استراتيجية بوش «تشعل حريقا» في الكونغرس والمعارضة تزداد وسط الجمهوريين

دينس روس لـ الشرق الاوسط : نعارض الخطة الجديدة لأنها لن تحسن أوضاع العراق

TT

تزايدت المعارضة في الكونغرس ضد استراتيجية الرئيس الاميركي جورج بوش في العراق، في حين اتسعت الشكوك حول نجاعة هذه الخطة وسط الحزبين، ولم يقتصر الأمر على الديمقراطيين، كما كان متوقعاً بل شمل بعض الجمهوريين. وتأكد ذلك من جديد خلال «جلسة استماع» تحدث خلالها روبرت غيتس وزير الدفاع والجنرال بيتر باس رئيس هيئة الأركان المشتركة أمام لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ، حيث عصر أعضاء اللجنة غيتس عصرا حول الاستراتيجية الجديدة، ولم يدافع عن الخطة سوى عضو واحد من أعضاء اللجنة، الى الحد الذي قالت فيها وسائل الاعلام الاميركية امس إن «خطة بوش أشعلت حريقاً في كابيتول هول(مقر الكونغرس)». وفي غضون ذلك، أعلن أن أعضاء بارزين من الكونغرس سيزورون العراق خلال أيام للوقوف على حقيقة الأوضاع هناك.

وقرر الديمقراطيون عرض عدة اقتراحات ضد سياسة بوش في العراق للتصويت في المجلسين من أجل إحراج الجمهوريين خاصة المتحفظين على الاستراتيجية الجديدة. كما قال قادة الحزب في مجلس النواب إنهم سيصوتون ضد أية زيادة في الاعتمادات المالية لقوات اضافية، مما يؤشر الى مواجهة بين البيت الابيض والمجلس لم تعرف اميركا لها مثيلا منذ الستينات ابان حرب فيتنام. وقال جمهوري بارز هو السيناتور جون ماكين المرشح للرئاسة عام 2008 المؤيد للخطة «إن الديمقراطيين يتصرفون بدون إحساس بالمسؤولية، وإذا ما طبقنا اقتراحاتهم سيسقط العراق والمنطقة في حروب اهلية».

وأعلن السيناتور هنري ريد زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، ان الديمقراطيين سينظمون خلال الأيام المقبلة مزيدا من جلسات الاستماع يشارك فيها خبراء، وبعد استكمال هذه الجلسات ستعرض استراتيجية بوش على التصويت في مجلس الشيوخ.

وقال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إن الديمقراطيين يعملون على قطع الاعتمادات المالية المخصصة للقوات الاميركية في العراق، وهي مسألة نفاها الديمقراطيون الذين يقولون إنهم لن يتركوا القوات الموجودة فعلا في العراق من دون اعتمادات، لكن ماكونيل قال إنهم سيجمدون بالمقابل في مجلس الشيوخ أي قرار من مجلس النواب يهدف الى عرقلة خطط الرئيس بوش. وقال ماكونيل «الكونغرس غير قادر على القيام بقراءة تكتيكات الحرب». وتزايد عدد الجمهوريين المعارضين لمزيد من التورط في العراق، لكن موقفهم يختلف قليلا عن الديمقراطيين الذين يعارضون اصلا بقاء القوات الاميركية في العراق، إذ يعارض الجمهوريون الخطة من منظور مختلف عن الديمقراطيين. وفي هذا السياق، قال السيناتور الجمهوري جورج فين «لم نعد نثق في أن المالكي (رئيس الحكومة العراقية ) او القادة العراقيين الآخرين سيعملون على مساندة الجهود الاميركية». وقالت السيناتور الجمهورية ليزا ميركوسكي «إن خطة الرئيس لا تختلف كثيراً عما كنا نقوم به في الماضي».

وفي سياق ذي صلة، شرح السفير دينيس روس (ديمقراطي) المبعوث الرئاسي لمنطقة الشرق الاوسط في عهد الرئيس بيل كيلنتون لـ«الشرق الأوسط»، الدوافع الحقيقية التي جعلت لهجة الديمقراطيين حادة للغاية في انتقاد استراتيجية بوش الجديدة، وقال في هذا الصدد «نحن نعارض خطة بوش لأنها لن تحسن الأوضاع في العراق... إن حكومة المالكي لم تتخذ حتى الآن أية خطوة جدية لإيقاف التمرد والعنف الطائفي. ولدينا اعتقاد أن الحكومة العراقية لا تتصرف بحياد أو تعامل الجميع على قدم المساواة في العراق، وهذه يتضح جلياً في انها لم تبادر الى مقاتلة الميليشيات في جنوب العراق». وزاد روس قائلا «الحكومة العراقية ايضاً غير راغبة في إقرار قوانين لتوزيع المداخيل النفطية توزيعاً عادلا». ويرى روس ان الديمقراطيين يعارضون إرسال مزيد من القوات للعراق انسجاماً مع تحليلهم للاوضاع الداخلية في العراق «اذا كانت الحكومة العراقية غير راغبة في تحقيق الاستقرار في البلاد، فإن ارسال مزيد من القوات الى هناك لن يجدي نفعاً.. وإذا كانت الحكومة العراقية أوفت أصلا بوعودها فإننا لم نكن سنصل الى الوضع الحالي». وقال روس« إن الديمقراطيين في الكونغرس يرون انه طالما ان الحكومة العراقية لم تفعل شيئاً ولم تتعاون مع الجانب الاميركي حتى الآن، فإنها لن تقوم بذلك في المستقبل؛ لذا فان خطة بوش ستفشل من جديد».

على صعيد آخر، ستقوم السيناتور الديمقراطي هيلاري كيلنتون وهي من ابرز المرشحين للرئاسة مع اثنين آخرين هما السيناتور ايفان باي وعضو مجلس النواب جون مهوق، بزيارة للعراق خلال 48 ساعة، وسيمضي الوفد كما هو مقرر وقتاً طويلا مع القوات الاميركية في العراق ويجتمعون مع قادة هذه القوات وكذا مع مسؤولين عراقيين.

وفي موضوع ذي صلة، قالت مصادر وثيقة الاطلاع إن مصر والاردن سيجري فيها تدريب قوات أميركية جديدة، ضمن القوات التي تقرر زيادتها في العراق. وذكر البيت الأبيض أن الرئيس الاميركي جورج بوش أجرى محادثات هاتفية مع الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وبحث معهما «خطته العسكرية الجديدة في العراق». ونسب الى ناطق باسم البيت الابيض قوله «تحدث الرئيس بوش معهما حول ما هو متوقع في العراق، وكذا عن بعض القضايا الاقليمية».