القوات الأميركية تسلم اليوم وصية ومقتنيات صدام إلى هيئة الدفاع

TT

قالت مصادر عراقية في عمان إن الجانب الأميركي سيسلم اليوم هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق مذكرات ومقتنيات ووصية صدام حسين، عدا المصحف و«اللفاف» اللذين كانا معه لحظة أعدامه. وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الهيئة قدمت طلباً الى الجانب الأميركي تطالبه بتسليم كافة مقتنياته وان القوات الأميركية وافقت على الطلب وسيتم تسليم «القصص والأشعار والمذكرات» التي كتبها صدام طوال فترة اعتقاله. وأوضحت المصادر أن الرئيس السابق سلم أحد محامي هيئة الدفاع عند زيارته لصدام قبل إعدامه بيوم آخر قصيدة كتبها. يذكر ان الرئيس السابق يكتب مذكراته منذ لحظة اعتقاله والتي تحمل عنوان «مذكراتي الشخصية». وستسلم المذكرات التي تحتوي على 27 صفحة كتبت بخط يده وبقلم حبر على أوراق صفراء اللون، لابنته رغد المقيمة في عمان. وقد اعتبر وزير الخارجية العراقي السابق طارق عزيز، اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين «اغتيالاً للعراق»، بحسب ما نقله عنه محامي دفاع صدام وأعوانه عصام الغزاوي في تصريحات لوكالة «اسوشيتد برس» امس. وكان الغزاوي التقى عزيز ونائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان، بالإضافة الى برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام حسين ورئيس محكمة الثورة السابق عواد البندر، الاربعاء الماضي في مكان احتجازهم في بغداد. وقال في تصريحات اعلامية أمس ان الاربعة يخشون على مستقبلهم بعد اعدام صدام الاسبوع الماضي. وقال غزاوي انه عند الحديث عن اعدام صدام «أجهش عزيز، مثل برزان وعواد، في البكاء، وقال انهم اغتالوا العراق وليس فقط صدام». وأَضاف ان عزيز قال له: «جزء مني مات» مع موت صدام، مضيفاً: «لو اطلق سراحي سأتحدث عن صدام الحقيقي للعالم». ولفت الغزاوي الى ان صحة طارق عزيز تتدهور، موضحاً: «قال لي انه لا يحصل على العناية الطبية الضرورية». من جانبه قال المحامي خليل الدليمي، رئيس هيئة الدفاع عن صدام، لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يبلغ من القوات الأميركية بموعد التسليم، وانه لا يستطيع تأكيد ذلك، مشيرا الى انه «سيتم الإعلان عن ذلك فور تسلم مقتنيات الرئيس صدام». من جانبه قال المحامي عصام الغزاوي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مقتنيات صدام من ملاحظات وأشعار وكتب وقصائد التي طلبناها لم تسلم إلينا من قبل الأميركيين الذين طلبوا قراءتها بالكامل قبل تسليمها الينا». وأضاف «وعدونا بأن يسلموها لنا حال الانتهاء منها، لكنهم لم يحددوا أي موعد لذلك». وفي ما يتعلق بالمصحف الذي كان دائما بيد صدام حسين، قال الغزاوي «سألت عن القرآن لأن الرئيس (صدام) أوصى به علنا لبدر، وهو محام يدافع حاليا عن والده عواد البندر (رئيس محكمة الثورة السابق المحكوم عليه بالإعدام في قضية الدجيل)». وأضاف «قال الأميركيون انه ليس بحوزتهم وانه عند مساعد المدعي العام منقذ الفرعون». وحتى لحظة دخوله غرفة الإعدام التي اقتيد اليها صبيحة الثلاثين من الشهر الماضي مقيد اليدين كان صدام حسين يمسك بيده بالمصحف الشريف قبل ان يسلمه لأحد الحاضرين ويطلب منه تسليمه الى شخص يدعى بدر. وكان الغزاوي قام بزيارة الى بغداد يومي الأربعاء والخميس الماضيين التقى خلالها برزان التكريتي وعواد البندر ونائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان ونائب رئيس الوزراء طارق عزيز.

من جانب ثان أعربت نقابة الصحافيين الأردنيين عن استغرابها واستهجانها لتصريحات رئيس الوزراء العراقى نوري المالكي من أن الحكومة العراقية ستنظر في مراجعة علاقاتها مع أي دولة لا تحترم إرادة الشعب العراقي، وان إعدام صدام حسين شأن داخلي. وأكدت النقابة في بيان شديد اللهجه «ان المالكي لا يملك الوسيلة لمصادرة آراء المواطنين العرب ووسائل الإعلام والصحافة الحرة التى أدانت الجريمة البشعة وكشفت التآمر والتواطؤ المفضوح في عملية تنفيذ اغتيال صدام حسين». ودعا بيان النقابة جميع العراقيين الى التوحد ورص الصفوف ونبذ الاقتتال والوقوف معا بوجه جميع المحاولات التي تستهدف تفتيت العراقيين وتقسيم العراق وتدمير بنيته الداخلية وأمنه واستقراره.