الأكراد غاضبون لإعدام صدام قبل محاكمته في قضية الأنفال

برزاني يطالب بعدم «إسدال الستار» على جرائم النظام السابق

TT

السليمانية (العراق) – أ ف ب: استقبل الاكراد العراقيون، في عموم اقليم كردستان، أمس نبأ اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ببرود وعدم رضا، لتنفيذه قبل اتمام محاكمته على الجرائم التي ارتكبها بحقهم. وطالبت رئاسة اقليم كردستان العراق، في بيان صادر، أمس بعدم اسدال الستار على «جرائم» الرئيس العراقي السابق بحق الاكراد. وجاء في البيان: «من الضروري ألا يؤخذ في تنفيذ حكم الاعدام حجة في عدم توثيق جرائم الانفال وحلبجة والقتل الجماعي ضد آلاف الاكراد الفيليين والبرزانيين واسدال الستار عليها». واعرب برزاني ، في البيان، عن امله في ان «يفتح اعدام صدام حسين صفحة جديدة بين العراقيين وانهاء اعمال العنف في العراق».

وأعرب الشارع الكردي عن ارتياحه لاعدام صدام، على الرغم من ان الكثير من الاكراد كانوا يرغبون بانتهاء محاكمة صدام لجرائمه ضد الاكراد اولا. وقال ميرزا احمد وعمره 60 عاماً، الذي فقد اثنين من ابنائه في حملة الانفال، التي تعرض لها الاكراد عام 1988: «كان من الافضل ان يؤجل تنفيذ حكم الاعدام الى ما بعد اتمام محاكمته في قضية الانفال». واضاف: «لكن نشكر الله لأنه اعدم على جرائمه».

ومن جهته، قال الشاب اسو رحيم ابن الـ22 ربيعاً: «تبين لنا اليوم ان الاكثرية الحاكمة في العراق تحكم البلاد وفق رغباتها، من دون الالتفات الى آراء الاخرين». كما قال كاوان كريم مدرس اللغة الكردية، ان «الحق والعدل لا يتطلبان الاسراع في تنفيذ الاحكام». واضاف: «نحن متأكدون من وقوع ظلم في عهد صدام وقد لحق بالاكراد قدر كبير منه».

اما فاطمة لطيف، التي فقدت زوجها خلال حملة الانفال، فقالت بفرح: «اصبح عيدنا اليوم مضاعفا، بعدما اعدم صدام لانه قتل الاطفال والنساء والشيوخ من الاكراد»، مضيفة «قتلهم من دون اي ذنب».

وقال محمد هيوا الطالب الجامعي: «كنت اتمنى ان يؤجل اعدامه الى ما بعد محاكمة قضية الانفال»، ولكنه اضاف: «لكن تنفيذ الاعدام ازاح عن قلوبنا الكثير من الالم فقد نال جزاء افعاله الاجرامية».

وضمت الطالبة سوزان ازاد صوتها الى هيوا، قائلة: ان جرائم صدام في حملة الانفال اكبر بكثير من جريمته في قضية الدجيل، لأنه قتل الالاف ودمر القرى الكردية من دون مبرر. واضافت: كان بالامكان تأجيل تنفيذ الحكم حتى يحاسب على جرائمه التي اقترفها بحق الاكراد ايضا.

وكان صدام حسين يحاكم بتهمة الابادة الجماعية التي ارتكبها بحق الاكراد خلال حملة الأنفال في 1987 و1988، التي اسفرت عن مقتل عشرات الاف الاكراد وتدمير ثلاثة آلاف قرية وتهجير عشرات الآلاف.

ومن جانب اخر، خرج المئات من اهالي مدينة رزكاري (جنوب السليمانية) التي فقدت الكثير من ابنائها، خلال حملة الانفال الى شوارع المدينة لاقامة الاحتفالات تعبيراً عن فرحتهم باعدام صدام.