الملك عبد الله والأمير سلطان: فلتتحول كثرتنا إلى فعل والمشترك بيننا إلى مصدر وحدة وتقارب وتجاوز للخلافات

في كلمة للمواطنين والحجاج بمناسبة العيد

TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، أن الواجب الذي يلقيه الإسلام بصفته «اكتمال الرسالات، وتأسيس المسؤولية الإنسانية» على كافة أتباعه، يحتم على الجميع العمل بالجهد والفكر لتتحول الكثرة إلى فعل، والخيرات إلى قوة وعزم، والمشترك إلى مصدر وحدة وتآلف وتقارب وتجاوز للخلافات، واشارا إلى أن عظمة هذا الدين هي بمثابة «مصدر إلهام وقدوة للإنسانية جمعاء».

جاء ذلك في الكلمة المشتركة التي وجهها الملك عبد الله وولي العهد الأمير سلطان إلى المواطنين وحجاج بيت الله الحرام والمسلمين جميعا بمناسبة عيد الأضحى المبارك لهذا العام، والتي ألقاها أمس نيابة عنهما عبر الإذاعة والتلفزيون إياد مدني وزير الثقافة والإعلام السعودي، وفي ما يلي نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.. الإخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من هذه البقاع الطاهرة نسأل المولى عز وجل للجميع التوفيق والخير والسداد، وأن يسبغ على عباده القبول والرضا والأجر والمثوبة ونهنئ الأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك، ونحمده جل وعلا أن مكن للألوف المؤلفة من المسلمين الحج هذا العام، التقوا من كل أركان الدنيا في تجمع إنساني يتجاوز الأعراق والأجناس والألوان واللغات في أخوة ومساواة تلقائية صادقة ليس لها مثيل.

والإسلام الذي دوى نداؤه الأول من هذه الأرض المباركة، ومن بين أوديتها وحرارها، امتد شرعه وهداه ليشمل البشر جميعهم، وليشكل حضارة فريدة، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتحل الطيبات وتحرم الخبائث، وتضع عن الإنسانية الأغلال التي كانت عليها، حضارة تسنمت ذرى الريادة إنتاجا وإبداعا وحركة وتنوعا وحيوية وقوة.

والحج أيها الإخوة والأخوات، هو المناسبة العظمى التي تذكرنا دائما بكمال الدين، ففي أرض عرفة تنزل على هادي البشرية صلوات الله وسلامه عليه قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، وفي اكتمال الرسالات السماوية بالإسلام إعلان إلهي بنضج الإنسان واكتمال إدراكه، والواجب الذي يلقيه على عواتقنا اكتمال الرسالات، وتأسيس المسؤولية الإنسانية يحتم أن نعمل الجهد والفكر لتتحول كثرتنا إلى فعل، وخيراتنا إلى قوة وعزم، والمشترك بيننا إلى مصدر وحدة وتآلف وتقارب وتجاوز للخلافات، وعظمة هذا الدين إلى مصدر إلهام وقدوة للإنسانية جمعاء.

أيها الإخوة والأخوات: كل عام وأنتم بخير، ووطنكم بخير، وأمتكم بخير بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».