واشنطن تعلن دعمها للتدخل الإثيوبي في الصومال

الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية يدعوان الى انسحاب القوات الإثيوبية

TT

اعتبرت الولايات المتحدة أن لإثيوبيا أسبابا مقنعة للقلق من صعود الإسلاميين في جارتها الشرقية الصومال، في إشارة إلى أن واشنطن تدعم سياسياً التدخل العسكري الاثيوبي في البلاد. وجاء ذلك في وقت دعا فيه كل من الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة «السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف» (ايغاد) خلال اجتماع تشاوري عقد في أديس أبابا أمس، الحكومة الإثيوبية بسحب فوري لقواتها العسكرية من داخل الأراضي الصومالية.

وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية، غونزالو غليغوز، مساء اول من أمس ان لدى اثيوبيا «مخاوف امنية حقيقية» بسبب تصاعد قوة الاسلاميين في الصومال. ولكنه أضاف ان الخارجية الاميركية «طلبت من سفرائنا في المنطقة بمطالبة الحكومات المعنية بالضغط على الصوماليين ليعودوا الى طاولة المفاوضات»، موضحاً «لا نتصور انه من الممكن حل هذه الازمة على ساحة القتال». وأضاف غليغوز أن القوات الاثيوبية تحركت بناء على طلب من «حكومة الصومال الشرعية» المدعومة دولياً، لكنه لم يؤكد ولم ينف أن تكون الولايات المتحدة قد قدمت إمدادات من أي نوع للقوات الاثيوبية. وأبدت الولايات المتحدة قلقها مراراً من وجود عناصر لتنظيم «القاعدة» في الصومال، محذرة من أن مليشيات المحاكم الإسلامية قد تجعل من الصومال مأوى آمنا لتنظيم «القاعدة». من جهة اخرى، ناشد الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة «إيغاد» امس اطراف النزاع في الصومال بوقف إطلاق النار الفوري واستئناف المحادثات السلمية برعاية الجامعة العربية ومنظمة «إيغادش في الخرطوم. وطالب البيان الختامي لاجتماع اديس ابابا من الحكومة الانتقالية بان تعمل على انسحاب القوات والعناصرالاجنبية من داخل الأراضي الصومالية. واختتم البيان بمناشدة المنظمات الإنسانية، خاصة العربية والأفريقية، بتقديم المساعدات اللازمة للشعب الصومالي.

وذكر البيان أنه تم الاتفاق على وضع آلية مكلفة بتطبيق ما اتفق عليه في الاجتماع التشاوري وتكوين لجنة ثلاثية مشتركة بين الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة «إيغاد» مكلفة بمتابعة القرارات المتخذة.

وشارك في الاجتماع الذي استمر أكثر من ساعتين في مقر الاتحاد الأفريقي رئيس المنظمة، الفا عمر كوناري، والامين العام لـ«إيغاد» السفير عطا الله ومساعد امين عام الجامعة العربية أحمد بن حلي، بشأن آخر تطورات المعارك العسكرية الدائرة حالياً بالصومال. وفي القاهرة، دعا الرئيس المصري حسني مبارك الأطراف الصومالية المختلفة ممارسة ضبط النفس والعمل على تفادي انزلاق الصومال إلى حرب أهلية. وقال مبارك في كلمته خلال الاحتفال بمرور عام على إنشاء البرلمان العربي الانتقالي، والتي ألقاها نيابة عنه رئيس مجلس الشعب المصرى فتحي سرور امس، إن مصر تهيب بكل القوى الاقليمية والدولية رفع يدها عن الصومال بل مساعدته على تجاوز الازمة التي تعصف بمقدراته.

وأضاف الرئيس مبارك: «نتابع بقلق عميق واستياء بالغ ما يجري منذ عدة أشهر في الصومال من اقتتال بين أبناء الشعب الصومالي العربي المسلم، وتأثير ذلك على مستقبل الصومال وشعبه وعلى الاستقرار في منطقة القرن الافريقي».

من جهته، طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين خلال اجتماعه الطارئ أمس كافة الأطراف الصومالية والقوات الإثيوبية بوقف إطلاق النار فوراً. ودعا المجلس على مستوى المندوبين الدائمين، فى بيان صدر عن الاجتماع برئاسة السفير خليل ابراهيم الزوادي مندوب البحرين الدائم بالجامعة العربية وبحضور الأمين العام للجامعة عمرو موسى، إلى سحب كافة القوات الأجنبية من الأراضي الصومالية، تمهيداً لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1725 الداعي إلى إرسال بعثة للاتحاد الأفريقي لدعم السلام فى الصومال، ولا يشارك في تكوينها أي من دول الجوار الصومالي. وطالب المجلس باحترام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية والحفاظ على وحدة وسيادة الصومال وسلامة أراضيه. كما طالب الحكومة الانتقالية الصومالية واتحاد المحاكم الإسلامية باستئناف محادثات السلام الصومالية في الخرطوم فوراً وبدون شروط مسبقة. وضمت حكومة الامارات أمس صوتها الى الاصوات الداعية اثيوبيا الى وقف الحرب والانسحاب من الصومال. ووجه هذا النداء وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية محمد حسين الشعالي اثناء استقباله المبعوث الاثيوبي أحمد جاز وزير الدولة للثقافة والسياحة الاثيوبية الذي حمل رسالة الى رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

وأعرب الشعالي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الاماراتية الرسمية عن «قلق دولة الامارات من الحرب الدائرة، وخاصة فقدان الارواح البشرية والخوف من توسع دائرة القتال». وطالب الشعالي «حكومة إثيوبيا بضرورة وضع حد للحرب الدائرة وضرورة انسحاب القوات الاجنبية من الصومال وأن تعمل دول الجوار على تشجيع المصالحة الوطنية بين جميع الاطراف الصومالية».