الوثائق السرية البريطانية - وثائق توقعت مصالحة عربية ـ إسرائيلية قبل حدوثها بـ10 أعوام؟

TT

الذين ولدوا في عام 1967 ـ 1970، هم الآن على التوالي في الأربعين من العمر والسابعة والثلاثين، وفي كليهما، كانوا إما من بين من شهقوا شهقة ميلادهم، أو في المهد يقضون مخاض الفطام. وبالطبع وبعد أن تقدمت بهم الحياة عرفوا وقرأوا عن نكسة 1967 بتلطيف بعض اليسار العربي لها، أو هزيمة ذلك العام في ثالث حرب عربية إسرائيلية بالتوصيف الواقعي لها.

ومع أنه لم يكن من مناهجنا التدخل في الوثائق السرية البريطانية التي نوالي نشرها مطلع كل عام، بعد الإفراج عنها وفق القوانين البريطانية بعد مرور ثلاثين عاما عليها، إلا أننا ومع هذا العام، وبالبحث رأينا أن نستبق وثائق 1976 التي أفرج عنها قبل يومين بملفين صغيرين يستوقفان من عنوانهما: الأول برقم FCO:39/ 151/106348 بعنوان يقرأ: تاريخ اليهود في المغرب، والثاني بالرقم :FCO39/758 عن اليهود في مصر.

الأول تصدى فيه بي. إم. جونستون، القنصل البريطاني في الدار البيضاء لتاريخ اليهود في المغرب من قبل الميلاد ليواصل أوضاعهم مع حرب1967 وتداعياتها، ونحسب أن فيه الكثير من الجديد، والكثير من الأسرار، والثاني عن 70 يهوديا سجنتهم سلطات الجمهورية العربية المتحدة (مصر)، فحوى ما حوى من مكاتبات وملاحقات ووساطات مثيرة لإطلاق سراحهم.

ولكن المثير حقا في الملفين، وجود رسم كارتوني بتعليق باللغة الفرنسية ضمن ملف تاريخ اليهود في المغرب يعود الى عام 1967، وفيه يتصافح الملك الراحل الحسن الثاني مع موشيه دايان وزير دفاع إسرائيل، والرئيس الأميركي ليندون جونسون يضع يديه على كتفيهما، وعنصر الإثارة هنا أن في هذا الرسم ما يقترب من التنبؤ قبل أكثر من عقد من الزمان بكامب ديفيد، لم تحدث بين المغرب وإسرائيل وإنما بين إسرائيل ومصر برعاية من الرئيس الأميركي جيمي كارتر في 1978، فيما أوحت استجابة عبد الناصر لإطلاق سراح 70 يهوديا بوساطة فرنسية قبل نصف عام من وفاته المفاجئة في سبتمبر 1970، بأنه كان يقدم إشارة تصالحية.

ولا يلغي كل ذلك بالطبع أسئلة مشروعة: منها على أي حيثيات قام مثل ذلك التنبؤ؟ ومن أين أعقبته معدلات للهجرة لإسرائيل بصورة سابقة لموجة هجرتهم من الاتحاد السوفياتي السابق مثلا..الخ.

ليس من من منهجنا كما أسلفنا التدخل في مضمون الوثائق، ولذلك فنحن نترك الحلقات عن تاريخ اليهود في المغرب ومصر للدارسين والباحثين، ومعهما بالطبع القراء، ليستنتج كل من يشاء منها.