زيناوي: القوات الإثيوبية ستبقى لبضعة أسابيع في الصومال.. لكننا في حاجة إلى المال

شكر الولايات المتحدة على تدريب جيشه وطالب حكومة مقديشو بمنع عودة زعماء الحرب إلى الحكم

TT

أعلن رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي، أن القوات الإثيوبية والصومالية حققت أهدافها العسكرية ضد قوات اتحاد المحاكم الاسلامية الصومالية بنجاح، وفي وقت وجيز. وقال ان «قواته ستبقى في الصومال لبضعة أسابيع، بطلب من الحكومة الانتقالية والشعب الصومالي، تجنباً لنشوب حرب أهلية في البلاد»، مشيرا الى ان عناصر «المحاكم» قاموا بتسليم كميات كبيرة من الأسلحة للمواطنين قبل انسحابهم من مقديشو.

وقال زيناوي أمام البرلمان أمس، «ستبقى القوات الاثيوبية في الصومال لبضعة أسابيع، لمساعدة الحكومة الاتحادية الانتقالية على اشاعة الاستقرار في البلاد». وتتمركز القوات الإثيوبية في الوقت الراهن في مواقع محددة في مقديشو وكيسمايو ومناطق أخرى في البلاد. واضاف قائلا ان «مغادرة الصومال فورا سيكون خطوة غير مسؤولة. سنبقى في الصومال قليلا حتى التوصل الى الاستقرار».

وطلب زيناوي من المجتمع الدولي توفير مساعدة انسانية فورية للصومال. واضاف «علينا زيادة جهودنا لوضع حد فوري للوضع في الصومال». وتابع «هذا لا يعني اننا سنتخلى عن الصومال. طموحنا كان ولا يزال ازالة الخطر الذي كان يهدد بلادنا. عبر زيادة الجهود يمكننا التوصل الى سلام دائم لبلادنا وللصوماليين».

وطلب زيناوي بالحاح من الحكومة الصومالية منع عودة زعماء الحرب الى الحكم، «لتوفير مناخ يمكن الصوماليين من المشاركة في الحكومة». وكان زعماء الحرب الصوماليون قد سيطروا على العاصمة الصومالية منذ بدء الحرب الاهلية في الصومال في 1991 حتى هزيمتهم في مقديشو امام قوات اتحاد المحاكم الاسلامية في يونيو (حزيران) 2006. وقال زيناوي ان كمية الاسلحة الموجودة في الصومال هائلة جداً، ولا يمكن لاحد ان يتخيلها او يحصرها، وقال «الحكومة الانتقالية بدأت بإجراء المشاورات المكثفة مع زعماء القبائل والعشائر خلال اليومين الماضيين بشأن اقناع المواطنين بإلقاء اسلحتهم طوعاً، بعد ان تمت السيطرة على آخر معاقل المحاكم، كيسمايو».

وأوضح زيناوي أنه لا يمكن للقوات الإثيوبية البقاء في الصومال لفترة أطول، «نحن نناشد المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي لتقديم المساعدات اللازمة للصومال، للبدء في مرحلة تحقيق الأمن في البلاد وإعادة بناء الصومال». واضاف «إثيوبيا قدمت ما يمكن تقديمه للصومال، ونحن لسنا قادرين على ابقاء قواتنا في الصومال لمدة أطول كدولة ليست غنية وانما دولة فقيرة تعمل على محاربة الفقر تسعى في تنمية اقتصادها ويجب نشر قوات السلام الأفريقية بأسرع وقت في الصومال».

وأكد زيناوي انه لا الولايات المتحدة ولا أي دولة اخرى قامت بدعم إثيوبيا عسكريا في حربها ضد المحاكم الصومالية «لم نتلق سنتيما واحدا من قبل الولايات المتحدة، وما كان لدينا اي مانع في أن نحصل على المساعدات المالية، خاصة ان الحرب ضد المحاكم كلفتنا الكثير، واكرر اننا لا نستطيع الاستمرار بابقاء القوات الإثيوبية في الصومال». وشكر زيناوي الولايات المتحدة، التي قال انها قامت بتدريب ما بين 100- 200 من القوات الإثيوبية في السابق، ونرغب في ان تقوم بتدريب المزيد من القوات الإثيوبية في المستقبل.

وأشار زيناوي إلى أن مسؤولين كبارا من الإدارة الأميركية كانوا متخوفين من دخولنا في الحرب ضد المحاكم، وكانوا يعتقدون ان الحرب ستشمل المنطقة بأسرها، وقال «ما كان لدينا خيار اخر غير الحرب، بعد فشل ثماني وساطات إقليمية ودولية للتوصل إلى حل سلمي مع قادة المحاكم في جيبوتي والخرطوم ودبي وبريطانيا ونيروبي واماكن اخرى، للتوصل إلى حل سلمي يجنبنا الحرب ولكن من دون جدوى».

وقال زيناوي إن القوات الإثيوبية ما زالت مستمرة في تدريب قوات الحكومة الانتقالية وستستمر في تدريبها، «الصومال دولة جارة وتربطنا علاقات أخوية وتاريخية، ولا يمكن أن نتركهم وهم بحاجة لدعمنا في تحقيق الامن والاستقرار في البلاد». واوضح زيناوي ان «الفقراء لا يمكنهم البدء بحرب ضد اي جهة، حتى لو كانت تهدد امنهم واستقرارهم، من دون المحاولة بكافة الوسائل المتاحة لحل المشكلة بالطرق السلمية، كما تعمل الدول الغنية». وأشار زيناوي إلى ان هناك زيارة مرتقبة لوفد اميركي عالي المستوى إلى أديس أبابا، كما سيزور الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني قريبا، «ونحن مستمرون في عملنا الدبلوماسي مع كافة الجهات المعنية بالأزمة الصومالية». واضاف «نحاول إقناع الجميع بدعم الصومال، ولا يمكننا ترك الصومال والصوماليين، في الوقت الراهن، لتأكلهم الذئاب وهم بحاجة ماسة لدعمنا في تحقيق الامن والاستقرار في البلاد».

اما في ما يتعلق بحرب العصابات والهجمات، التي يمكن ان تشنها المحاكم الصومالية داخل الصومال، فقال زيناوي «القوات الإثيوبية والصومالية عملت بشكل مميز في حربها ضد المحاكم وتمكنت من طردهم من كافة المناطق الصومالية في وقت قصير»، وقال «هناك دول عديدة ومستقرة تعاني من الإرهاب الدولي، ولكننا سنعمل بكل جهد للتخلص من العناصر الإرهابية في الصومال، التي تهدد ليس فقط أمن واستقرار الصومال، بل المنطقة بأسرها».