تقرير مجزرة «حديثة» يغضب مسؤولين أميركيين

صور ترافق التحقيق الرسمي تؤكد ضلوع جنود أميركيين بقتل مدنيين عراقيين

TT

أثار تسريب تقرير حول مقتل 24 مدنيا عراقيا على أيدي جنود من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) غضب بعض المسؤولين ومحامي الدفاع «المارينز» المتهمين بقتل مدنيين من ابناء بلدة حديثة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2005. وكشف التقرير الذي أعده «جهاز البحرية للتحريات الجنائية»، تفاصيل مجزرة حديثة، ليدعم التهم الموجهة الى 8 جنود اميركيين متورطين في القضية، 4 منهم بتهمة القتل. ويحتوي التقرير آلاف الصفحات من المقابلات مع جنود من «المارينز» والجنود العراقيين، بالإضافة الى مدنيين عراقيين كانوا شهوداً على الحادثة، إلا أن الحكومة الأميركية لم ترغب بنشر التقرير الذي سرب الى صحيفة «واشنطن بوست» ومن ثم تناقلته وسائل الاعلام الأميركية، اذ لم تنته بعد محاكمة المتورطين. وعبرت مصادر عدة في «جهاز البحرية للتحريات الجنائية» عن عدم رضى الوحدة المخولة التحقيق الرسمي في القضية عن تسريب التقرير الحساس. ورفض الناطق باسم «جهاز البحرية للتحريات الجنائية» التعليق على التقرير، الا انه قال لصحيفة «نيويورك تايمز» أمس «نعمل للتأكد من مصداقية كل تحقيق ونعتبر ان فكرة تسريب شخص أياً من نتائج التحقيقات مسألة مثيرة للقلق». ومن جهته، قال المحامي مارك زيد، المخول الدفاع عن الرقيب فرانك وتريك المتهم بقتل 12 عراقياً على الأقل «إن محامي الدفاع مستاءون جداً»، مضيفاً لـ«نيويورك تايمز»: «الكشف عن جميع الأدلة أمر غير أخلاقي ويبدو ان مسؤولين من وزارة الدفاع قاموا بذلك ليضروا الدفاع» عن «المارينز» المتهمين. وبحسب التقرير، قام عدد من جنود «المارينز» بقتل المدنيين بعدما فجرت عبوة ناسفة إحدى مركباتهم، وتسببت بمقتل جندي أميركي. ويقول الشهود في التقرير انه بعد هذه الحادثة بدقائق، أوقف جنود المارينز سيارة أجرة عراقية، وارغموا 5 عراقيين على الخروج منها وأطلق الرقيب فرانك وتريك النار عليهم وقتلهم. ومن ثم، توجه الجنود الى ثلاثة منازل عراقية وقتلوا ساكنيها. ونجا من منزلين عراقيان وصفا عملية القتل المتعمد، الا انه لم يخرج من المنزل الثالث أي ناجين، مما ادى الى تناقض في الشهادات حول ما جرى فيه. ونشرت «واشنطن بوست» أمس المزيد من التفاصيل عن التقرير، قائلة ان «صور المارينز تزود ادلة في تحقيق حديثة». وأضافت ان بعض الجنود الاميركيين التقطوا صوراً للجثث العراقية واحتفظوا بهم في اجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، مما دفع المحققين بالعمل لأشهر من اجل الحصول عليهم. وعلى الرغم من حصول الصحيفة على الصور الـ44، الا انها قررت أمس عدم نشرها لأن مضمونها «مفصل جداً». الا انها وصفت الصور، قائلة ان احداها تظهر «طفلاً يرتدي ملابس نوم رأسه مغطى بالدم»، بالإضافة الى «ام على سرير وبالقرب منها جثث 3 أطفال يختبئون جنبها». وقال احد جنود مشاة البحرية الأميركية، الوكيل عريف اندرو رايت، الذي التقط صوراً وسلمها الى المحققين، انه قرر التقاط الصور عندما خول التخلص من الجثث في اليوم التالي. وأضاف: «قررت انه من مصلحتي الشخصية الحصول على الصور التي التقطتها»، موضحاً: «على الرغم من انه لم يكن هناك تحقيق حينها، شعرت بأن الصور ستكون دليلا مستقبلا». وتابع: «برأي الشخصي، الأشخاص الذين صورتهم قتلوا».