تكساس: مواطن أميركي يلجأ للخنازير لمضايقة المصلين في مسجد مجاور لأرضه

TT

اشتاط مالك أراض أميركي في ولاية تكساس غضبا بعد إقامة مسجد للمسلمين مجاور لأرضه في مدينة كايتي القريبة من هيوستن فلجأ إلى أسلوب مبتكر لمضايقة رواد المسجد ظنا منه أن ذلك قد يدفعهم لمغادرة المنطقة. فبعد أن جمع المزارع كريغ بيكر بعض المعلومات عن الشريعة الإسلامية قرر إقامة سباق أسبوعي يوم الأحد للخنازير في أرضه الواسعة التي يقع المسجد الجديد تحت الإنشاء بجوارها، معتقدا أن ذلك سيبطل صلاة رواد المسجد وينفرهم من المنطقة. وبعد أن لاحظ بيكر أن العطلة الدينية للمسلمين ليست يوم الأحد غير موعد السباق إلى السبت ثم سرعان ما اكتشف أن المسلمين يجتمعون في المسجد يوم الجمعة فغير موعد السباق مجدد إلى ما بعد صلاة الجمعة مباشرة. وقال مسؤولو الجمعية الإسلامية التي أقامت المسجد في مدينة كايتي، إنهم لا يكترثون بالاستفزاز ولا يهمهم أمر سباق الخنازير لأن الدين الإسلامي يحرم أكل لحم الخنزير ولا يحرم مشاهدة الخنازير. وأوضح الدكتور كمال أبو الفتوح ردا على اتصال لـ«الشرق الأوسط» بشأن القضية: «إن المواطن الأميركي الذي أقام أباؤه وأجداده في الأرض المشار إليها منذ عام 1918 ينتمي إلى الكنيسة البابتسية وليس لديه قبول حتى لأصحاب المذاهب الأخرى في المسيحية فما بالك بالمسلمين، وقد بدا عليه الانزعاج لرؤية مسجد قرب أرضه ولكننا مصممون على ممارسة حقوقنا الدينية كغيرنا».

وقال أبو الفتوح «إن الجالية المسلمة اشترت قطعة الأرض بمبلغ مليون ومائة ألف دولار أميركي، وكان يوجد بها منزل على الشارع المسمى باسم عائلة بيكر حولناه إلى مسجد، رغم العقبات الكثيرة التي واجهتنا لعرقلة المشروع بحجج مختلفة، كان آخرها لجوء جارنا الأميركي إلى فكرة سباق الخنازير. واضاف «لكن مثل هذه التصرفات لا تستفزنا».

وتابع أبو الفتوح حديثه بنبرة ألم قائلا «لقد تنامى إلى مسامعنا أن جارنا بيكر يخطط لإطلاق أسماء إسلامية على خنازير السباق إمعانا منه في مضايقتنا ولكن في حال قيامه باستخدام أسماء أي من الصحابة رضوان الله عليهم فسوف نعتبر ذلك إعلان حرب ولن نقبله مطلقا..».

وردا على سؤال هل يخشى من تحول المشكلة إلى أعمال عنف إذا ما استمر تصميم الجمعية الإسلامية على مشروع المسجد ، قال أبو الفتوح: نعم نحن نخشى من ذلك ولكن خشيتنا لن تثنينا عن الاستمرار وربما يلجأ الرجل أو مؤيدوه إلى ارتكاب جريمة إطلاق نار أو إحراق ممتلكاتنا، وهذه الأساليب معروفة ولن ترعبنا».

وشارك رجال دين مسيحيون ويهود قيادات الجالية الإسلامية في المنطقة اجتماعاتهم وأعربوا عن تضامنهم معهم، بمن فيهم قساوسة الكنائس الكاثوليكية، كما انتقدت بعض المحطات الأميركية التي نقلت صورا حية من مكان السباق وصورا للمصلين المسلمين محاولات الاعتداء على الحريات الدينية، غير أن فوكس نيوز لمحت في متابعتها للقضية إلى خطأ اختيار المكان لإقامة المسجد.

ونقلت المحطات والصحف الأميركية عن بيكر قوله إنه لا يسعى لمضايقة أحد بسباق الخنازير ولكنه يريد أن يؤكد للجميع أنه لن يجبر على الانتقال من مقر إقامته الذي عاش فيه طوال عمره بسبب مجيء من أسماهم بالوافدين إلى المنطقة.