مقدونيا تصعد من خلافها مع اليونان وتسمي مطارها الرئيسي «الإسكندر المقدوني»

TT

صعدت مقدونيا أمس من موقفها في الصراع مع اليونان على الاسم المتنازع عليه بين الطرفين (مقدونيا)، وأعلنت عزمها إطلاق اسم الاسكندر المقدوني على مطارها الدولي الرئيسي الذي كان يطلق عليه اسم «مطار سكوبيه الدولي».

ورغم كل الجهود التي تبذل على الصعيد الدولي للتوصل إلى حل للنزاع بين سكوبيه وأثينا حول اسم مقدونيا، فان الحل يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن على الاقل بسبب إصرار مقدونيا على رفض أي تعديل على الاسم. وكانت الامم المتحدة اقترحت إضافة اسم سكوبيه ليصبح اسم البلاد «مقدونيا سكوبيه». لكن اليونان تصر على المطالبة بتغيير الاسم أو إضافة اسم آخر لمسمى الدولة الجارة لأسباب تاريخية وجغرافية تتعلق بميراث ومجد الاسكندر المقدوني (323 ـ 356 قبل الميلاد) ابن الملك فيليب الثاني وتلميذ أرسطو، إضافة لوجود اقليم يوناني متاخم لمقدونيا يحمل نفس الاسم.

وبدوره يحرص الاتحاد الأوروبي على أن يكون وسيطا غير منحاز في هذا النزاع الذي وصف بأنه من بقايا «الجدل البيزنطي». ويرغب الاتحاد الاوروبي في أن يتوصل البلدان إلى حل بالتراضي، وهو ما عبر عنه خوسيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية بقوله «إن المفوضية الاوروبية مستعدة لدعم الحل المناسب والمتوافق عليه بين الطرفين بخصوص مشكلة اسم الجمهورية اليوغوسلافية السابقة مقدونيا».

ودعا وزير خارجية اليونان كوستاس كرامنليس بدوره مقدونيا إلى اتخاذ ما اسماه «الخطوة اللازمة لتسوية المشكلة حول تسمية الجمهورية بمقدونيا». وكانت اليونان قد هددت في الفترة الماضية بعرقلة انضمام مقدونيا للاتحاد الاوروبي في حال أصرت الاخيرة على موقفها ولم تقم بتغيير الاسم أو تضيف إليه اسما آخر وفق مقترحات الامم المتحدة.

وفي 30 أغسطس (آب) الماضي كررت أثينا تهديدها لسكوبيه بعرقلة انضمامها لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الاوروبي بعد اعتراف بولندا وسلوفينيا باسم مقدونيا مباشرة. وتأمل سكوبيه في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في عام 2008 وإلى الاتحاد الاوروبي في عام 2012.

وفي 7 أكتوبر (تشرين الاول) الماضي أكد رئيس وزراء مقدونيا الاسبق فلادو بوتشوكوفسكي إصرار بلاده على الاسم في المحافل الدولية، مبديا ما وصفه بالمرونة مع أثينا حيث عرض إضافة اسم سكوبيه في التعامل الثنائي فقط. والحجة التي تستند إليها مقدونيا في صراعها مع اليونان هي أن الاسكندر المقدوني أو الاسكندر الاكبر الذي كان يؤله برغبة منه، مولود فوق الاراضي المقدونية الحالية، وانه لم يكن يحمل اسم الاسكندر اليوناني، إضافة لاعتراف نصف الدول الممثلة في الامم المتحدة باسم مقدونيا، بينها دول دائمة العضوية في مجلس الامن، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين.

أما اليونان فتعتقد أن مقدونيا ظلت لمدة 5 قرون تحت الحكم العثماني، وبعد حرب البلقان الاولى 1912 ـ 1913 تغيرت التركيبة السكانية لمقدونيا بعد أن ضمت إليها أجزاء كانت تابعة لالبانيا بينها كومانوفو وتيتوفو، بينما عادت صربيا لتسيطر بدورها على كوسوفو التي أجليت عنها بعد المعركة الحاسمة مع العثمانيين عام 1389، (والتي مكنت العثمانيين من السيطرة على البلقان لمدة 5 قرون) وسيطرت كل من بلغاريا واليونان على أجزاء أخرى من ألبانيا التاريخية.

واستعصت مقدونيا بعد ذلك على التقسيم بين صربيا واليونان رغم الحرب التي شنت ضدها من الطرفين بعد انحسار ظل العثمانيين في منطقة البلقان. ومع قيام دولة يوغوسلافيا الاتحادية الجديدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ضمت مقدونيا إلى الاتحاد، وفي سنة 1991 حصلت مقدونيا على استقلالها ولكنها ما لبث أن دخلت في صراع سياسي مع الجارة اليونان بسبب الاسم، ولا يزال ذلك الصراع مستمرا حتى اليوم.