رواد ديسكفري يختبرون أنظمة التوجيه والمكابح ويستعدون للهبوط اليوم

فحصوا الدرع للمكوك ووضعوا قمرين صناعيين في الفضاء

TT

تابعت ادارة الطيران والفضاء الاميركية (ناسا) امس بقلق النشرات الجوية في المواقع المقترحة لهبوط ديسكفري، حيث تهدد السحب المنخفضة وسرعة الرياح بتأخير الهبوط المقرر للمكوك الاميركي اليوم. وامضى طاقم المكوك امس في اختبار انظمة التوجيه والمكابح والمعدات داخل المكوك، قبل العودة الى الارض اليوم الجمعة. وفي اطار اختبارات روتينية ستشغل ناسا وطاقم المكوك وحدات الطاقة الهيدروليكية، التي تتحكم في ديسكفري خلال عمليتي الاطلاق والهبوط وتختبر دفته ومكابحه وجناحي المكوك وانظمة التوجيه التي تستخدم في الهبوط.

كما سيقوم أفراد طاقم المكوك بجمع متعلقاتهم وتخزين كل المعدات التي لا تستخدم في الهبوط ومتابعة الاتصال بالمواقع الثلاثة المقترحة لهبوط المكوك ديسكفري اليوم في فلوريدا وكاليفورنيا ونيو مكسيكو.

ومن المقرر ان يطلق طاقم المكوك قمرا صناعيا ثالثا ويعقد لقاءات سريعة مع وسائل الاعلام. وكان الرواد قد أكملوا أمس فحص الدرع الحراري للمكوك، ووضعوا قمرين صناعيين صغيرين في الفضاء، كانا في الحمولة الرئيسية للمكوك. واستهدفت عملية الفحص اكتشاف أي ضرر ناجم عن الغبار الكوني قد يكون حدث في جسم المكوك منذ وصوله الى مداره حول الارض في التاسع من ديسمبر (كانون الاول) الجاري. وكان الرواد قد اجروا فحصا لمكوكهم بالفعل في وقت سابق للتأكد من انه لم يتعرض لمشاكل أثناء اطلاقه. ويتعين على ديسكفري العودة الى الارض يوم السبت على اقصى تقدير، نظرا لتناقص امداداته من الاوكسجين والهيدروجين السائل، الذي يشغل انظمته الكهربائية. وتوقعت النشرات الجوية امس سحبا منخفضة وعواصف رعدية في مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا، وهو الموقع الاول لهبوط المكوك، كما توقعت رياحا سريعة في الموقع الاحتياطي للهبوط في قاعدة ادواردز الجوية بكاليفورنيا. وعلى الرغم من توقع الارصاد طقسا مواتيا صافيا في ميناء وايت ساندز الفضائي بنيو مكسيكو، الذي يستخدم نادرا لهبوط المكوك، الا ان ناسا قالت يوم الاربعاء انها لا تفضله. واستخدمت ناسا هذا الموقع مرة واحدة فقط لهبوط المكوك كولومبيا في مارس (اذار) عام 1982، بعد ثالث رحلة فضائية له، الا ان جسم المكوك تضرر من الرمال. ومددت ناسا بقاء المكوك ديسكفري في محطة الفضاء الدولية يوما حتى يقوم رائدان من المكوك بمهمة سير في الفضاء لازالة وسحب لوح عالق للطاقة الشمسية ووضعه في المخزن. واضطر المكوك نتيجة لذلك الى السحب من امدادات الوقود الاحتياطية. ورحلة ديسكفري هذه هي الرابعة منذ كارثة المكوك كولومبيا في عام 2003. وتحتاج ناسا لاستكمال بناء محطة الفضاء الدولية، قبل احالة أسطول برنامج المكوك الاميركي للتقاعد في عام 2010 الى 13 مهمة أخرى. وتم حتى الان بناء نصف المحطة الفضائية التي تبلغ تكلفتها 100 مليار دولار.

وحال إخفاق المكوك في الهبوط اليوم، ستجري محاولات أخرى غدا، الذي يعد آخر يوم محدد للهبوط وإلا سينفد الوقود الذي يمد المكوك باحتياجاته من الكهرباء. وفي وقت سابق، ثار جدل متزايد إزاء الطريقة الأجدى لمعالجة المشكلة الميكانيكية التي طرأت على الألواح الحاملة لخلايا الطاقة الشمسية، في محطة الفضاء الدولية. وتم ذلك من خلال إعطاء طاقم المكوك الضوء الأخضر للقيام برحلة سير في الفضاء، الاثنين، لحل هذه المشكلة يدوياً. وكانت جهود رواد ديسكفري، الرامية إلى حل هذه المشكلة الخطيرة، طوال الأيام الأربعة الماضية قد باءت بالفشل، مهددة بحرمان محطة الفضاء من نظام الطاقة الجديد. ويذكر أن مشاكل طاقم المكوك مع ألواح الخلايا الشمسية كانت بدأت عند إضافة لوح جديد إلى منظومة الألواح القديمة، مع جهاز تتّبع متطور، يضمن له الحركة بشكل مواكب لحركة الشمس، إلا أن سلكاً كهربائياً غير مثبت، تسبب في تشابك أذرع الألواح، معيقاً حركتها. وشهدت الأيام الماضية جهودا حثيثة لمحاولة تحريك وثني أذرع الألواح الشمسية، بشكل يساعد على تحرير السلك العالق، شارك في بعضها تقنيون من القاعدة الأرضية، غير أن جميع تلك المحاولات لم يكتب لها النجاح. وقبيل الانطلاق للأرض، قام رواد ديسكفري بالكشف الروتيني على جسم المكوك، للتأكد من سلامة الغلاف الواقي من الحرارة.