الرئاسة الجديدة للاتحاد الأوروبي تحدد أولوياتها: الدستور والطاقة والشرق الأوسط

ميركل ستزور مصر والسعودية والإمارات والكويت الشهر المقبل

TT

أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل التي بدأت بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي و«مجموعة دول الثماني» مع مطلع العام الجديد، حرص بلادها على تعزيز الوحدة الاوروبية ودفعها الى الامام. واعتبرت ميركل، في بيان صادر عن الرئاسة الالمانية الجديدة للاتحاد ووزع امس في بروكسل، ان تحقيق ذلك لا يتم الا من خلال العمل المشترك بين كل الدول الاعضاء في الاتحاد ومواجهة تحديات القرن الحالي لا سيما العولمة والارهاب والعنف والحروب.

وأوضحت ميركل ان المانيا ستركز خلال رئاستها للاتحاد الاوروبي، لمدة اشهر، على قضايا الطاقة والعلاقات مع روسيا والازمات الدولية وفي مقدمتها الصراع في منطقة الشرق الاوسط ومفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.

وسبق لوزير الخارجية الالماني فرانك شتاينماير ان قدم في بروكسل برنامج عمل بلاده خلال فترة رئاستها للاتحاد، واكد حينها ان المانيا ستسعى لمعالجة مسألة الدستور الأوروبي. وقال ان «هدفنا في نهاية الرئاسة الألمانية هو التوصل إلى خريطة طريق واقتراح نص دستوري يحظى بقبول جميع الدول الأعضاء في المنظومة الموحدة». وحول الإجراءات العملية في هذا الاتجاه، قال شتاينماير: «لقد طلبنا من كل دولة عضو تعيين ممثل لها للتباحث حول الدستور الأوروبي للتوصل إلى نص يكون مقبولاً لدى جميع ويركز على القيم الأوروبية الأساسية التي لا جدال حولها».

أما بالنسبة لمسألة المفاوضات مع تركيا، فأوضح الوزير الالماني أن «باب مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لم يغلق وأن التقدم في هذا الشأن يتوقف على مدى التزام تركيا بالمعايير الأوروبية». وتوقع شتاينماير أن يتم التوصل قريبا إلى حل بشأن الحظر التجاري الأوروبي المفروض على القبارصة الأتراك.

ومن المقرر ان تتوجه ميركل اليوم الى الولايات المتحدة الاميركية لاجراء محادثات مع ادارة الرئيس جورج بوش تتطرق الى تعزيز العلاقات الاوروبية الاميركية والتنسيق المشترك تجاه القضايا الدولية المختلفة. واستبقت ميركل زيارتها هذه بمقابلة صحافية، نشرتها صحيفة فاينانشال تايمز امس، وقالت فيها انه يتعين على الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة أن ينسقا بشكل أكثر تجانسا بين اللوائح المنظمة لاسواقهما المالية وقوانين براءات الاختراع والآليات الاقتصادية الاخرى. واوضحت قائلة: «لقد تراكمت لدينا خبرة معينة بشان الاسواق المنفردة في اوروبا يمكننا أن نطبقها على المستوى عبر الاطلسي. مع تزايد العولمة هذا يمكن ان يكون اساسا جيدا للتعاون بين جانبي الاطلسي». واوضحت انها ستتناول هذه الموضوعات في محادثاتها مع الرئيس بوش هذا الاسبوع.

وستقوم ميركل أيضاً في مطلع فبراير (شباط) المقبل بجولة الى منطقة الشرق الاوسط، بهدف السعي لاعادة تنشيط جهود السلام، حسبما افاد مسؤول حكومي الماني أمس. واوضح المسؤول ان جولة المستشارة الالمانية ستشمل مصر والسعودية والامارات العربية المتحدة والكويت. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ينس بلويتنر ان وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير تحدث في الاونة الاخيرة الى وزيرة الخارجية الاميركية والامين العام الجديد للامم المتحدة ووزير الخارجية الروسي بشأن تنشيط «اللجنة الرباعية» المعنية بالسعي لاحلال السلام في الشرق الاوسط.