فرنسا: الحزب الحاكم يختار مرشحه الأوحد لمنافسة سيغولين

شيراك مصدر الخطر الوحيد أمام مساعي ساركوزي لخوض سباق الرئاسة

TT

انطلقت أمس عملية انتخاب مرشح «حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية» اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستجري دورتها الأولى في 22 أبريل (نيسان) المقبل، فيما ما زالت علامات الاستفهام تحوم حول القرار الذي سيتخذه الرئيس جاك شيراك لجهة ترشحه شخصياً أم الامتناع عن ذلك.

وباعتبار أن وزير الداخلية ورئيس الحزب المذكور هو المرشح الوحيد من داخل الحزب بعد أن امتنعت وزيرة الدفاع ميشال إليو ماري عن تقديم ترشيحها، فإن الانتخابات التي بدأت امس الكترونياً وتستمر حتى الرابع عشر من الشهر الجاري خالية من المفاجآت. وستعمد الهيئة العامة للحزب، في مؤتمرها المقرر في 14 الشهر الجاري الى تثبيت ترشيح نيكولا ساركوزي لتنطلق معها بقوة الحملة الانتخابية الرئاسية حيث سيتواجه بشكل رئيسي ساركوزي والمرشحة الاشتراكية سيغولين رويال.

وبالطبع ستكون الأنظار متجهة نحو مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبن الذي يتخوف الكثيرون من أن ينجح مجددا بإحداث مفاجأة كبرى على غرار ما حدث في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2002. ففي تلك الانتخابات نجح لوبن في التقدم على المرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان ليخوض الدورة الانتخابية الثانية منافساً الرئيس شيراك.

ويبرز ما آلت اليه الحملة الداخلية في «حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية» نجاح استراتيجية وزير الداخلية ساركوزي في فرض نفسه مرشحاً أوحد عن الحزب وجذب غالبية الوزراء والنواب المنتمين اليه. وإذا كانت وزيرة الدفاع قد قررت الامتناع عن منافسة ساركوزي من داخل الحزب فلأنها وجدت أن ميزان القوى لا يميل لصالحها. وخلال ترؤسه للحزب، حقق ساركوزي نجاحين رئيسيين؛ الأول زيادة عدد المنتسبين إليه والذي يبلغ حاليا 338 ألفا، مما جعل منه الحزب الأول في فرنسا، والثاني تجييره لمصلحة ترشيحه واستخدامه ورقة حاسمة بوجه الرئيس شيراك أو كل من يسعى لقطع طريق الترشح وبالتالي قصر الإليزيه عليه.

ووفق ما تبدو عليه الصورة السياسية اليوم، فإن ساركوزي يحتل موقعا مركزيا داخل اليمين الفرنسي. وإذا لم تحدث مفاجآت، وهي مستبعدة، فإن وزير الداخلية ورويال سيكونان المرشحين المتنافسين للدورة الانتخابية الثانية التي ستحدد هوية الرئيس الفرنسي الجديد.

غير أن الوضع السياسي يمينا يعتريه عنصران مجهولان؛ الأول يتناول قرار شيراك والثاني يتعلق بالخط الذي ستلتزم به وزيرة الدفاع التي لم تعلن بعد موقفا نهائيا وتركت باب ترشحها من خارج الحزب مفتوحاً. وبالطبع، مصدر الخطر بالنسبة لساركوزي هو شيراك الذي حرص في الكلمة التي وجهها الى الفرنسيين بمناسبة العام الجديد على ترك كل الأبواب مفتوحة أمامه. وفي إشارة الى الدور الذي سيلعبه في الحملة الانتخابية، قال شيراك إنه «سينخرط فيها تماما» دون أن يوضح الشكل الذي يقصده. وستتاح لرئيس الجمهورية في الأيام لقليلة القادمة فرصة تحديد موقفه بمناسبة تقليد المعايدات والخطب الكثيرة التي ترافقه والتي تتناول السياستين الداخلية والخارجية لفرنسا.