اطلاق صواريخ على جنوب اسرائيل واولمرت يتوعد بالغاء وقف اطلاق النار

سياسي إسرائيلي يحمل حكومة أولمرت المسؤولية عن انهيار التهدئة

TT

فيما اتهم سياسي اسرائيلي بارز حكومته بالمسؤولية عن انهيار التهدئة مع المقاومة الفلسطينية، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى «التابعة لحركة «فتح «مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ محلي الصنع على مستوطنة سديروت صباح امس الخميس. وفي بيان صادر عنها قالت «الكتائب» إن عملية القصف أسفرت عن اصابة ثلاثة اسرائيليين، معتبرة أن هذه العملية تأتي في اطار «الثأر» لعمليات الاغتيال التي تقوم بها اسرائيل في الضفة الغربية، مشددة على أن هذه العملية جاءت رداً اولياً على قيام اسرائيل باغتيال اثنين من عناصرها في الضفة الغربية وهما محمد حمد وعماد زقزوق، بالإضافة الى اغتيال اثنين من نشطاء «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي.

واعلنت «الكتائب» ان «المقاومة سترد بكل قوة على عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها العدو وسيكون الرد مؤلما» على حد تعبير البيان. وقد ارتفعت دعوات داخل اسرائيل تدعو الى العدول عن سياسة «ضبط النفس»، في ظل استمرار اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل. وافادت مصادر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بعث برسالة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس يهدد فيها بالغاء اتفاق وقف اطلاق النار في حال استمر اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل كما ناقش المسألة امس مع وزير الدفاع عمير بيرتس. واوردت الاذاعة العامة ان بيرتس أيد اعادة النظر في سياسة ضبط النفس الاسرائيلية، مضيفة ان وزير التجارة ايلي يشائي اوصى الحكومة خلال زيارة الى مدينة سديروت بتوجيه انذار الى الفلسطينيين لوقف اطلاق الصواريخ، داعيا الى رد اسرائيلي فوري في حال عدم امتثالهم.

كذلك دعا وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعازر، العضو في الحكومة الامنية علنا الى الرد. وقال في تصريح للاذاعة العامة «كفى. لم يعد في وسعنا الوقوف مكتوفي الايدي ازاء اطلاق الصواريخ»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. واضاف «اقول ان علينا ان نضرب مطلقي الصواريخ كلما رصدناهم». من جهته قال رئيس الاركان الجنرال دان حالوتس لاذاعة الجيش ان «الدفاع المشروع عن النفس حق للجميع، سواء على الصعيد الفردي او على صعيد الدولة». غير ان بعض المسؤولين الاسرائيليين اعتبروا ان على اولمرت الاستمرار في سياسة «ضبط النفس»، من اجل «اعطاء فرصة للتهدئة».

من جانب اخر، اتهم سياسي إسرائيلي بارز دولته بالمسؤولية عن انهيار التهدئة التي تم التوصل اليها مع حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. وقال يوسي بيلين رئيس حزب «ياحد ميريتس»، اليساري أن مواصلة الجيش والمخابرات الإسرائيلية تنفيذ عمليات الاغتيال التي تستهدف نشطاء حركات المقاومة في الضفة الغربية هو الذي يؤدي الى استفزاز حركات المقاومة الفلسطينية في القطاع ويدفعها للرد عبر اطلاق الصواريخ على المستوطنات التي تتاخم قطاع غزة من الناحية الشرقية. واعتبر بيلين الذي كان يتحدث في مقابلة اجرتها معها إذاعة «صوت إسرائيل «باللغة العبرية صباح امس الخميس أنه من الطبيعي أن ترد حركات المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على المستوطنات اليهودية في منطقة النقب رداً على عمليات الاغتيال التي طالت مؤخراً نشطاء في كل من حركة «الجهاد الإسلامي» و«كتائب شهداء الأقصى».

ومن ناحيتها أشارت صحيفة «هآرتس» الى أن شيمعون بيريتس يتبنى سياسة أكثر تشدداً من أولمرت حيال مواصلة اطلاق صواريخ القسام. ونقلت الصحيفة عن بيريتس قوله إنه يجب تغيير السياسة الحالية، بحيث يسمح للجيش الاسرائيلي بضرب الخلايا التي تقوم بإطلاق الصواريخ. وبالنسبة للجيش الإسرائيلي هناك وجهتا نظر حول التعامل مع اطلاق الصواريخ. فمن ناحية، ترى قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال أنه يتوجب ضرب كل خلية للمقاومة الفلسطينية تقوم بإطلاق صواريخ على اسرائيل. في حين ترى شعبة الاستخبارات العسكرية المعروفة بـ«أمان» أن الوضع الحالي، وعلى الرغم من اطلاق الصواريخ، أكثر هدوءاً من الوضع الذي كان سائداً التوصل للتهدئة.

من ناحية ثانية، ذكرت مصادر طبية فلسطينية ان خمسة فلسطينيين من عائلة واحدة اصيبوا بجروح طفيفة بشظايا صاروخ محلي سقط قرب منزلهم في بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة. وقات المصادر ان «خمسة مواطنين من عائلة المصري احدهم طفل اصيبوا بشظايا ونقلوا الى مستشفى كمال ناصر في بيت حانون للعلاج فيما وصفت اصاباتهم بالطفيفة».