صابر مراد نيازوف الأب «الروحي» للتركمان

TT

عشق أباد ـ أ.ف.ب: فرض رئيس تركمانستان صابر مراد نيازوف الذي توفي أمس، سياسة عبادة الشخصية، معتبرا نفسه «أبا لكل التركمان» (تركمان باشا) وشاعرا «ناجحا» و«بطلا قوميا».

وكان الرجل الذي يحكم هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، فرض على البرلمان في 1999 تعيينه رئيسا مدى الحياة.

وقال نيازوف حينذاك بعد موافقة النواب الخمسين بالاجماع على طلبه، إنه «أول رئيس منتخب من قبل كل الشعب يتمتع بالحق الحصري لرئاسة مدى الحياة».

وكان الرئيس نيازوف الذي توفي عن 66 عاما، يصف نفسه بأنه «تركمانباشي»، وعلقت صوره العملاقة على واجهات كل المباني الحكومية في العاصمة عشق اباد.

وتنشر الصحف صورته يوميا، بينما تعرض محطات التلفزيون افلاما يظهر فيها خلال زيارات الى مدارس أو يتسلم باقات ورود من أطفال.

وفي سياق سياسة محض ستالينية، تظاهر «اتحاد العمال» في جميع انحاء البلاد، للمطالبة بأن يكون رئيس الدولة مدى الحياة، مؤكدا انها «ارادة الشعب». وكانت عبادة الشخصية تشمل حتى والديه.

فوالده عطا مراد، الذي قتل خلال الحرب العالمية الثانية، حصل على وسام «البطل الوطني» بعد موته، وهي مكافأة منحها لوالدته قربان سلطان ايضا، تقديرا «لخدماتها الاستثنائية». وهو نفسه حصل على هذا الوسام خمس مرات في حياته.

وقد أعاد تسمية كل شهور السنة، وأيام الأسبوع السبعة بأسماء أكثر ملاءمة لرموز البلاد وابطالها، وخصوصا اسمه واسم والدته. وقد أصبح اسم اول شهر في السنة تركمانباشي.

وفي اكتوبر (تشرين الأول) 2006 نشر ديوان شعر جديدا بعنوان «تركمانستان سعادتي»، اهداه الى وطنه. ويأتي هذا الكتاب بعد اعمال اخرى نشرها حول «الوطن وتاريخ وجمال وكرم ارض تركمانستان».

الا ان كتابه الذي يعد «مرجعا» هو «رخاما» الذي يعتبره دليلا سياسيا روحيا في جزأين (نشرا على التوالي في 2001 و2004) مفروض في المنهاج التعليمي على كل الطلاب والموظفين.

ورغم ترجمة هذا الكتاب الى اكثر من ثلاثين لغة، من الانجليزية الى لغة الزولو، لم يشتهر نيازوف بمواهبه الادبية، بل بانتهاكاته المتكررة لحقوق الانسان، وميل نظامه الى التسلط منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. كان نيازوف الذي درس هندسة الطاقة، أمينا عاما للحزب الشيوعي التركمانستاني، ثم أعلن نفسه رئيسا في استفتاء جرى في 27 اكتوبر (تشرين الاول) 1990. وقد فاز بـ3.98% من الاصوات. وفي 1992 اعيد انتخابه في مهامه لخمس سنوات بـ5.99% من الأصوات.

وبعد عامين، دعا الى استفتاء جديد لضمان تمديد ولايته حتى نهاية 2002 هذه المرة. وكانت نتيجة الاقتراع 99.99% للرئيس «المنتهية ولايته».

وعلى الرغم من غياب الديمقراطية، ومن انتهاكات حقوق الانسان، يشعر التركمان بالامتنان لرئيسهم لنجاحه في حماية استقرار البلاد الواقعة على حدود ايران وافغانستان.