نجله الاكبر المعتقل حاليا في طهران. وكشف عن ان الحكايمة وهو من مواليد اسوان بصعيد مصر، ويبلغ من العمر 45 عاما، وحاصل على ماجستير في الخدمة الاجتماعية، استطاع الهرب من السلطات الايرانية قبل ساعات من مداهمة منزله في طهران قبل عامين. وكان الحكايمة قد شن هجوما على القيادات التاريخية لـ«الجماعة الاسلامية»، المصرية التي اعلنت عن تحولاتها التاريخية، بسلسلة المراجعات تحت عنوان «سلسلة تصحيح المفاهيم». وانضم الحكايمة لـ«الجماعة الإسلامية» المصرية، في عام 1979 في محافظة أسوان بصعيد مصر، واعتقل عقب اغتيال الرئيس انور السادات عام 1981، وشارك في تأسيس الجماعة في أسوان، بعد خروجه من السجن، وكان أحد أعضاء مجلس الشورى في المحافظة، وكرر اعتقاله لأربع مرات، كانت إحداها مع الدكتور عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لـ«الجماعة الاسلامية» المحتجز في اميركا، بحسب الدكتور السباع d. وغادر الحكايمة مصر عام 1988 الى السعودية لأداء العمرة، ومنها توجه الى باكستان ثم افغانستان، حيث شارك في القتال ضد القوات الروسية.