دوامة البحث عن روسيا أقل خطرا .. وأقل غضبا أيضا

بين سياسة الابتزاز ولي الذراع .. والبحث عن خليفة لبوتين

TT

في مثل هذا اليوم من عام 1999، والعالم يستعد لدخول ألفية جديدة ، تقلد فلاديمير بوتين منصب رئيس روسيا الاتحادية بالوكالة ليصبح رئيسا منتخبا في 7 مايو 2000. وغدا ومع العام الجديد يكون الثابت الوحيد مع روسيا والرئيس بوتين أن عام 2007 سيكون عاما مثخنا بقضايا محورية على صعيد الداخل والخارج. فداخليا وفي ديسمبر 2007 تخوض روسيا انتخابات البرلمان (الدوما) لتخوض في مارس 2008 انتخابات الرئاسة لتبحث عن رئيس جديد تبدو مفاتيح الوصول إليه لا تزال في قبضة رئيسها فلاديمير بوتين الذي عليه أن يختار بين أن يهيئ لروسيا قيادة بديلة ويرحل، وبين أن يعدل الدستور ليمنح نفسه ولاية ثالثة تبدو من وجهة نظر كثيرين هي الأرجح، (الدستور الروسي يعطي فترة حكم لولايتين من أربع سنوات للولاية)، خاصة بعد أن حاول هو شخصيا أن يقرب شخصين بوضعهما نائبين، الأول ديمتري ميدفديف ليعنى بقضايا المشاريع القومية في مجالات الصحة والتعليم والإسكان والزراعة، تاركا قضايا الدفاع والتحديث ونقل روسيا لفضاء التكنولوجيا الحديثة لسيرجي ايفانوف. ومع ذلك، لم يرق للكثيرين وصول الرجلين الى هذين الموقعين المقربين من الرئيس وضمان أن أحدهما سيخلفه، أو سينجح في الفوز على المنافسين الآخرين، بمن فيهم مرشحو الحزب الشيوعي، إذا ما قرر بوتين، وعليه أن يقرر خلال 2007 أن لا يترشح لولاية ثالثة خاضعة لتعديل الدستور. ويرجع البعض بالطبع من باب التندر على السياسة الروسية قديما وحديثا، مع الشيوعية ومع القيصرية، أن الكرملين أصلا لا يحتمل وجود قيصرين، وبالتالي لا مجال أمام بزوغ قيادة والقيصر موجود.

وعن مشاكل روسيا الداخلية حدث ولا حرج، فالحزب الشيوعي، أحد قوى المعارضة ذات التأثير، ضعف خطابه السياسي إلا من أحاديث عن إيجارات المنازل والخدمات العامة، فيما هناك الاقتصاد الروسي وتحدياته مع العولمة والخصخصة. والقوميون يواجهون صراعاتهم أيضا، وكل ذلك تحت نسبة تضخم من بين الأعلى عالميا (9.3% ونسبة بطالة متصاعدة)، فيما يريد حزب الاتحاد الروسي United Russia صاحب الأغلبية في الدوما أن يرسل روسيا لواحد من نموذجين هما المكسيكي والياباني، حيث السيادة ولعقود من السنين لحزب واحد برغم الفضاء الديمقراطي الكامل، وهما الحزب الديمقراطي الحر LDP مع اليابان، والتجمع من أجل الديمقراطية CPI، وذلك من أجل نقلة سلسة لروسيا نحو الرأسمالية. خارجيا، عام 2007 يبدو أيضا محملا بقضايا معقدة، بدءا من قضية الجاسوس الروسي ألسكندر ليفتنينكو الذي مات مسموما في لندن في النصف الأول من ديسمبر الحالي، ونهاية بقضايا الطاقة التي برزت فيها روسيا فجأة كلاعب أساس في مجالي النفط والغاز.مع الجاسوس لا بد أن يحمل عام 2007 أحد حكمين براءة أو إدانة، برغم أن موسكو نفت أصلا أن يكون ليفتنينكو جاسوسا تابعا لها فقالت أن بوتين فصله من الخدمة لسوء سلوكه فيما قبلت تحقيقا بريطانيا.

على صعيد الطاقة هناك لغط كبير بأن موسكو اقتربت مع ما منحه إياها ارتفاع أسعار النفط من مزايا إلى ممارسة الابتزاز على دول كثيرة بدءا من الذين شاركوها يوما عضوية الاتحاد السوفياتي السابق مثل أوكرانيا وجورجيا، ومرورا بحلفائها السابقين في حلف وارسو مثل بولندا، ونهاية بدول أخرى في الاتحاد الأوروبي، ومن هنا يقول كثيرون إن عام 2007 ربما يشهد لاعبين جددا في لعبة الطاقة ونقلها لأوروبا، وبين هؤلاء شركات بلقانية ربما تسرع في عام 2007 لبناء خطوط نقل غير الغاز الروسي وتحديدا من دول الشرق الأوسط المنتجة لأوروبا عبر تركيا في محاولة لإثناء روسيا عن سياسة الابتزاز ولي الذراع. شاهد القول إن روسيا تتأهب للعب دور جديد سياسي واقتصادي لتعيد كثيرين لمقولة بيل كلينتون بأن الأفضل الإبقاء على روسيا أقل خطرا وأقل غضبا في نفس الوقت.

لغة الأرقام مع روسيا خلال 2007 تقول:

عدد السكان: 142 مليون نسمة.

الناتج الإجمالي المحلي: 1.14 تريليون دولار.

متوسط دخل الفرد: 8 آلاف دولار في العام.

نسبة النمو: 5.9% التضخم : 9.3%