أبو الغيط ينقل إسرائيل «إشارة حياة» من شليط استمرار التهدئة سيفتح باب مسيرة سلمية حقيقية

TT

أثارت زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لاسرائيل، أمس، تفاؤلا ازاء امكانية إبرام صفقة تبادل الأسرى، وذلك إثر قيامه بطمأنة الاسرائيليين بأن الجندي الأسير، جلعاد شليط على قيد الحياة. ودعا الوزير المصري قادة اسرائيل الى الاستمرار في سياسة التهدئة وتوسيعها، لما يساهم به ذلك في فتح باب لمسيرة سلام حقيقية وشاملة. وقال انه لاقى تجاوبا من الاسرائيليين. وكان أبو الغيط قد حضر الى اسرائيل للتمهيد للقاء القمة الذي سيعقد في شرم الشيخ المصرية، يوم الخميس المقبل، بين الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت. لكن قضية مصير شليط سيطرت على لقاءاته، حيث اعتبر قوله أن شليط على قيد الحياة بشكل مؤكد، بمثابة «اشارة حياة» تريدها اسرائيل كشرط للموافقة على عقد صفقة تبادل أسرى بل واطلاق أسرى فلسطينيين بشكل رمزي قبل أن يطلق سراح شليط نفسه.

وحاول أبو الغيط إقناع أولمرت ووزيري الخارجية تسيبي لفني، والدفاع عمير بيرتس، بأهمية الاستمرار في سياسة ضبط النفس والالتزام بالتهدئة وتوسيعها لتشمل الضفة الغربية رغم استمرار القصف الصاروخي الفلسطيني. وحسب مصادر اسرائيلية عليمة، فإنه قال للمسؤولين الاسرائيليين الثلاثة وكذلك لمندوبي المعارضة الاسرائيلية من اليمين واليسار، ان هناك «قوى خارجية معنية بتحطيم التهدئة وإفشال الوحدة الوطنية الفلسطينية وحتى إجهاض صفقة تبادل الأسرى، وعلينا ألا نعطي هذه القوى جائزة بواسطة الانجرار وراءها ومنحها ما تطلبه من تدهور أمني. فهذه القوى تخشى من أي انفراج سياسي وتسعى بكل قواها لإبقاء الصراع مشتعلا، وعلينا من جهتنا أن نصر على المضي قدما في تسوية هذا الصراع».

ووافق أبو الغيط مع ما قالته لفني من أن الظروف الحالية، رغم تصاعد قوى التطرف وإشاعة أجواء التوتر، هي فرصة ذهبية لفتح الباب أمام مسيرة سلام حقيقية وشاملة في الشرق الأوسط، يجدر أن لا تضيع.

وشكرت لفني نظيرها المصري على دور مصر الكبير لاطلاق سراح شليط والدفع لعملية سلام شاملة. وقالت ان هذا الدور يعزز معسكر السلام في المنطقة. وأكدت انها ترى في مصر أحد أهم الشركاء في المنطقة لصنع السلام.

والتقى أبو الغيط مع وزير الخارجية السابق من حزب الليكود المعارض، سيلفان شالوم، ورئيس حزب «ميرتس» اليساري المعارض يوسي بيلين. واهتم في كل هذه اللقاءات بتشجيع اسرائيل على سياسة ضبط النفس والامتناع عن أية عمليات عسكرية ضد الفلسطينيين، في سبيل تعزيز قوى السلام.

من جهة أخرى، كشفت لفني أنها تعد خطة سلام جديدة مع الفلسطينيين ترمي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل تتجاوز بها عقبة المرحلة الأولى من «خريطة الطريق». وأضافت، في مقابلة تنشرها صحيفة «هآرتس»، غدا، ان التدهور الحالي في الأوضاع بين اسرائيل والفلسطينيين يستوجب طرح حلول ابداعية تتجاوز العقبات الشكلية القائمة. فقد نشأت فرصة تاريخية في الشرق الأوسط للتعاون بين القوى المعتدلة المؤمنة بالسلام في مواجهة قوى التطرف والتعصب. ولا بد من انتهاز هذه الفرصة على أكمل وجه، لمصلحة شعوب المنطقة. ورفضت لفني الافصاح عن تفاصيل خطتها، لكنها قالت انها تقوم على أساس مبدأ الدولتين للشعبين؛ دولة اسرائيل كبيت قومي لليهود ومجمع اللاجئين اليهود المنتشرين في العالم، الى جانب دولة فلسطين، كبيت قومي للفلسطينيين ومجمع اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في العالم. وبما أن مفاوضات السلام تتعرقل حاليا لأسباب مختلفة، فإنها تفتش عن حلول من نوع غير مألوف. فمن أبرز الأسباب لتوقف مفاوضات السلام منذ زمن حكومة ارييل شارون، كان عدم تطبيق المرحلة الأولى من المشروع الأميركي للسلام في الشرق الأوسط المعروف باسم «خريطة الطريق».