القوات الإثيوبية والصومالية تطارد قادة «المحاكم» قرب الحدود مع كينيا

العفو الحكومي لا يشمل الإسلاميين الذين يشتبه في علاقتهم بتنظيم القاعدة

TT

أكدت الحكومة الصومالية المؤقتة أنها تسيطر على جنوب الصومال ووسطه وشرقه، وقال رئيسها علي محمد جيدي إن قوات المحاكم تشتت، ولم يعد يتوقع معارك كبيرة عقب حملة عسكرية دامت أسبوعين بدعم رئيسي من القوات الإثيوبية. واندلعت معارك قرب الحدود الصومالية مع كينيا في وقت مبكر من صباح امس في الوقت الذي حلقت فيه الطائرات الحربية الإثيوبية التي تساند الحكومة الصومالية في الاجواء لتعقب المقاتلين الاسلاميين الهاربين.

وأعلن مصدر حكومي صومالي ان عمليات المطاردة التي بدأتها السلطات للعثور على زعماء المحاكم، لم تؤد حتى امس الى القاء القبض على أي منهم. وقال وزير الاعلام علي جامع لوكالة الصحافة الفرنسية التي اتصلت به في بيداوة (250 كيلومترا شمال غربي مقديشو) حيث مقر الحكومة «لم نلق القبض على اي منهم.. لا نزال نطاردهم». وأضاف الوزير «لا نعرف موقعهم بالتحديد لكن نظن انهم يختبئون في الغابة عند الحدود» الصومالية الكينية. من جهته قال الناطق باسم الحكومة عبد الرحمن ديناري ان العفو الذي اقترحته الحكومة على المقاتلين الذين يسلمون اسلحتهم لا يشمل القادة الاسلاميين الذين يشتبه انهم على علاقة بتنظيم القاعدة. وأوضح ديناري «لن نمنح العفو الى القادة الاسلاميين ... انهم متهمون بالإرهاب وهذه جريمة دولية». وكان الاسلاميون قد رفضوا عرضا حكوميا بالعفو بعد الاختباء وسط التلال بين ميناء كيسمايو والحدود الطويلة مع كينيا.

وقال سكان ليبوي على الحدود الكينية انهم شاهدوا مقاتلات إثيوبية وطائرات هليكوبتر حربية تحلق فوق بلدة دوبلي الصومالية الواقعة على بعد 25 كيلومترا في وقت متأخر من مساء أول من أمس. وسمعوا بعد ذلك اطلاق نيران ضعف بعد منتصف الليل.

وقال رجل الاعمال عبدي ريج من ليبوي في حديث هاتفي مع رويترز «عندما سمعنا صوت اطلاق نيران أصبنا بالذعر رغم أننا كنا نعلم أنها يمكن أن تكون هذه الجماعات التي تقاتل عبر الحدود». وأغلقت نيروبي الحدود بعد أن حثتها الحكومة الصومالية على منع زعماء مجلس المحاكم الاسلامية أو المقاتلين الاجانب الذين يساندونهم من الفرار.

وأضاف «لا يمكن لأي مسلح أو جماعة مسلحة دخول بلادنا أو المساس بأمنها. سوف نمنعهم ونلقي القبض عليهم وإذا لزم الامر نقاتلهم». ويجري استجواب ثمانية يشتبه في كونهم من المقاتلين بعد أن ألقي القبض عليهم وهم يحاولون دخول كينيا قرب ليبوي الاحد.

ويقول محللون ان الاسلاميين الذين انضم اليهم بعض المقاتلين الاجانب قد يشنون هجمات على غرار ما يحدث في العراق ضد الحكومة التي يعتبرونها مدعومة من قوة أجنبية مكروهة يقودها مسيحيون. ويقول جيدي ان الحكومة أسرت مقاتلين عربا ومتمردين اثيوبيين وقوات أرسلتها اريتريا خصم اثيوبيا اللدود خلال المعارك الاخيرة.

وقال دبلوماسيون ان سفنا حربية أميركية تقوم بدوريات قبالة الصومال لمنع زعماء مجلس المحاكم الاسلامية أو مؤيديهم من المقاتلين الاجانب من الفرار.

من جانبهم لم يبد الصوماليون تجاوبا مع المهلة التي منحتها لهم الحكومة الانتقالية لتسليم الأسلحة، حيث لم يشهد اليوم الأول من المهلة المحددة بثلاثة أيام، سوى استجابة ضئيلة جدا، وبقيت أغلب النقاط التي حددتها الحكومة لجمع الأسلحة فارغة جدا.

* الصومال عام 2006 > فبراير 2006: الإعلان عن تأسيس «تحالف مكافحة الإرهاب» بواسطة 10 من أمراء الحرب الصوماليين بدعم من الولايات المتحدة، أعقبتها حرب عنيفة بين أمراء الحرب والمحاكم الإسلامية.

> يونيو 2006: المحاكم الإسلامية تسيطر على العاصمة الصومالية مقديشو ومعظم جنوب الصومال.

> 15 يوليو 2006: بدء الجولة الأولى من المفاوضات بين الحكومة الصومالية والمحاكم الإسلامية في الخرطوم برعاية الجامعة العربية.

> 21 يوليو 2006: المحاكم الإسلامية تعلن الجهاد ضد اثيوبيا بسبب إرسال الحكومة الإثيوبية وحدات عسكرية الى داخل الصومال. > 18 سبتمبر 2006: نجاة الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد من محاولة لاغتياله في عملية انتحارية استهدفت موكبه، أصيب خلالها بجروح طفيفة وقتل فيها شقيقه الأصغر. > 2 أكتوبر 2006: عقد الجولة الثالثة من المفاوضات بين الحكومة الصومالية والمحاكم الإسلامية في الخرطوم.

> 25 أكتوبر 2006: رئيس الوزراء الإثيوبي يعلن أن بلاده في حالة حرب «تقنيا» مع المحاكم الإسلامية الصومالية. > 3 ديسمبر 2006: وساطة جيبوتية بين إثيوبيا والمحاكم الإسلامية لم تسفر عن نتائج. > 8 ديسمبر 2006: أول اشتباك بين القوات الإثيوبية ومقاتلي المحاكم الإسلامية بوسط الصومال.

> 12 ديسمبر 2006: المحاكم الإسلامية تحدد مهلة 7 أيام لانسحاب القوات الإثيوبية من الصومال أو مواجهة الحرب. > 25 ديسمبر 2006: الطائرات الحربية الإثيوبية تقصف مطار العاصمة الصومالية مقديشو، وبدء التقدم العسكري للقوات الإثيوبية والقوات التابعة للحكومة على المناطق الخاضعة لسيطرة المحاكم الإسلامية.

> 28 ديسمبر 2006: دخول الدبابات الإثيوبية لمقديشو ومعها القوات التابعة للحكومة الصومالية. > 1 يناير 2007: سقوط مدينة كيسمايو آخر معاقل المحاكم الإسلامية في قبضة القوات الإثيوبية وقوات الحكومة الصومالية وفرار قادة المحاكم الإسلامية منها.