خليلزاد: دعمنا لقادة العراق لن يستمر بغير شروط .. وصبرنا بدأ ينفد

وكيل السيستاني: على الحكومة اتخاذ القرارات وإلا فإن الفشل سيقضي على الجميع

TT

قال السفير الأميركي في العراق زلماي خليلزاد، ان بعض القادة العراقيين أخطأوا التقدير عندما ظنوا أن الدعم الأميركي سيستمر من دون شروط، لكنهم يدركون الآن أن صبر الشعب الأميركي ينفد.

فيما طالب الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني أمس الحكومة العراقية بـ«الحزم واتخاذ القرارات»، محذرا من ان «الفشل سيقضي على الجميع».

وفي مقابلة مع شبكة «سي.ان.ان» أمس، بدا أن تصريحات خليلزاد تتفق مع تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي قالت إن الوقت ينفد من حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال خليلزاد إن المالكي أدرك أن المساعي الدبلوماسية لم تنجح في حل الميليشيات الشيعية وان الوقت حان للتحرك.

وقال خليلزاد «الرئيس كان حازما منذ البداية وبعض الناس ربما أخطأوا التقدير بظنهم أنهم مهما فعلوا أو لم يفعلوا فسيستمر الدعم بسبب الموقف الثابت الذي اتخذه الرئيس منذ البداية». وأضاف «الرئيس بعث برسالة جيدة وشديدة للغاية بأن صبر الشعب الأميركي ينفد». وذكر أن المالكي، وهو شيعي قدم التزاما باتخاذ إجراءات صارمة ضد الميليشيات الشيعية، وهو مطلب أساسي من واشنطن والأقلية العربية السنية التي تلقى على عاتق الميليشيات مسؤولية إدارة فرق إعدام. وعندما سئل إن كان المالكي سيتصدى بالفعل لجيش المهدي هذه المرة، أجاب خليلزاد «تعهد بذلك لرئيس الولايات المتحدة. لن يكون هناك مخبأ. أخبرني أنه منح المساعي الدبلوماسية مع الميليشيات فرصة والآن سيتعين علينا بذل كل ما في وسعنا لإنجاز هذه المهمة». وأضاف «هذه أفضل فرصة لديهم للتحرك، وإذا لم يتحركوا فانهم يدركون أن هناك الكثير على المحك بالنسبة لهم أيضا».

ووعد المالكي بشن حملة أمنية كبيرة في بغداد ترمي الى التصدي للجماعات المسلحة بغض النظر عن انتماءاتها الطائفية أو السياسية. لكن في ظل الشكوك التي تحيط بأفراد الجيش والشرطة بشأن انتماءاتهم الطائفية، فان النجاح سيكون صعبا. وتتسبب القنابل وقذائف المورتر وفرق الاعدام في مقتل مئات الاشخاص كل أسبوع ونزوح عشرات الآلاف فيما تنقسم المدينة التي كانت أحياؤها مختلطة الى جيوب طائفية.

الى ذلك، قال الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي علي السيستاني خلال خطبة الجمعة امس في كربلاء، ان «الوضع بحاجة الى حزم واتخاذ قرارات من الحكومة التي يريدها الشعب قوية، وإلا فان الفشل سيحصد الجميع». وأكد ان الشعب بـ«حاجة الى حكومة قوية تستطيع تحديد المشاكل ومعالجتها، فهو ما يزال ينتظر حل مشاكله، بينما يبدو على المسؤولين الارتباك بسبب عدم الوفاء بوعودهم».

وحذر احمد الصافي من ان «الشعب العراقي هو الخاسر في حال حدوث شيء ما». كما انتقد في الوقت ذاته إعلان الحكومة خطة أمنية قائلا «سمعنا ان هناك خطة أمنية جديدة.. لقد نفذت خطط سابقة ولم تنجح، لأن فيها سلبيات وهكذا يستمر وضع الخطط وأرواح الناس تزهق».

وقال إن «أعمال القتل التي تجري في العراق تتم تحت غطاء قانوني مبرمج وتخطط لها جهات فيما تقوم جهات أخرى بتنفيذها.. مجموعات مرتبطة بأخطبوط إرهابي». واتهم الصافي «التكفيريين» بذلك قائلا إن «حالات القتل والتشريد والتنكيل أصبحت مستشرية بشكل هجمة شرسة على العراق من قبل التكفيريين». لكنه قال إن «جميع الكيانات السياسية تتفق على عدم تجزئة العراق.. إلا ان قوى خارجية تجر العراق الى المهالك». وختم مطالبا «جميع العراقيين تحديد العابثين والمفسدين في البلاد». وفي النجف، شدد إمام جمعة النجف صدر الدين القبانجي المقرب من المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، على «ضرورة توحيد السلاح بيد الدولة.. يجب ألا تكون هناك حكومات متعددة في الدولة الواحدة».

وقال إن «الميليشيات غير الارهابية مدعوة الى الالتحام بمؤسسات الدولة». كما دعا القبانجي الى «المصالحة الوطنية، حيث ان الباب مفتوح ويخطئ من يقول إن قتل (الرئيس الراحل صدام) حسين هو قتل للمصالحة.. قتل صدام هو بداية للمصالحة ومن يبكي عليه لا نرحب به».

وحول الاستراتيجية الأميركية الجديدة، قال «إذا كانت هناك مضاعفة لعدد القوات فهناك إعلان في الوقت ذاته انها ليست أبدية وأنها فرصة أخيرة للحكومة العراقية لتتمكن من فرض سيطرتها، وإلا ستضطر الدول الاخرى الى اتخاذ موقف آخر». وفي الكوفة، أكد جابر الخفاجي المقرب من رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر في خطبة الجمعة، رفض الاستراتيجية الأميركية الجديدة، قائلا إن «التيار الصدري يرفض السياسات الدنيوية الجديدة». وأضاف أن «استراتيجيتهم هدفها القضاء على المخلصين المؤمنين الذين قالوا لا للاحتلال والظلم والعبودية».