حجاج بيت الله الحرام يستقبلون اليوم أول أيام التشريق

TT

يعد اليوم أول أيام التشريق، حيث يستعد حجاج بيت الله الحرام لرمي الجمرات الثلاث والتي تبدأ من الصغرى ثم الوسطى فالعقبة، كما سيكررون التجربة يوم غد، حيث سيرمون الجمرات وستغادر الغالبية منهم منى بعد ظهر غد إلى مكة المكرمة.

وسيبيت حجاج بيت الله الحرام بمنى هذه الليلة مهللين ومكبرين ذاكرين الله، ثم ينفرون، بعد زوال شمس اليوم الثاني عشر الى مكة المكرمة وذلك لمن تعجل منهم بينما يبيت غير المتعجل الى يوم الثالث عشر. هذا في الوقت الذي احتفل فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أمس السبت بعيد الأضحى المبارك، ففي مكة المكرمة أدى أهالي العاصمة المقدسة وجموع من حجاج بيت الله الحرام صلاة العيد في المسجد الحرام، والتي أديت في أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله والخضوع له.

وشهد الحرم المكي منذ الساعات الاولى من صباح أمس تدفق الآلاف من حجاج بيت الله الحرام امتلأت بهم جنباته وأدواره العلوية والساحات المحيطة به التي تدخل ضمن توسعة المسجد الحرام، كما شهدت الطرق المؤدية الى المسجد الحرام كثافة بشرية هائلة في أعداد المشاة وكثافة مرورية في أعداد السيارات.

وأمّ المصلين الشيخ الدكتور صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام، حيث أكد في خطبتي العيد على المعاني السامية لدين الإسلام، وأكد أن التوحيد هو جوهر الاسلام ومظهره ومعقل اصوله، موضحا أن الدين هو الجامع الوحيد «برغم كل الفوارق» وانه «لا عذر للمسلمين في نزاعاتهم وخلافاتهم» وقال «إن خطر التفرق والشتات هو من خطر العدو المتربص».

من جهة أخرى اسهم المشروع الجديد لجسر الجمرات بمشعر منى الذي انتهت مرحلتاه الأولى والثانية قبل موسم الحج، في انسيابية حركة الحجاج في منطقة الجمرات اثناء رميهم اليوم جمرة العقبة الكبرى، حيث استوعب الجسر الحشود الهائلة من الحجاج الذين توافدوا تباعا منذ وقت مبكر من صباح أمس لرمي جمرة العقبة الكبرى، حيث لم يشهد الجسر الذي دشن مرحلتيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عند وصوله لمنى أول من أمس، أي تزاحم يذكر تحت الجسر او فوق الجسر، وشوهدت الحشود وهي ترمي الجمرة في راحة، ويعود هذا للقرار الأهم الذي اتخذته قوات الأمن السعودية بمنع الافتراش في منطقة جسر الجمرات.

يضاف الى ذلك نظام السير نحو الجسر الذي اتخذته السلطات الأمنية من خلال تحديد طرقات للذاهبين الى الجسر وأخرى للعائدين منه بحيث لا يكون هناك تداخل بينهم ووضعت حواجز خرسانية لفصل طرقات الذهاب عن طرقات العودة في كل الاتجاهات. واستفاد الحجاج أيضا من نظام التوالي الذي تنفذه وزارة الحج السعودية لتنظيم عمليات الرمي والحؤول دون عمليات التدافع التي تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وبإشراف مباشر من قطاعات الأمن العام الذي سخر نحو 30 ألفاً من أفراده لعمل الأحزمة البشرية، والإجراءات التنظيمية لهذه العملية التي شهدت سهولة ويسرا منقطع النظير، تساندها مجاميع بشرية وآلية من الحرس الوطني والدفاع المدني وجمعية الهلال الأحمر السعودي وأفراد الكشافة، بالإضافة إلى قطاعات من الوزارات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده قد اطمئنا أمس على راحة الحجاج وفقا لكافة مراحل خطط حج هذا العام، كما يقيم الملك عبد الله مساء اليوم في القصر الملكي بمنى حفل تكريم ضيوف الدولة من زعماء العالم العربي والإسلامي وكبار الشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج السنوي لهذا الموسم.

كذلك تتواصل ولليوم الثاني على التوالي عمليات نحر وذبح الهدي والأضاحي، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كافة المجازر في اطار مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والاضاحي الذي يشرف عليه إداريا البنك الاسلامي للتنمية، وبمشاركة عدد من الوزارات والاجهزة ذات العلاقة.

وأكد الدكتور احمد محمد علي رئيس البنك انه ابتداء من الثلاثاء الماضي فإن عمليات توزيع شحنات الذبائح المبردة لمستحقيها للخارج برا وبحرا وجوا لنحو 27 دولة الى جانب التوزيع لجمعيات البر الخيرية المنتشرة في كافة انحاء المملكة ستبدأ قريبا وفقا لخطة التوزيع المعتمدة لموسم هذا الحج.

إلى جانب مشاركته الفعالة في خطة هذا الحج إلى جانب القوات المسلحة والقوات الأمنية وغيرها من الأجهزة المعنية خاصة الجوانب الأمنية والصحية، يقيم الحرس الوطني السعودي خلال هذا الموسم عشرات المحاضرات والكلمات ومجالس الفتيا لعدد من العلماء والمشايخ المشاركين، بالإضافة الى منسوبيه التابعين لجهاز الارشاد والتوجيه وذلك بمصلى جهاز الارشاد والتوجيه بمخيم الحرس الوطني بمنى، كذلك خصص الحرس عدداً من المحاضرات والدروس والكلمات للحديث عن احكام النساء في الحج وحقوق المرأة وواجباتها في الاسلام وذلك ضمن البرنامج المعد للنساء في المصلى الخاص بهن في المخيم، وتأتي هذه الفعاليات ضمن برنامج توعوي وثقافي مكثف وشامل اعده الحرس الوطني لضيوف حجاج بيت الله الحرام لهذا العام.

من جهتها واصلت ادارة الشؤون الدينية للقوات المسلحة المشاركة في حج هذا العام تقديم برامجها العلمية في مشعر منى الذي يشهد المرحلة الرابعة من تنقلات ضيوف الرحمن، وتنوعت البرامج المقدمة المستمرة طيلة أيام التشريق الثلاثة وتشمل دروساً علمية واستضافة العلماء والمشايخ لالقاء المحاضرات والاجابة عن اسئلة واستفسارات الحجاج، والى جانب البرامج العلمية تستمر الادارة في توزيع المصاحف والكتب والنشرات التوعوية والاشرطة للحجاج بعدة لغات.

* لماذا يرمي المسلمون الجمرات الثلاث؟

> يأتي رمي الجمار تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض لأبي الأنبياء سيدنا إبراهيم ونجله سيدنا إسماعيل وهاجر أم إسماعيل عليه السلام، واعترض لهم في هذه الأماكن الثلاثة «العقبة والوسطى والصغرى» فيعرفون بذلك عداوته ويحذرونه..

وشرع للحاج بعد فراغه من رمي جمرة العقبة في هذا اليوم أعمال يوم النحر حيث يبدأ بنحر هديه، ثم يحلق رأسه، ثم الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، ويسمى هذا التحلل الأصغر، أما التحلل الأكبر، فهو بعد فراغه من رمي كافة الجمرات في اليوم الثاني للتشريق، والنزوح إلى مكة المكرمة، حيث يعود إلى حياته الطبيعية، ويحل له ما كان يفعله قبل لباسه الإحرام وشروعه في أعمال الحج، من مبيت في ليلة التروية ووقوف بعرفة، ومن ثم العودة إلى منى إحياء ليالي التشريق.