الحريري: حزب الله رأس حربة الحملة على «باريس ـ 3».. وهجومه يتعدى الحكومة ورئيسها إلى المحكمة الدولية

قال إن حلفاء دمشق لا يملكون قرار الحل والربط وإن «المفتاح في قصر المهاجرين»

TT

دعا رئيس كتلة «تيار المستقبل» النيابية، النائب سعد الحريري «كل اللبنانيين المعنيين بحماية الدولة ومؤسساتها الدستورية الى الالتفاف حول الاهداف النبيلة لمؤتمر باريس ـ 3» مشيرا الى ان هذا المؤتمر هو «فرصة استثنائية للبنان» داعيا الى «حمايتها والمشاركة في توفير مقومات النجاح لها وتحييدها عن مخلفات الصراع السياسي».

وحذر الحريري، في بيان وزعه امس مكتبه الاعلامي، من ان «باريس ـ 3 يتعرض لعملية تفجير سياسي من الداخل» مبديا اسفه الشديد لـ«ان يشكل حزب الله رأس حربة في الهجوم المتجدد على باريس ـ 3... وان يسحب هجومه على الحكومة ورئيسها الى الهجوم على المحكمة الدولية».

وأشار الى ان «سعاة الخير، العرب وغير العرب، يجمعون على ان الحل والربط موجود في دمشق وليس في بيروت. وان حلفاء النظام السوري لا يملكون القرار لان مفتاح القرار موجود في قصر المهاجرين». واعتبر الحريري ان لبنان يتعرض «لموجة جديدة من الارهاب السياسي والفكري تتزامن مع الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر باريس ـ 3.. وتجيء هذه الموجة في سياق حملات مدروسة وممولة لنشر الفوضى في الحياة العامة وتعطيل المؤسسات الدستورية وإنهاك الاوضاع المعيشية وعزل بعض المناطق عن سلطة القانون وترويض مصالح الناس على العيش مع الازمات المفتوحة والطويلة الامد والاستمرار في استخدام بعض وسائل الاعلام في الترويج لسياسات الشحن المذهبي والطائفي وهدر دماء المدرجين على لوائح التخوين والتآمر».

وأضاف: «لن يكون من الغرابة بالنسبة الينا، ان يلجأ منظمو هذه الموجة وسائر الموجات التحريضية التي سبقتها، الى تحميل الحكومة وقوى 14 آذار مسؤولية وصول الحوار السياسي الى الجدار المسدود، وهم الذين اتقنوا طوال الاشهر الماضية العمل على قلب الحقائق وتزوير المحاضر، واقفلوا الابواب في وجه كل المبادرات، وقطعوا الطريق مجدداً على عودة الامين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى، بمثل ما قطعوا الطريق على الجهود المشكورة للمملكة العربية السعودية، واتخذوا من الحماية الإيرانية ـ السورية لمواقفهم سبيلاً لتطويع وتطويق وابتزاز سائر المبادرات العربية».

وقال «إنه لمن دواعي الأسف الشديد أن يشكل حزب الله بقيادته السياسية وأجهزته الإعلامية وقدراته اللوجستية وإمكاناته المالية، رأس حربة في الهجوم المتجدد على باريس ـ 3، وذلك خلافاً للتعهدات التي سبق لأمينه العام ان ارسل اشارات واضحة في شأنها، وقوله في غير مجال انه لن يفرط بمؤتمر باريس ـ3. ويتعاظم الشعور بالأسف حيال موقف حزب الله ايضاً عندما يسحب هجومه على الحكومة ورئيسها، الى الهجوم على المحكمة الدولية، وان يتخذ من بعض المواقف وردات الفعل على حملات التخوين واستباحة دم عدد من القيادات والوزراء مدخلاً للتنكيل بهذه المحكمة والطعن بصدقية الأهداف التي ترمي اليها». واستغرب البيان «ان تصر قيادات حزب الله، على اعتبار المحكمة الدولية كما لو انها مشروع دولي لمحاكمة الحزب، وهي التي تعلم علم اليقين ان لا دور لهذه المحكمة ولا مشروع لها ولا نظام لها سوى اقامة ميزان العدالة تجاه المجرمين الحقيقيين الذين خططوا ونفذوا جريمة اغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه وسائر الجرائم التي هزت لبنان واستهدفت مجموعة من خيرة أبنائه ورموزه الوطنية، آخرهم الشهيد بيار امين الجميل». وأضاف: «ان حزب الله، وبكل صراحة، لا يستطيع ان يطلب من اللبنانيين، او في الحد الادنى من فئة كبيرة من اللبنانيين، ان يطووا صفحة المحكمة الدولية بداعي ان هذه المحكمة يمكن ان تفجر العلاقات اللبنانية ـ السورية، او ان تطاول بالاتهام بعض رموز وشخصيات النظام السياسي والأمني في سورية». ولاحظ البيان: «ما اشبه اليوم بالبارحة، وما اشبه المحاولات التي يقومون بها الآن بتلك التي نظموها ضد رفيق الحريري. حتى لكأننا اصبحنا فعلاً امام نسخة متجددة لنظام امني آخر، هو النظام الامني ـ السياسي ـ المالي الاقليمي الايراني ـ السوري المشترك الذي لا يرى مصلحة في نجاح الدولة اللبنانية وإعادة حشد المجتمع الغربي والدولي على دعم البرنامج اللبناني لوقف الانهيار الاقتصادي والاجتماعي وتوفير مقومات الصمود للاستقرار الوطني ومواجهة الاستحقاقات والنتائج المترتبة على العدوان الاسرائيلي الاخير. إننا، وبكل صراحة، نأبى على حزب الله، تحديداً، ان يكون جزءاً من مشروع على هذا المستوى من الخطورة، وان يشكل غطاء، او منطلقاً، لدعوات التحريض على العصيان التي ينادي بها البعض».

وتوجه سعد الحريري الى حزب الله «بكل امانة وصدق» الى ان يعطي نفسه والبلاد فرصة حقيقية لالتقاط الانفاس وإيجاد مخرج فعال من المأزق الذي يتخبط فيه مع الجميع، ولا طائل ولا فائدة ولا جدوى من الاعتصام في زواياه. ان ابواب الحوار لا يجوز ان تغلق وان لبنان لا يجوز ان يفقد مناعة اللجوء الى المؤسسات في حل مشكلاته الداخلية». وختم الحريري بيانه بالقول: «انني اذ احذر من سلبيات الاستغراق في سياسات التصعيد والتلويح بالفوضى، ادعو كل اللبنانيين المعنيين بحماية دور الدولة ومؤسساتها الدستورية الى الالتفاف حول الاهداف النبيلة لمؤتمر باريس ـ 3. واخص بالذكر الهيئات الاقتصادية والنقابية والانتاجية والقطاعات الشبابية والاهلية التي تدرك المعنى الحقيقي لنجاح هذا المؤتمر، بمثل ما تدرك المعاني الخطيرة والسلبية للتحركات العشوائية والظالمة التي لن تقود البلاد إلا الى المزيد من التعثر والتأزم الاقتصادي والمعيشي.