جثمان صدام وصل إلى تكريت وسيدفن اليوم

محافظ صلاح الدين قاد التفاوض لتسليم الجثمان > مخاوف من أن يتحول قبر صدام لمزار

TT

قالت ممثلة الدفاع ان جثمان الرئيس العراقي السابق صدام حسين نقل على متن طائرة أميركية الى مسقط رأسه في تكريت امس حيث سلم الى زعماء عشائر لدفنه. وقالت المحامية اللبنانية بشرى الخليل ان جثمان صدام موجود الان في تكريت وسيدفن اليوم. وكان مساعد لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال، امس، ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين سيدفن على الارجح سرا في العراق، بعد أن رفضت الحكومة طلبا من عائلة صدام بتسليمها الجثمان. وقال سامي العسكري الحليف السياسي للمالكي لرويترز، ان جثمان صدام حسين سيدفن على الارجح في مكان سري في العراق. وأجاب ردا على سؤال ما إذا كان الجثمان سيسلم لابنة صدام أو عائلته بقوله «لا». وكان مصدر قريب من عائلة صدام، قد قال إن رغد ابنة صدام التي تقيم في المنفى في الاردن، تريد أن يدفن والدها في اليمن. وأعلن مسؤول عراقي آخر، طلب عدم الكشف عن اسمه إن جثمان صدام لن يغادر العراق. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الجثة لن تغادر العراق ولا نستطيع في الوقت الحاضر تحديد مكان دفنه إلا انه سيدفن». وكان نجيب النعيمي أحد محامي صدام حسين، قد أعلن في تصريح لتلفزيون سكاي نيوز البريطاني أن جثمان الرئيس العراقي السابق يمكن أن ينقل الى خارج العراق. وقال النعيمي إن تحديد مكان دفنه يعود الى عائلته. وأضاف هذا المحامي «نطالب بتسليمنا جثامينهم (صدام مع أخيه غير الشقيق برزان التكريتي وعواد البندر) لننقلها الى خارج بغداد وخارج العراق». وأكد هذا المسؤول أن التكريتي والبندر سيعدمان قريبا، موضحا أنهما لم يعدما فجر أمس «لأسباب تقنية».

الى ذلك، قال محافظ صلاح الدين؛ وهي المحافظة التي ولد فيها صدام حسين، ان الحكومة العراقية طلبت منه ومن زعيم عشيرة صدام حضور دفن الرئيس السابق في بغداد. لكن المحافظ محمد القيسي قال لرويترز إنه وعشيرة صدام يتفاوضون من أجل إعادة الجثمان الى قرية عائلته العوجة قرب تكريت.

وأضاف انهم رفضوا دعوة من حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة، لحضور دفن سريع للزعيم القوي السابق في بغداد. وتريد عشيرته دفنه في العوجة بالقرب من قبري ولديه عدي وقصي اللذين قتلتهما القوات الاميركية في 2003. وقال القيسي ان المحادثات ما زالت جارية مع السلطات بشأن دفن صدام «لأننا نريد تسلم جثمانه ودفنه في العوجة». من جهته، قال الشيخ علي الندا من قبيلة البيجات ومقرها تكريت، إن صدام يتعين أن يدفن بجانب ولديه الراحلين عدي وقصي. وكان أهل تكريت قد أعلنوا في وقت سابق أنهم سيقاطعون مراسم دفن صدام إذا أصرت الحكومة العراقية على دفنه في بغداد. وفرضت السلطات العراقية حظر تجوال لمدة أربعة أيام في تكريت تزامنا مع عيد الأضحى.

ويتساءل العراقيون هل ستكرر حكومة نوري المالكي نفس ما اقدمت عليه حكومة احمد حسن البكر في عهد الرئيس عبد السلام عارف عندما تم القاء جثة عبد الكريم قاسم في نهر دجلة بعد اعدامه في دار الاذاعة العراقية ببغداد عام 1963 كي لا يتحول قبره الى رمز وطني.

مريم الريس مستشارة نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية توقعت تسليم جثة الرئيس العراقي السابق صدام حسين لعائلته لتقوم بدفنه بالرغم من ان المالكي ابدى خشيته من ان يتحول قبره الى ضريح ومزار ورمز لأتباع صدام.

ولم تحدد الريس التي تحدثت لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد امس موعد تسليم الجثة التي يصر وفد من عشائر تكريت على تسلمها ودفنها في مقبرة العائلة الى جوار قبر والدته كما اكد بذلك لـ«الشرق الاوسط» احد شيوخ عشائر تكريت الذي رفض ذكر اسمه، مشيرا الى انهم سيتسلمون الجثة بعد عيد الاضحى.

من جهة اخرى قال منقذ الفرعون المدعي العام في محكمة الجنايات العليا الذي كان قد حضر عملية اعدام صدام حسين ان الرئيس السابق «كان قويا وشجاعا لحظة تنفيذ الحكم فيه».

وأضاف الفرعون لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد امس انه «تم استدعائي في الساعة الثالثة من فجر اليوم (امس) وتم اصطحابي الى موقع التنفيذ في مبنى الاستخبارات العسكرية في منطقة الكاظمية». وأضاف المدعي العام لمحكمة الجنايات العليا قائلا «لقد ابقت السلطة التنفيذية موعد التنفيذ سرا علينا حتى اقتراب موعد التنفيذ»، مشيرا الى انهم «عندما اقتادوا صدام حسين الى قاعة التنفيذ كان قويا وشجاعا ومتماسكا وقد هتف باسم الامة العربية والعراق والعراقيين عندما تلي عليه قرار الاعدام والتصديق عليه».

ونفى الفرعون وجود أي من شهود محكمة الدجيل وقال «لم يكن في القاعة سوى القاضي والادعاء العام وممثل عن الحكومة ورجل دين سني».

كما نفى ان يكون هناك أي جدال حصل بين صدام حسين وأي من الشهود سوى «ان صدام قال «لقد بنيت لكم العراق وهكذا انتم تردون علي»، فقال له احد رجال الشرطة المكلف بتنفيذ الحكم «ماذا عملت بنا». فرد عليه صدام حسين «لقد بنيت لكم البلد». ثم تم وضع الحبل حول رقبته ولم يبد أي ضعف او تردد بل تلى آيات من القرآن الكريم وبعض الادعية قبل ان يتم التنفيذ.