أميركا: إعداد وثيقة مشتركة مكتوبة للاتفاق في المحادثات النووية مع بيونغ يانغ

رئيس كوريا الشمالية يتلقى هدايا من أنحاء العالم رغم إدانة الغرب

TT

يشعر مواطنو كوريا الشمالية بنقطة ضعف متعلقة بتقليد قديم لتقديم هدايا للزعماء. وخصصت الدولة الفقيرة المعزولة متحفا تعرض فيه 220000 هدية من بينها رأس دب وسيارة فارهة مضادة للرصاص مرسلة «للزعيم العظيم» الراحل كيم ايل سونج و«الزعيم العزيز» كيم جونج ايل من شتى انحاء العالم. وبني معرض الصداقة الدولي الضخم في حضن جبل على بعد 160 كيلومترا شمال العاصمة بيونغ يانغ، حسب رويترز.

وفي نفس الوقت، اجتمعت قوى اقليمية منها الولايات المتحدة في العاصمة الصينية بكين هذا الاسبوع في مسعى لإنهاء طموحات بيونغ يانغ لامتلاك اسلحة نووية ووبخت القوى زعماء كوريا الشمالية للسماح بسقوط بلادهم تحت خط الفقر.

وذكرت الولايات المتحدة امس أن الدول الست المشاركة في المحادثات بشأن البرنامج النووي الكوري الشمالي بدأت في إعداد وثيقة مشتركة على الرغم من أن مطلب بيونغ يانغ بإنهاء العقوبات المالية الاميركية يؤدي إلى تعقيد المناقشات.

وقال كريستوفر هيل رئيس الوفد الاميركي في اليوم الرابع من المحادثات التي تجرى في بكين «إننا نمضي قدما في المرحلة التي ستبدأ فيها الامور تتضح على الورق». غير أنه أضاف أن كوريا الشمالية تقاوم الجهود التي ترمي إلى الفصل بين المحادثات حول وضع نهاية لبرنامجها للاسلحة النووية وقضية العقوبات.

وتابع هيل «من الصعب إشراكهم في القضايا الاخرى عندما يتوصلون إلى وجهة نظر قوية للغاية حول قضية (العقوبات) المالية.. إن هذا تحد نواجهه». وقال هيل ان مفاوضين اميركيين وكوريين شماليين يعملون بشأن كيفية تنفيذ بيان مشترك تم التوصل اليه في سبتمبر (ايلول) عام 2005 وعد بتقديم مساعدات لكوريا الشمالية وضمانات امنية مقابل نزع السلاح النووي، حسب وكالة الانباء الالمانية. وذكر للصحافيين وهو يتجه الى يوم رابع من المحادثات امس «نحن نعتقد بالفعل ان هناك بعض العناصر في اتفاق سبتمبر التي يجب ان يبدأ تنفيذها هذا الاسبوع». وقال «والشيء الذي لا اريده هو موقف واجهناه هذا الاسبوع حيث اجرينا محادثات كثيرة ثم لا يصبح لدينا شيء نفعله أو لا يوجد شيء يمكن تنفيذه».

وقال هيل انه يمكن التوصل الى اتفاق اليوم في أول تلميح الى تحقيق تقدم واضح في المحادثات.

ووافقت الولايات المتحدة على تشكيل مجموعة عمل منفصلة حول العقوبات تجتمع على هامش اجتماع بكين.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن مساعد وزير الخزانة الاميركي دانيال جلاسر الذي يرأس الخبراء الاميركيين في المحادثات بشأن العقوبات وصف الاجتماعات التي استمرت يومين بأنها «عملية ومفيدة» قبل أن يغادر بكين امس الخميس للعودة الشهر المقبل الى نيويورك.

وقال تشون يونج وو رئيس مفاوضي كوريا الجنوبية «بمقدورنا القول بأننا دخلنا مرحلة مهمة من المفاوضات في الوقت الذي نناقش فيه أوجها أساسية من المشكلة والاولويات التي يضعها كل طرف».

وذكرت صحيفة كوريا هيرالد إن تشون أضاف إن تمديد المحادثات لا يعني أن الدبلوماسيين من الكوريتين والصين واليابان وروسيا قد حققوا تقدما وان الامر يحتاج إلى مزيد من المفاوضات.

وكانت الآمال فيما يتعلق بالمحادثات ضئيلة بعد بدء المحادثات الاثنين الماضي عندما قدمت كوريا الشمالية قائمة طويلة من المطالب التي تتضمن رفع العقوبات الاميركية والعقوبات التي فرضتها الامم المتحدة قبل أن تقول إنها غيرت موقفها فيما يتعلق ببرنامجها النووي غير أن دبلوماسيين قالوا أن بيونغ يانغ خففت في وقت لاحق لهجتها واتخذت موقفا عمليا أكثر.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك المحادثات بأنها في المرحلة التوضيحية.

وقال من واشنطن «اعتقد إن جميع الوفود تحاول تقييم المواقف الاساسية للوفود الاخرى فيما يتعلق بهذه الجولة وماذا يمكن التوصل إليه وما هو محتمل».

واجتمع المفاوضون على طاولة المفاوضات هذا الاسبوع سعيا للتوصل إلى اتفاق حول كيفية تنفيذ اتفاق سبتمبر (أيلول) عام 2005 تتفق خلاله كوريا الشمالية على إنهاء برنامجها النووي مقابل الحصول على معونات أمنية ومعونات طاقة وغيرها من المعونات الاقتصادية.

وكان العرض الاميركي محور محادثات اليوم الرابع. وقدمت الولايات المتحدة لكوريا الشمالية ضمانات أمنية أولا مقابل إغلاق بيونغ يانغ مفاعلها النووي المنتج لمادة البلوتونيوم. وفي المراحل الاخرى تحصل كوريا الشمالية على الغذاء والطاقة والمساعدات الاقتصادية الاخرى مقابل قيام كوريا الشمالية بإنهاء الاجزاء الاخرى من برنامجها النووي والسماح لمفتشي الامم المتحدة بمراقبة أعمالها.