الحكومة الصومالية تعلن عزمها محاصرة مقديشو واستعادتها «سلمياً»

«المحاكم» تخسر مدينة جوهر.. ومسؤول يعلن فرار الإسلاميين من العاصمة

TT

اعلن السفير الصومالي لدى إثيوبيا، عبد الكريم فرح، أمس أن قوات الحكومة الانتقالية والقوات الإثيوبية تقترب من السيطرة على العاصمة مقديشو التي تتمركز فيها ميليشيات المحاكم الاسلامية، وانها تنوي استعادتها «سلميا» قريباً. وجاءت تصريحات فرح بعد الاعلان عن سيطرة قوات الحكومة على مدينة جوهر الاستراتيجية صباح أمس، في تراجع جديد للمحاكم الاسلامية التي توعدت بمواصلة القتال. وأعلن فرح في مؤتمر صحافي أمس: «سنسيطر على مقديشو بشكل سلمي، اقول لكم ذلك لانهم (الاسلاميون) يفرون من المدينة». واضاف: «لن نقاتل من أجل السيطرة على مقديشو لتفادي سقوط ضحايا مدنيين»، موضحاً «قواتنا ستحاصر مقديشو حتى يستسلموا». واضاف «نعلم ان الاسلاميين يفرون من مقديشو، لم يبق منهم الا بضع مئات هناك». وأكد فرح ان القوات وصلت الى مدينة بلد على بعد 60 كيلومترا من العاصمة، لكنها تنتظر مفاوضات مع ممثلي المحاكم الاسلامية. ودخلت المعارك العنيفة بين القوات الحكومية المدعومة من الجيش الاثيوبي والمقاتلين الاسلاميين أمس اسبوعها الثاني بعدما اندلعت في 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. واوضح السفير أن القوات الإثيوبية موجودة في الصومال من «اجل دعم الحكومة الانتقالية بطلب منها» لمحاربة المحاكم الصومالية والمقاتلين الأجانب داخل الصومال ووضع نهاية للأزمة في البلاد من أجل توفير الأمن والاستقرار للشعب الصومالي. وأضاف السفير: «لأول مرة منذ اكثر من 15 عاماً سيتمكن الشعب الصومالي قريباً من ان يستمتع بحكومة شرعية وحيدة تسيطر على كافة الأراضي الصومالية». وتابع: «نحن لا نحارب فقط المحاكم، وإنما هناك اكثر من 8000 مقاتل أجنبي يقاتل داخل الأراضي الصومالية ويجب التخلص منهم وإلى الأبد».

وفي تأكيد لتقدمها في مواجهة مقاتلي المحاكم الاسلامية، استولت القوات الحكومية المدعومة من الجيش الاثيوبي امس على مدينة جوهر الاستراتيجية، 90 كيلومتراً من مقديشو، التي كانت بأيدي الاسلاميين.

وفي اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفنرسية، من مقديشو قال القيادي من المحاكم الاسلامية، الشيخ يونس حاج ادريس من ضواحي جوهر: «لقد خسرنا المدينة، لكننا نواصل المعارك وقمنا بانسحاب». واضاف: «هزمنا عدو الله مرارا صباح (أمس) لكننا انسحبنا من المدينة بعد ذلك وما زلنا نقاتل العدو والحرب لم تنته بعد».

واعلن حسن عبد الله جيس، احد القادة العسكريين في القوات الحكومية في جوهر، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «دحرنا الارهابيين وحلفاءهم الى العاصمة، انهم يتقهقرون يوما بعد يوم، وجوهر سقطت في ايدي قوات الحكومة». واضاف: «الاسلاميون غير قادرين على المقاومة، وهم يفرون والسكان يرحبون بنا».

من جهة اخرى، امتلأت المواقع الالكترونية للجماعات الاصولية بالدعوات للذهاب الى الصومال و«الجهاد» ضد «الغزاة الاثيوبيين». وقال الامين العام السابق للاخوان المسلمين في الكويت، حامد العلي، «اليوم تتحرك اثيوبيا بتحريض ودعم غربيين لوأد المشروع الاسلامي المدعوم بقوة من الشعب الصومالي». واضاف العلي في هذا السياق «ها هي اثيوبيا تعلن حربا ظالمة داخل العمق الصومالي». واعتبر الاسلامي السوري المقيم في بريطانيا، عبد المنعم مصطفى حليمة، ان الغربيين «أوحوا الى عينهم وربيبتهم ويدهم اثيوبيا الصليبية بضرورة التدخل العسكري وغزو الصومال لإيقاف مشروع المحاكم وابطاله».

وحمل الاسلامي المعروف باسم ابو بصير الطرطوسي، والذي غالبا ما ينشر مقالات على الانترنت، بشدة على الدول الغربية التي اتهمها بتأمين «كامل الدعم المالي والدبلوماسي» لاثيوبيا. وأما «الجبهة الاسلامية العالمية الاعلامية» التي دأبت على نشر المقالات والتسجيلات والمواد الدعائية للجهاديين، فقالت في بيان على الانترنت «ها هي سوق الجهاد قد انفتحت في الصومال، فهل سننتظر ونتأخر حتى ينفض السوق، ويذهب الرابحون بربحهم ويرجع الخاسرون بندمهم؟».