باراك يعلن رسميا انضمامه للتنافس على رئاسة «العمل» ويتعهد بالتعلم من الأخطاء

TT

أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق، ايهود باراك، أمس، بشكل رسمي عودته للحلبة السياسية لينافس عمير بيرتس على منصبيه كرئيس لحزب العمل ووزير للدفاع.

وكتب باراك، في رسالة موجهة الى الأمين العام لحزب العمل، ايتان كابل، انه قرر العودة بناء على ضغوط العديد من رفاقه وأصدقائه الذين أقنعوه بأنه قادر على الإدلاء بدلوه والإفادة من خبرته الغنية في قيادة الجيش لخدمة إسرائيل في التحديات الكبيرة التي تخوضها في هذه الحقبة من تاريخها. وقال ان اسرائيل تحتاج اليوم الى وزير دفاع قوي صاحب خبرة لائقة تخرج الجيش من الأزمة التي يعيشها منذ الحرب في لبنان، وانه يرى في نفسه القدرات اللازمة لذلك.

وأبدى باراك إدراكا ووعيا للانتقادات التي يواجهها في الشارع الاسرائيلي بسبب فترة حكمه القصيرة في رئاسة الحكومة التي لم تتجاوز سنة ونصف السنة (1999 ـ 2001)، فكتب يقول انه وصل الى هذا المنصب (رئاسة الحكومة)، مبكرا جدا من دون أن يجمع الخبرات اللازمة. وهو يتعهد بأن يتعلم من أخطائه فلا يكررها هذه المرة.

يذكر ان الانتخابات الداخلية في حزب العمل ستجرى في مايو (أيار) المقبل. وبانضمام باراك الى التنافس يصبح عدد المرشحين لرئاسة الحزب خمسة أشخاص هم، بالإضافة اليه: رئيس الحزب الحالي وزير الدفاع، عمير بيرتس، ورئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، عامي ايلون، ورئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) الأسبق، داني ياتوم، ووزير العلوم السابق الذي استقال من الحكومة بسبب رفضها اقامة لجنة تحقيق رسمية حول إخفاقات الحرب على لبنان، أوفير بنيس. ويعتبر بيرتس، رئيس الحزب الحالي، صاحب أقل احتمالات للفوز بهذا المنصب. وحسب آخر استطلاعات الرأي التي نشرت في اسرائيل قبل عشرة أيام فإن عامي أيلون هو صاحب أكبر الاحتمالات للفوز، يليه ايهود باراك. لكن الفارق بينهما ليس كبيرا (41% ـ 39%). ويؤمن أيلون بأنه سيفوز بالمنصب لأنه ما زال نقيا ولم يتلوث في العمل السياسي بعد مثل باراك. وهو يخوض معركته الانتخابية على أساس أن «باراك قد يفوز في الانتخابات الداخلية للحزب ولكنه لن يصل الى الحكم لأنه مكروه من الجمهور» ويقول: «حزب العمل يحتاج الى قائد يعيده الى الحكم وليس قائدا يكرس وجوده في المعارضة».

كما يبني أيلون دعايته الانتخابية على أساس انه مقبول لدى الفلسطينيين حيث انه يجتمع باستمرار مع شخصيات فلسطينية ويتحدث عن الفلسطينيين باحترام وبشكل مباشر من دون لف أو دوران. ويعتمد أيلون على دعم العديد من القيادات الميدانية للحزب، حيث أمضى السنتين الأخيرتين في زيارات ميدانية اليها في الفروع. وحصل أيلون على دعم من البروفسور أبيشاي برفرمان، الذي كان مرشحا للرئاسة وقرر الانضمام الى أيلون. ويعتبر أحد الخبراء العالميين في الاقتصاد. وهو مقبول على رجال الأعمال الاسرائيليين.

أما باراك فيبني دعايته على القول إن المعركة حاليا ليست على رئاسة الحكومة، بل على وزارة الدفاع، في حين أن المعركة على رئاسة الحزب والحكومة ستجري في سنة 2010، عشية الانتخابات العامة للكنيست. وانه في حالة نجاح وزير الدفاع من حزب العمل خلال هذه الفترة المقبلة، فإن الجمهور سيعيده الى الحكم. ويؤكد أنه أفضل مرشحي حزب العمل لهذا المنصب، حيث انه صاحب الخبرة الأكبر في السياسة وفي العسكرة. ويستند باراك الى استطلاعات الرأي التي منحته 39% من أصوات أعضاء الحزب حتى قبل أن يعلن عن خوضه المعركة وقبل أن يصل الى الفروع، ويتوقع أن ترتفع أسهمه أكثر خصوصا بعد أن انضم اليه وزير البنى التحتية، بنيامين بن اليعيزر، المعروف بتأييده الميداني. إلا ان مشكلة بن اليعيزر ان غالبية مؤيديه هم من الأعضاء العرب في حزب العمل (من فلسطينيي 48)، وهؤلاء غاضبون على باراك بسبب سياسته تجاه الفلسطينيين.