اتهام قوات الأمم المتحدة بارتكاب انتهاكات جنسية ضد الأطفال في جنوب السودان

المنظمة الدولية بدأت تحقيقا والخرطوم تدعو إلى تحقيق فوري

TT

ذكر مصدر صحافي في لندن امس، أن جنوداً من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان البالغ قوامها 10 آلاف جندي، يواجهون اتهامات بارتكاب انتهاكات جنسية واغتصاب فتيات لا تتجاوز أعمارهن 12 عاماً. فيما اكد ناطق باسم المنظمة الدولية في السودان انها بدأت تحقيقا في مدينة جوبا بشأن هذه الاتهامات. ودعت الحكومة السودانية الى اجراء تحقيقات واسعة وفورية حول «مثل هذه الجرائم».

وقالت صحيفة ديلي تليغراف إن الانتهاكات الجنسية بدأت قبل سنتين حين تحركت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) للمساعدة في إعادة بناء المنطقة بعد 23 عاماً من الحرب الأهلية، حيث ينتشر نحو 10 آلاف عسكري من جنسيات عدة، مشيرة إلى أن الاتهامات تطول قوات حفظ السلام والشرطة العسكرية والموظفين المدنيين التابعين للأمم المتحدة.

وأضافت أنها اطلعت على تقرير داخلي أعده صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) في يوليو (تموز) 2005 حول الانتهاكات الجنسية ضد الأطفال والتي كانت بدأت بعد أشهر من وصول قوات الأمم المتحدة إلى جنوب السودان، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة رفضت التعليق على محتوى التقرير.

وأكدت الصحيفة انها حصلت على شهادات اكثر من 20 ضحية اخبروها كيف كان جنود القبعات الزرق والفريق المدني التابع للأمم المتحدة المتمركزين في مدينة جوبا، يصطحبون في سياراتهم بانتظام اطفالا من شوارع المدينة بغية اقامة علاقات جنسية معهم. وتوقعت أن تسبب هذه الاتهامات إحراجاً شديداً للأمين العام الجديد للأمم المتحدة بان كي مون خصوصا أن المنظمة الدولية تضغط من أجل السماح لها بنشر قوة جديدة لحفظ السلام في إقليم دارفور بغرب السودان.

وكشفت الصحيفة أيضاً أن الحكومة السودانية التي تعارض بشدة حتى الآن نشر قوات للأمم المتحدة في دارفور، جمعت أدلة حول الانتهاكات الجنسية، ومن ضمنها شريط فيديو يصوّر جنوداً بنغاليين من قوات الأمم المتحدة يمارسون الجنس مع ثلاث فتيات قاصرات. وأفادت الصحيفة بأن منظمات غير حكومية ومنظمات للدفاع عن حقوق الانسان جمعت شهادات مماثلة.

وفي الخرطوم قال صمويل سومرول الناطق باسم البعثة الخاصة للأمم المتحدة في السودان لـ«الشرق الاوسط» ان المنظمة أخذت الاتهامات المذكورة مأخذ الجد وبدأت تحقيقات عن طريق لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة وليس للبعثة في مدينة جوبا بناء على الاتهامات الواردة في الصحيفة البريطانية، مشيرا الى ان اللجنة ستعلن النتائج عقب انتهائها من التحقيقات في هذا الشأن.

وأوضح انه في حال ثبوت التهمة على أي من جنود الأمم المتحدة العاملين في جوبا، فإنه سيتم ابعاد الجندي المتهم الى بلده وستتابع الأمم المتحدة القضية، حتى تتم معاقبة الجندي او الموظف وفقا لقوانين بلده.

من جهته قال علي الصادق الناطق باسم الخارجية السودانية لـ«الشرق الأوسط» ان هذه التقارير، اذا صحت، فإنها ستكون مزعجة ومثيرة للغضب، مؤكدا ان الحكومة السودانية «لن تسكت على هذه التقارير، وستشرع فورا في اجراء التحقيقات حولها بالتعاون مع الجهات ذات الصلة في الأمم المتحدة وحكومة جنوب السودان لمعرفة حقيقة تلك الاتهامات غير الاخلاقية»، مشيرا الى ان «مثل هذا الاعمال غير الاخلاقية تفقد الامم المتحدة مصداقيتها وتهز ثقة الناس فيها». واستغرب قائلا: «هؤلاء (الأمم المتحدة) جاؤوا لأهداف السلام والأمن والاستقرار وأعمال ليس من بينها ممارسة اعمال فاضحة». ولم يؤكد المسؤول السوداني او ينف حصول الحكومة على شريط فيديو يصوّر جنوداً بنغاليين من قوات الأمم المتحدة يمارسون الجنس مع ثلاث فتيات قاصرات، وفق ما ذكرت الديلي تليغراف.

ودعا الصادق الامين العام الجديد للامم المتحدة بان كي مون، الى اجراء تحقيقات واسعة وفورية حول «مثل هذه الجرائم»، ليس في السودان فحسب، وإنما في كل مكان تعمل فيه قوات للامم المتحدة.

ولم يتسن الاتصال بمسؤولي صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) في الخرطوم للحصول على تعليق.