مقتل صاحب العامري القيادي في التيار الصدري في عملية أمنية قرب النجف

متحدث عسكري أميركي: العملية جرت بأمر القوات العراقية وتخطيطها

TT

اتهم التيار الصدري الذي يتزعمه الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر القوات الاميركية امس بقتل مسؤول كبير من أتباع الصدر قرب مدينة النجف. وطالب الحكومة العراقية بالتحقيق في الواقعة، فيما اقر الجيش الاميركي ضمنا بقتل من وصفته بـ«قائد خلية».

وطالبت الكتلة الصدرية في البرلمان، وعلى لسان رئيس الكتلة نصار الربيعي الحكومة العراقية بفتح تحقيق عاجل حول عملية قتل صاحب العامري، رئيس مؤسسة شهيد الله الثقافية في بلدة الحيرة، معتبرا عملية القتل هذه «خرقا واضحا للسيادة العراقية». واكد الجيش الاميركي بشكل ضمني امس مقتل القيادي البارز في التيار الصدري خلال عملية مشتركة للقوات العراقية الاميركية. وقال بيان للجيش الاميركي «قتلت قوات عراقية اليوم بمشاركة مستشارين من قوات التحالف شخصا يشتبه في انه شارك في تصنيع عبوات ناسفة وقائد خلية»، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية. واضاف بيان الجيش الاميركي ان «المشتبه فيه اعطى أخيرا عدة عبوات ناسفة لخليته بهدف القيام بعملية ضد القوات العراقية وقوات التحالف في منطقة النجف». وتابع البيان انه «اثناء العمليات دخلت قوات اميركية ومستشارون من قوات التحالف منزل الشخص المشتبه بهم للبحث عنه واعتقاله ولكنهم شاهدوا رجلا يصعد سلالم في اتجاه سطح المنزل وتجاهل الانذارات العديدة التي وجهت له لكي يتوقف. وتعقبت القوات العراقية والمستشارون الاميركيون الرجل الى السطح حيث وجدوه وقد امسك بمدفع رشاش وصوبه تجاه الجنود العراقيين الذين اطلقوا النار عليه». واكد البيان عدم وقوع ضحايا في صفوف القوات العراقية والاميركية.

وصرح اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر المتحدث باسم الجيش الاميركي بان الغارة جرت بأمر وتخطيط من السلطات العراقية. وقال جارفر لرويترز «لقد أداروا هذه العملية من جانبهم. كان هناك مستشارون من قوات التحالف لكنها عملية خططها ونفذها العراقيون».

ودحض عبد الرزاق الهنداوي، احد مسؤولي التيار الصدري في النجف، اتهامات الجيش الاميركي ضد العامري، وقال انه «ليس من الكوادر العسكرية وليس له صلة بجيش المهدي، وهو رئيس مؤسسة شهيد الله الثقافية التي تصدر جريدة».

وقال نصار الربيعي، في مؤتمر صحافي عقده ببغداد، «نعزي الشعب العراقي عامة والتيار الصدري خاصة باستشهاد السيد صاحب العامري الذي قتل اليوم (امس) على ايدي قوات الاحتلال الاميركي بعد ادائه صلاة الفجر»، مؤكدا ان عملية قتل العامري تمت أمام انظار زوجته واطفاله. وكشف الربيعي عما وصفه بالمخطط الاميركي لاسقاط حكومة نوري المالكي قائلا «ان الاحتلال يريد إسقاط حكومة المالكي من خلال الاعمال التي يقوم بها، فهو ينفذ مخططه بطريقين؛ احدها سياسي والآخر عسكري».

وأوضح رئيس الكتلة الصدرية ان قوات الاحتلال خرقت السيادة العراقية المعدومة اصلا، من خلال أعمالها المخالفة للديمقراطية التي تنادي بها، مثل اعتقال الدبلوماسيين الايرانيين اللذين دعيا من قبل رئيس الجمهورية جلال طالباني من اجل استكمال المباحثات بين العراق وايران. كما قامت القوات البريطانية باطلاق سراح الارهابيين من سجن مديرية الجرائم الكبرى في البصرة وتهديم مبنى السجن».

وفي ذات السياق، طالب النائب بهاء الاعرجي، القوى السياسية بأن يكون لها موقف موحد ضد قوات الاحتلال وجدولة انسحابها لان السكوت سيؤدي الى تهجير العراقيين من قبل قوات الاحتلال وبقاء الاميركيين في العراق، مشيرا الى ان قوات الاحتلال تمادت في عمليات القتل في العراق حيث قامت قبل ثلاثة ايام بقتل احد أفراد حماية نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي.