الوثائق السرية البريطانية - تعهد قادة الجالية اليهودية بالولاء للملك محمد الخامس بعد عودته من المنفى فأكد حمايته لهم

الملك سجل نقطة وأضاف مفهوما حينما أدخل يهودياً في أول حكومة مغربية في ديسمبر 1955

TT

وثيقة رقم: 1/3 التاريخ: 13 فبراير (شباط) 1968 الموضوع: اليهود في المغرب إعداد: باتريك جونستون، القنصل البريطاني العام، كازابلانكا الجزء الأول: الأصول والتاريخ 1 ـ ينقسم اليهود المغاربة إلى قسمين:

البفلستم أو التطشابيم (أ) الأندلس أو المغوراشيم البفلستم هم اليهود الأصليون الذين سكنوا المغرب قبل الفتح العربي، وكما يوحي اسمهم، فالزعم أنهم من أصل فلسطيني، وأنهم أتوا للمغرب بعد سلب جيروسليم (القدس) من قبل تيتوس Titus عام 70 قبل الميلاد أو حتى قبل ذلك، وبلا شك فقد وجد كثيرون منهم طريقهم إلى شمال أفريقيا مع يقظة التجار القرطاجيين، ويقال إن هناك استيطانا يهوديا في المغرب يعود إلى عام 320 قبل الميلاد، فيما جاء بعض منهم من الجنوب، ويسود اعتقاد لدى مؤرخين أفارقة بأن مملكة غانا القديمة كانت مملكة يهودية.

وفي أي حال، فربما يكون كثيرون من البفلستم من أصول البربر الذين تحولوا إلى اليهودية والتصقوا بديانتهم أكثر من المسيحيين البربر الذين صمدوا فيما يبدو إلى القرن الحادي عشر. ويظهر أنه كانت هناك، في زمن الغزو العربي الأول في بداية القرن الثامن، أعداد من الممالك اليهودية الصغيرة في الجزائر والمغرب؛ بما فيها واحدة تأسست في سجلماسة Sijilmassa وثانية في منطقة الأوراس بالجزائر تحت قيادة ملكتها داهية الكاهنة التي قاومت الغزاة المسلمين لأربعة أعوام إلى أن قتلت في معركة، فيما تحالف إدريس الأول، أول حاكم مسلم في المغرب (788)، أولا مع السكان اليهود ضد مؤيدي الخليفة العباسي هارون الرشيد، ولكنه تحول لاحقا ضدهم.

2 ـ الأندلس هم اليهود الذين جاءوا من اسبانيا والبرتغال بعد طردهم من قبل فرديناند وايزابيلا عام 1492 (رغم أن بعضهم أتى في وقت سابق لذلك). وتقول تقديرات أن الجالية اليهودية في المغرب في ذلك الوقت تجاوزت 100 ألف فيما أتى نحو 25 إلى 30 ألفا من اسبانيا والبرتغال، ولا يزال كثير من هؤلاء يحملون أسماء أسرية لمدن اسبانية تعود أصولهم اليها، ومن الممكن ملاحظة أن اليهود من أصل يعود لجبل طارق هم أيضا حفدة لأولئك الذين طردوا من إسبانيا. واستقر بعضهم في جنوى وشمال إيطاليا وذهبوا لجبل طارق بعد انتصار البريطانيين عام 1704 فيما أتى بعضهم من تيتوان Tetuan ومينوركا. ثم جاءوا من جبل طارق مرة أخرى إلى المغرب منذ عام 1840 وما تلاه. ولمعظمهم نفس الأسماء الأسرية التي يحملها رصفاؤهم الدينيون المغاربة. أما البفلستم والأندلس فقد نزعوا إلى الانعزال وامتلاك معابد منفصلة في المدن الكبرى بل والعيش في أحياء منفصلة.

3 ـ وكما في أوروبا القرون الوسطى، من الواضح أن اليهود يلقون الحماية أو يلاقون الاضطهاد من السلاطين. وفي أزمنة الاضطهاد تنكر كثيرون لدينهم، وهناك الآن في مدينة فاس عدد كبير من الأسر القيادية المسلمة من أصول يهودية، وللتدليل على مثال بديهي، الكوهينز.

في أزمنة الفوضى السياسية يكون اليهود دائما أول من يعاني، وحين يسقط سلطان يكون اليهود الذين تحت حمايته أول ضحايا مغتصب السلطة الجديد.

4 ـ شلة المحاد المتطرفة الحاكمة Almohad( 1143 -1269 ) إضطهدت اليهود في كل من اسبانيا والمغرب، فيما أجبر الفيلسوف اليهودي ميمونديس أن يغادر أولا قرطبة ثم فاس إلى مصر، مثلما أجبر اليهود على لباس زي مميز، في البداية بطابع يعرضهم للسخرية ولاحقا بلون أصفر كأنما للتذكير بالنازيين.

ثم تحسن موقفهم مع الميرنديس (1269 -1465 ) حيث صعد عديدون إلى مواقع ذات سلطة ونفوذ، برغم تعرض الجالية اليهودية إلى ضرائب خاصة استخدمت لإغاثة المسلمين الفقراء. ولكن أيضا وتحت حكم نفس السلالة حوالي عام 1280 تمّ طرد اليهود من فاس القديمة إلى فاس الجديدة، ومن يومها وصاعدا أصبح في حكم العادة تحديد معيشة اليهود إلى أحياء محددة في كل مدينة تعرف باسم الملاح Mellah. وهناك خلاف حول أصل هذه الكلمة ولكنها مشتقة من كلمة ملح التي تعني في الإنجليزية Salt، ويقال إنها تعود إلى عادة تعود لليهود كانوا يمسحون رؤوس المجرمين بعد قطعها بالملح حتى يمكن عرضها على أبواب المدن. وإلى ذلك، ففقراء اليهود ممن يعيشون في المغرب اليوم لا زالوا يعيشون في الملاح. أتت سلالة ميرند إلى نهايتها عام 1465 مع مقتل آخر السلاطين عبد الحاج كنتيجة لغضب ضد مستشاره اليهودي هارون، ليصبح سقوطه مناسبة لمذبحة في فاس واجهت خلالها نحو عشرين أسرة إما الذبح أو الإكراه بترك الديانة اليهودية.

5 ـ وصلت أول موجة من اللاجئين اليهود من اسبانيا الكاثوليكية عام 1391 كنتيجة للمذابح التي تعرضت لها الجالية اليهودية في أشبيلية, واستقر معظمهم في ديبدو، ليطلقوا على النهر هناك اسم اويداسبلا Oued Sbila ( river of Seville). ومع ذلك، فالهجرة الأساس كانت بعد طرد اليهود من اسبانيا والبرتغال عام 1492.

إلى ذلك، فإن تشتت اليهود من شبه القارة الاسبانية قاد إلى تأسيس شبكة عالمية والتي سارع سلطان المغرب للاستفادة منها في تمديد علاقاته الدبلوماسية والتجارية مع أوروبا، وهكذا وفي عام 1591، وتحت حكم سلالة سعد الدين، سمعنا ولأول مرة بتعيين يهودي، اسمه سايمون بيلاس، كسفير للمغرب لدى هولندا حيث توصل إلى اتفاقية تجارية فيما تمّ إرسال شقيقه جوزيف كسفير لمحكمة اليزابيث الأولى، وابنه ديفيد كسفير لفرنسا عام 1636. وإلى ذلك، ففي القرنين السابع عشر والثامن عشر تم تعيين عدد من اليهود من المغرب في المحاكم فيما مثل المغرب حاييم تولدانو في محكمة سانت جيمس خلال حكم مولاي اسماعيل (1672 -1727)، ثم يعقوب بن ابراهام بنيدر، ثم خلفه ميسود كوهين وابنه مائير خلال حقبة مولاي سليمان (1792 – 1822).

6 ـ أسس السلطان محمد الثالث عام 1769 مدينة مقدور، وأسكنها بسيطرة لليهود، فلم يمض زمن بعيد كان هناك 12 ألف يهودي من عدد سكان المدينة البالغ 20 ألفا، فبقيت، إلى أن حلت كازابلانكا مكانها بعد تأسيس الوصاية، المركز الرئيس للتجارة، وخاصة مع بريطانيا فيما تأسست في بريطانيا مؤسستان كبيرتان ليهود مقدور؛ هما آرون آفريت المحدودة بلندن، وكازينو بروس بمانشستر، والذي يتعامل مع المنتوجات المغربية.. الخ (الاختصار من «الشرق الأوسط» حيث تمضي الفقرة في التفاصيل).

7 ـ زار السير موسيس مونتفيور عام 1863 المغرب والتقى السلطان محمد الرابع، وكنتيجة لذلك صدر مرسوم يلزم بالمعاملة المنصفة لليهود معلنا مساواتهم مع الآخرين أمام القانون.

8 ـ جميع اليهود المغاربة مع طقوس السفارديم وهم شديدو التمسك بشعائرهم، فيما ظلوا، ولا يزالون، في مسائل الزواج والطلاق والوراثة، يخضعون لفسيفساء القانون الذي تديره محاكم الحاخامات. وبطرق مختلفة، تجدهم في أي حال يتبعون نمط حياة وعادات جيرانهم المسلمين، بل إن لهم مواسمهم الخاصة وحجهم إلى المعابد، بذات المعالم التي تسود حياة المسلمين في المغرب. ولا تزال هناك قرى يهودية صغيرة في مناطق متباعدة على الجبال، حيث يصعب تمييز سكانها فيما عدا الدين، عن جيرانهم البربر، فيما يتحدثون نفس لغتهم. أما الزي التقليدي الذي لا تزال رؤيته ممكنة بين الأجيال القديمة في الملاحات فهو نفس زي المسلمين فيما عدا تبديل العمامة أو الفاس بقبعة سوداء.

9 ـ 10ـ 11ـ 12ـ الفقرات تمضي في توصيف حياة اليهود وتأثير اتصالهم بأوروبا على نمط حياتهم وتعليمهم من جهة وتحميله لهم بعض العداوات المصاحبة لبزوغ نزعات التحرر. (الإيضاح من «الشرق الأوسط».

13 ـ ولكن، وفي الفترة التالية للحرب العالمية الثانية، ومع حصول حركة الاستقلال على قوة صاحبتها موجة متصاعدة من الإرهاب، عانى اليهود من خلال تصنيفهم المقرب من القوى الحامية لهم. وإلى ذلك، ذبح 48 يهوديا عام 1948 في وجدة، فيما انحازت الجالية اليهودية على وجه العموم، والطبقة الوسطى منهم بصفة خاصة، إلى جانب المستعمرين في مقاومة الاستقلال.

14 ـ ومع ذلك، فقد ساند عدد معقول من المثقفين اليهود حركة الاستقلال وحزب الاستقلال فيما كان، ولا يزال، بعضهم ناشطا في الحزب الشيوعي (تمّ حظره رسميا عام 1960)، فيما كانوا أصلا أعضاء سابقين في الحزب الشيوعي الفرنسي.

تعهد قادة الجالية اليهودية بالولاء للملك محمد الخامس بعد عودته من المنفى وقد جدد لهم لدى عودته تأكيداته بحمايته لهم، وإلى ذلك سجل الملك محمد نقطة، أو أضاف مفهوما حينما أدخل يهوديا في أول حكومة مغربية في ديسمبر 1955 قبيل الاستقلال فجاء تعيين د. ليون بنزاكوين وزيرا للبريد والتلغراف (وهو الآن رئيس الجالية اليهودية في كازابلانكا)، وفي العام التالي، أرسل الملك ولي العهد وقتها الأمير حسن ليمثله في احتفالات يوم كيبور بمعبد في كازابلانكا. وحين تولى الملك الحسن الملك توالى تمثيله في هذه المناسبة نفسها بشقيقه مولاي عبد الله أو وزير الداخلية وفي السنوات الأخيرة بحاكم كازابلانكا. 15 ـ وعلى كل، وبعد تأسيس دولة اسرائيل عام 1948 اعتبر أي يهودي خامة لصهيوني ومن هذه الفرضية فهو عدو للقضية العربية، فيما حاولت الحكومة و(المعارضة) باستمرار وضع فرق بين الصهاينة واليهود الذين هم رعايا للملك، ولكن وفي أزمنة العاطفة القومية، يحيط الضباب بذلك الفرق. 16 ـ عتم حادث تحويل الفرنسيين للطائرة التي كانت تقل بن بيلا وقادة جزائريين آخرين كانوا في طريق العودة الى تونس بعد الاجتماع بالملك محمد الخامس وإنزالهم بالجزائر واعتقالهم، على الحرب العربية ـ الإسرائيلية الأولى عام 1956. أفرز ذلك انفجار موجة من العنف ضد الفرنسيين، والى قتل فرنسيين كثر خاصة في مكناس. ولكن ليس لدينا أي شيء في سجلاتنا ما إذا كان أي يهودي قد عانى شخصيا أو على صعيد الممتلكات خلال هذه الاضطرابات، ولكن من غير شك يكونون قد عانوا من الاضطهاد الذي لازم الجاليات الأوروبية في هذا الوقت.

17 ـ سيطر حزب الاستقلال الذي ميّز نفسه بالقومية العربية ومعارضة اسرائيل على الحكومة من مايو (أيار) 1958 الى مايو 1960. وانضم المغرب الى الجامعة العربية عام 1958. وفي الجزء الثاني من هذا التقرير نتعرض للمعوقات التي وضعت في طريق هجرة اليهود خلال هذه الفترة. في المقابل، أبعد عدد كبير من اليهود من مواقعهم في الخدمة المدنية (وفي حقيقة الأمر ملئت مواقعهم بمؤيدي حزب الاستقلال) فيما شكل صغار موظفي الخدمة المدنية نسبة عالية من أولئك الذين هاجروا الى كندا.

18 ـ حينما زار الرئيس جمال عبد الناصر كازابلانكا في يناير (كانون الثاني) 1961 للمشاركة في المؤتمر الذي أعطى دفعة لميثاق كازابلانكا، تمّ اعتقال عدد كبير من يهود كازابلانكا خاصة الطلاب منهم. قابل وفد برئاسة د. ليون بنزكيون ولي العهد الأمير الحسن الذي القى باللوم على عناصر حزب الاستقلال داخل الشرطة والبوليس في محاولة منهم لإثارة الحكومة ووعد بتدارك الموقف وإصلاحه، وبالفعل، وبعد ذلك بقليل، حدث تغيير كلي في سياسة الهجرة. في غضون ذلك، استخدمت صحافة المعارضة (الاستقلال واتحاد القوى الشعبية) اتهام تأييد الصهيونية كعصاة مقبولة لضرب الحكومة.

19 ـ من المثير للإنتباه أن نلاحظ أن إم . مائير عوباديا رئيس الجالية اليهودية في كازابلانكا تم انتخابه بأغلبية كبيرة في انتخابات المجلس الوطني في مايو 1963، وكما ذهب التوقع، فقد تقدم كممثل لجبهة الدفاع عن المصالح الدستورية (FDIC )، وهي بالواقع حزب أصدقاء الملك.

20 ـ تتحدث عن التأثيرات التي لحقت باليهود كما غيرهم من السكان جراء اكتشاف مؤامرة ضد الملك في يوليو (تموز) 1963 وما تلاها من شعارات مثل مغربة الوظائف وإن لم تؤثر عليهم بصورة كبيرة. (الإيضاح من «الشرق الأوسط»).

21 ـ لم تتخذ إجراءات ضد اليهود، برغم أن إنذارا وجه لقادتهم بتفادي التجمعات أو التظاهر، وذلك حينما زار الرئيس جمال عبد الناصر كازابلانكا للمرة الثانية في سبتمبر 1965 لحضور قمة الجامعة العربية. ومع ذلك تم ّارسال عدد من اليهود العاملين بوزارة الخارجية في إجازات ومعهم اليهود العاملون في الفنادق التي استضافت الوفود، مثلما تمّ سحب البطاقة الصحفية من صحفي يهودي.

22 ـ قدمت الحرب العربية ـ الاسرائيلية في يونيو 1967 أكثر حملات العداء لليهود عنفا، وقد بدأ ذلك بصحافة حزب الاستقلال مع حملات متزايدة وصريحة لمقاطعة كل الصهاينة، ودوافعها بلا شك هنا مكمنها الضعف المحبط من الهزيمة العربية، والتي وجدت تعبيرا لها كذلك عبر مقاطعة استمرت لأربعة أيام لشحن وتفريغ السفن البريطانية والأميركية، ولكن دافعها هنا أيضا إحداث أكبر قدر من الإثارة للحكومة بقابليتها للاتهام بأنها لينة الجانب أو فاترة تجاه القضية العربية، وتلك حملة أقامت رهانها على المساندة الشعبية. وعلى الطرف الأعلى من هذه القضية، فقد عاش الأغنياء من رجال الأعمال حالة غيرة تجاه المواقع المميزة للمصالح التجارية لدى الأسرة الحاكمة، والتي يدار غالبها بواسطة يهود، فيما وعلى الطرف الآخر منها، وعلى مستوى أدنى، فقد رأى كل بائع أو تاجر تجزئة فرصته لطرد منافسه اليهودي من الساحة أو لبيعه بثمن بخس. كما رأى أيُّ عامل بمكتب فرصته نحو الترقية إذا ما تمّ طرد منافسه اليهودي.

23 ـ 24 ـ 25 ـ 26 ـ 27 ـ فقرات تتحدث تفصيليا عن مضايقات لحقت بالتجار اليهود وأصحاب حانات وتصاعدت لتطال المحامين والأطباء وتصل ذروتها باعتقالات فيما تباطأ رد فعل الحكومة إلا من مصادرة الحكومة لعدد أو عددين من صحف حزب الاستقلال («العلم» و«الرأي») لقاء النبرة الحادة التي تناولتا بها الأحداث وترديدهما للرواية القديمة عن بروتوكولات حكماء صهيون. ( الإيضاح من «الشرق الأوسط»).

28 ـ أصدر وزير الإعلام يوم 5 يوليو بيانا أدان فيه المقاطعة المناهضة لليهود فيما أدانها الملك أيضا في بيان عبر الإذاعة وجهه للشعب يوم 8 يوليو فيما لجأت صحافة حزب الاستقلال لمقال ليهودي مغربي معروف بانتماءاته الشيوعية يدين فيه الصهيونية. الملك أجرى تعديلات في الحكومة يوم 6 يوليو سلّم بموجبه الرئاسة التي كان يحتفظ بها لنفسه الى محمد بن همة وأبعد من تشكيلة الحكومة محمد شرقاوي المناصر الرئيس لخط القومية العربية.

29 ـ بعد ذلك مباشرة بدأت الأفعال الرسمية والدعاية ضد اليهود في صحافة المعارضة تموت تدريجيا، وفي مقابل ذلك تم إبعاد حاكم كازابلانكا، والذي قدم القليل لإيقاف الفعل الرسمي ضد اليهود ومعه السكرتير العام للبريفكتيور Prefecture (هكذا وردت في الوثيقة.. الإيضاح من «الشرق الأوسط»)، وهو مناهض لليهود علنا.

وفي المقابل، أشيع أيضا أن عددا من شرطة كازابلانكا، ممن أبدوا تعصبا زائدا قد نقلوا الى مناطق أخرى. والى ذلك حضر حاكم كازابلانكا الجديد احتفالات يوم كيبور يوم 14 اكتوبر (تشرين الأول) بما هو أكثر من مجرد احتفال، بمعنى بمرافقة سرينة ومواتر وفرقة. واشتكى د. ليون بنزاكوين الرئيس الجديد للجالية اليهودية من المضايقات التي يلاقيها اليهود العائدون من الخارج من سلطات الجمارك. وأوضح أن شكواه كانت في مكانها وأحدثت أثرها، فقد وقع يهودي أو اثنان في مشاكل تتعلق بإجراءات التحويلات المصرفية الخارجية، ولكن الذي وضح أن السلطات كانت راغبة في إغماض عين عن محاولات الخروج بمبالغ صغيرة بطريق غير قانوني. 30 ـ يهود أقل عانوا شخصيا أو في ممتلكاتهم بعد أحداث يونيو 1967 في المغرب عنهم في أي بلد عربي آخر، وفيما اعترفت السلطات بأنه ليس في وسعهم معارضة الدعاية ضد الصهيونية، كان الرجوع الى الملك الحسن في كازابلانكا، لأنه لم يترك الوضع يخرج عن اليد البتة. وللاعتراف، لم يكن كل شيء ليتعدى: ألمس وأذهب. (يتبع)