ملفات الشرق الأوسط تتصدر أجندة محادثات سولانا وميركل في واشنطن

الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي تكثف جهودها لأجل سلام المنطقة

TT

أعلن مكتب خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبي، ان سولانا سيتوجه اليوم الاربعاء الى الولايات المتحدة الاميركية، في زيارة تستمر حتى التاسع من الشهر الحالي يلتقي خلالها بعدد من المسؤولين في الادارة الاميركية من بينهم مستشار الامن القومي ستيف هادلي ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، كما يزور مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية.

وتأتي زيارة سولانا الى واشنطن قبل يوم واحد من الزيارة التي تبدأها الخميس المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بوصفها رئيسة الاتحاد الاوروبي للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش وإجراء مباحثات معه تتعلق بالشرق الاوسط بشكل مسهب، اضافة الى النزاع مع ايران والعنف في العراق وسياسة حلف شمال الاطلسي (الناتو) والعلاقات الاميركية الاوروبية.

وقبل ايام قليلة من تولي المانيا رئاسة الاتحاد الاوروبي انطلقت تصريحات من جانب عدد من المسؤولين في مؤسسات الاتحاد الاوروبي ببروكسل تظهر توقعات بقيام الرئاسة الاوروبية الجديدة بنشاط مكثف لإنهاء الصراع في منطقة الشرق الاوسط وكالعادة تنطلق التصريحات والبيانات من مصادر الرئاسة الجديدة للاتحاد والمسؤولين الاوروبيين على مستويات مختلفة لتظهر ان ملف عملية السلام في الشرق الاوسط يتصدر اجندة عمل رئاسة الاتحاد الاوروبي ونقطة اساسية في خطط عمل المجموعة الاوروبية الموحدة.

وحسب ما ذكرت مصادر المؤسسات الاوروبية في بروكسل فإن المفوضة الاوروبية المكلفة بالعلاقات الخارجية بنيتا فالدنر، قالت في تصريحات لها خلال مشاركتها في ندوة بألمانيا مؤخرا ان الاتحاد الاوروبي ينتظر أن تقوم برلين أثناء تسلمها رئاسة الاتحاد في النصف الاول من عام 2007 بدور رائد لحل النزاع في الشرق الاوسط، من خلال وضعها خططا سياسية وقيامها باتصالات مع جميع الاطراف المتنازعة في تلك المنطقة. وأعربت عن أملها في ان تشهد المنطقة أثناء رئاسة المانيا الاتحاد الاوروبي، نشاطا سياسيا مكثفا لتنشيط محادثات تؤدي الى احلال الهدوء والعودة الى الحوار السياسي من جديد مؤكدة أن المنطقة بحاجة ماسة الى السياسة والدبلوماسية الاوروبية والعربية ايضا.

وقالت ان أوروبا والدول العربية، بحاجة ماسة الى السعي لوقف اطلاق النار والبدء بتبادل الأسرى الموجودين لدى الاطراف المتنازعة في تلك المنطقة، مضيفة أنه اصبح من الضروري اجراء لقاءات تجمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت تعمل على التقارب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدة ان قيام حكومة وطنية فلسطينية اصبح ضروريا للغاية من أجل وقف العنف والتقاتل الفلسطيني، وتساعد الاوروبيين على إعادة حوارهم مع السلطة الفلسطينية والبدء بتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، نافية أن تكون اووربا تريد قتل الشعب الفلسطيني، مشيرة الى ان وقف المساعدات لم يكن بسبب ضغط مارسته واشنطن على الاوروبيين.

وفي اعقاب ذلك اعلن وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير، ورئيس المجلس الوزاري الاوروبي، انه لن تكون هناك أية مبادرات أوروبية فردية بشأن حل قضايا وملفات منطقة الشرق الأوسط، وأكد على أن العمل يجب أن يكون فقط في إطار اللجنة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة).

وأشار وزير الخارجية الألماني في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل الاسبوع الماضي، حيث عرض برنامج الرئاسة القادمة للاتحاد الى «إن رفض الأطراف الفلسطينية المختلفة دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إجراء انتخابات مبكرة يزيد من تعقيد الوضع وصعوبته، ولست متفائلاً بإمكانية التوصل حالياً إلى حكومة وحدة وطنية». ورداً على سؤال حول فكرة إرسال بعثة مراقبين إلى قطاع غزة، قال شتاينماير إن «الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، يقدران عدم جدوى الأمر في الوقت الحالي». وتابع رئيس الدبلوماسية الألمانية قوله إن «تدعيم فاعلية اللجنة الرباعية الدولية هو السبيل الوحيد لتفادي تصعيد الوضع في منطقة الشرق الأوسط»، ومن المهم التحدث بصوت أوروبي واحد تجاه القضايا الدولية الخارجية». ويظهر ذلك مدى التوافق في المواقف بين الرئاسة الجديدة للاتحاد والجهاز التنفيذي الذي ذكر على لسان بنيتا فالدنر أن الصراع في الشرق الاوسط لن ينتهي ما لم تبادر اللجنة الرباعية بوضع خطط مشتركة من أجل إنهاء النزاع والقيام باتصالات جديدة مع الاطراف المعنية بالصراع في تلك المنطقة بشكل إيجابي، مؤكدة أن حظر المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية التي انتهجها الاوروبيون كانت وراء العنف في الأراضي الفلسطينية.