إندونيسيا: الطائرة المنكوبة لا تزال مفقودة.. وانتقادات شديدة للسلطات

إطلاق عمليات بحث برا وجوا وبحرا

TT

أطلقت السلطات الاندونيسية امس، عملية بحث بري وجوي وبحري للعثور على طائرة البوينغ التي فقدت الاثنين الماضي وعلى متنها 100 وشخصان، مع تعرضها لحملة انتقادات بسبب تأخر اعمال الاغاثة، والاعلان خطأ عن تحديد مكان تحطم الطائرة.

وكانت الطائرة التابعة لشركة «ادم اير» الاندونيسية الخاصة قد اقلعت الاثنين من سورابايا (جزيرة جاوا) متجهة الى مانادو في جزيرة سيلاويزي، التي لم تصلها. وكان في الطائرة 96 راكبا هم 85 شخصا بالغا و11 طفلا بينهم اربعة رضع، فضلا عن طاقم مؤلف من ستة افراد. ووجهت الطائرة نداء استغاثة عندما كانت في منطقة ماموجو في مقاطعة جنوب سولاويزي على بعد 750 كيلومترا جنوب غربي وجهتها.

لكن السلطات الاندونيسية لم تطلق عمليات البحث البري والجوي والبحري الفعلية الا أمس، وتبين ان شهادات مفترضة لسكان في المنطقة افادوا الاثنين ان حطام الطائرة حدد في مقاطعة غرب سولاويزي في منطقة وعرة للغاية، خاطئة، مما أخر كل عمليات تحديد حطام الطائرة. وتتركز الجهود لتحديد مكان الطائرة على منطقة قريبة من ماجيني على بعد 40 كيلومترا غرب بوليوالي على بعد 200 شمال مدينة ماكاسار.

وأوضح فردوس من قاعدة حسن الدين الجوية في ماكاسار أمس: «بدأنا هذا الصباح البحث في منطقة قريبة من المكان الذي اصدرت منه الطائرة آخر رسالة عبر اللاسلكي رصدها رادار في سنغافورة على الارض، وفي البحر قرب ماجيني في مقاطعة جنوب سولاويزي». واضاف فردوس «ان عمليات البحث بطائرات عسكرية ستشمل المنطقة الممتدة من ماجيني الى تانا توراخا». واكد في الوقت ذاته ان عمليات البحث على الارض ستتواصل وتجريها فرق من الجيش والشرطة وفرق الاغاثة. وسيقوم هؤلاء بتمشيط منطقة شاسعة من الغابات الكثيفة في محيط ماجيني وماماسا وماموجو في مقاطعة غرب سولاويزي. واضاف فردوس ان «عمليات البحث ستمتد على اسبوع لكن في حال عدم عثورنا على الحطام سنواصل العمل حتى الحصول على تعليمات مخالفة«.

في هذه الأثناء، اخذت الصحف الاندونيسية بشدة أمس على السلطات، لأنها تبنت شهادات تبين انها خاطئة وحملت الى الاعتقاد انها عثرت على حطام الطائرة. ولخصت صحيفة «بيكيران اوموم» الوضع بقولها: «تم الكذب على الشعب»، مضيفة ان الناس صدقوا معلومات خاطئة «طوال يوم كامل» و«المحرج في ذلك ان النبأ لم يبث محليا فقط بل في العالم باسره». وكانت السلطات تبنت شهادات سكان في المنطقة بتفاصيلها من دون التحقق منها.

وشددت صحيفة «جاكرتا بوست» ان «قلق اسر الضحايا يزداد مع المعلومات الخاطئة»، مشيرة الى ان بعض العائلات استعاد شيئا من الامل مع الحديث عن احتمال نجاة 12 شخصا. ووصفت صحيفة «ركيات مرديكا» ما حصل بانه «فضيحة وطنية»، وتساءل احد قرائها في رسالة نشرتها الصحيفة: «كيف يمكن الكذب على اندونيسيا برمتها؟ من الرئيس الى نائب الرئيس الى الوزراء الى الجمهور لقد اصيبوا كلهم بالعمى».

ويصر مسؤولو النقل أن الطائرة كانت في حالة جيدة تسمح لها بالطيران ولم تسجل أي مشاكل من قبل. وذكرت وزارة النقل انه جرى تقييم حالة الطائرة اخر مرة في ديسمبر (كانون الاول) 2005 واجتازت كل الفحوص. وكان من المقرر أن يجرى فحص الطائرة ثانية بنهاية الشهر الحالي. وقال جوزيف عمر هادي عضو لجنة النقل بالبرلمان الاندونيسي انه يجب محاسبة المسؤولين عن التضارب في المعلومات. وأضاف أن الفحوص السنوية على الطائرات التي تديرها شركات الخطوط الجوية منخفضة التكلفة «غير كافية». وتابع أن المنافسة بين هذه الشركات تسبب مخاطر غير معروفة للناس سواء متعلقة بالصيانة أو الادارة التي تشجع على الاقتصاد في الانفاق.