حماس وفتح تتبادلان الاتهامات بشأن المسؤولية عن عمليات الاختطاف

جهود لتأمين الإفراج عن مصور صحافي أجنبي

TT

انتهت قضية الاختطافات المتبادلة، التي تمت الليلة قبل الماضية، بين حركتي فتح وحماس في شمال قطاع غزة بسلام، حيث قامتا بتبادل المخطوفين. وقالت مصادر فلسطينية ان الوساطة التي قامت بها حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اسفرت عن انتهاء الأزمة.

في غضون ذلك تبذل جهود مضنية للافراج عن المصور الصحافي البيروفي، الذي اختطف مساء اول من امس في غزة.

وفي بيان صادر عن التنظيمين جاء «إنه في إطار الجهود المبذولة التي نقوم بها، في وقف النزيف الفلسطيني الداخلي، ورأب الصدع بين حركتي فتح وحماس، قامت الجبهة وحركة الجهاد الاسلامي بالتحرك الفوري لوقف الاشتباكات بين الحركتين، في منطقة جباليا في شمال قطاع غزة، وتوصلتا معهما لاتفاقٍ يقضي بإطلاق سراح المخطوفين من الطرفين، والتزام التهدئة حفاظاً على صون الدم الفلسطيني». وأكدت مصادر فلسطينية ان عدد المختطفين من الحركتين بلغ عشرين عنصرا. وفي اعقاب عمليات الخطف نشبت مواجهات مسلحة بين الجانبين أسفرت عن اصابة ثلاثة اشخاص بجراح، وعرف من بين المصابين، عنصر في القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية، وتشكل عمليات الاختطاف تجاوزاً لاتفاق التهدئة، الذي تم التوصل إليه بين كل من فتح وحماس.. وتبادلت فتح وحماس الاتهامات حول المسؤولية عن هذه الموجة من عمليات الاختطاف. واتهم احمد أبو حلبية النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني، ما اسماه بـ«التيار الانقلابي» في فتح بالمسؤولية عن الاحداث التي وقعت في شمال قطاع غزة. واشار ابو حلبية الى أنها بدأت عندما اشعلها شخص ينتمي الى فتح مشهور بافتعال المشاكل الكثيرة، على حد وصفه. وأضاف أن الطرفين قاما بعمليات خطف متبادلة في صفوف كوادرهما في شمال القطاع، مؤكدا تبادل المختطفين بعد تدخل حركة الجهاد الإسلامي. ودعا أبو حلبية من وصفهم بالعقلاء في حركة فتح بمحاسبة الانقلابين على أفعالهم التي تسيء للشعب الفلسطيني. من ناحيته قال عبد الحكيم عوض، المتحدث باسم حركة فتح إن ما حدث في شمال قطاع غزة يوم أمس يتكرر مرة ثانية خلال اسبوعين، ويعتبر اختراقا واضحا من قبل حماس لاتفاق التهدئة، الذي تم التوصل إليه مع بقية الفصائل الفلسطينية. وأضاف عوض أن هناك تيارا داخل حماس يتلقي أوامره من جهات خارجية يهدف إلى توتير الساحة الفلسطينية وإشعال نار الفتنة فيها، خاصة بعد دخول كميات كبيرة من الاموال لإحداث توازن مع باقي الأجنحة العسكرية، على حد تعبيره. وقال إن عناصر من حماس خطفت شقيق قائد كتائب  شهداء الأقصى سميح المدهون، ومداهمة بيت آخر، الأمر الذي دفع عناصر من حركة فتح الى اختطاف ناشطين من حماس، مؤكداً أن تكرار مثل هذه الاعمال يدلل على وجود نوايا مبيتة من قبل حماس، لإبقاء حالة التوتر في قطاع غزة. واكد عوض أن فتح ستفوت الفرصة على من وصفهم بالاشخاص الذين يريدون إشعال نار الفتنة وجر الساحة الفلسطينية إلى حرب أهلية. من ناحية ثانية، ذكرت مصادر فلسطينية أن جهودا تبذل من أجل تأمين اطلاق سراح المصور الصحافي البيروفي، الذي يعمل لحساب وكالة الصحافة الفرنسية في غزة. وذكر شهود عيان أن عددا من المسلحين المجهولين اجبروا خايمي رازوري، 50 عاما، على النزول من السيارة التي كان يستقلها في شارع الوحدة وسط مدينة غزة واختطفوه. وحسب شهود العيان، فقد كان رازوري خارجاً من مكتب الوكالة الفرنسية الكائن في برج نعمة في نفس الشارع.

وحسب رواية المترجم همام الفقعاوي، الذي كان برفقة المخطوف، «نزلنا من سيارة الجيب، وسمعت صوت تلقيم اسلحة، نظرت الى الخلف ورأيت مسلحين غير ملثمين وجها سلاحهما نحو خايمي ونحوي. طلبا مني ان التزم الصمت واخذاه معهما في سيارة سوبارو».

واكد المترجم ان مسلحين آخرين كانا في السيارة. وقد استفسر منهما عمن يكونون وما هي مطالبهم، لكن الاربعة لم يجيبوا وانطلقوا مسرعين.

وادانت منظمة «مراسلون بلا حدود» الفرنسية ومقرها باريس، عملية الخطف وطالبت بالافراج سريعا عن رازوري. وقالت المنظمة، في بيان، انها «تدين من جهة اخرى غياب الارادة السياسية لدى السلطات الفلسطينية لوضع حد نهائي لموجة خطف العاملين في مجال الاعلام في قطاع غزة». كما ادانت الاختطاف جمعية الصحافة الاجنبية «فورين برس اسوسييشن»، ودعت «مرة اخرى كل الاطراف في غزة الى العمل من اجل عودة زميلنا وصديقنا سالما».

وتم في الاجمال خطف نحو عشرين اجنبيا، بينهم عدد من الصحافيين خلال الاشهر الاخيرة. واطلق سراحهم جميعا خلال فترة قصيرة، حيث يسعى الخاطفون عموما الى الافراج عن فلسطينيين تحتجزهم السلطة الفلسطينية.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) قد ادان حادثة الاختطاف وأصدر تعليمات لكافة الأجهزة الأمنية للعمل والبحث عن الصحافي لإطلاق سراحه فوراً.