مصادر بريطانية: بلير يسعى لخفض قواته في العراق الشهر المقبل

عزت الخطوة إلى وجود خلافات بين لندن وواشنطن بشأن الشرق الأوسط

TT

أعلنت مصادر بريطانية مطلعة أن رئيس الوزراء توني بلير قد يعلن قريباً سحب نحو 2600 جندي من العراق رغم توجه الولايات المتحدة لإرسال قوات إضافية إلى هناك.

وينتشر نحو 7200 جندي بريطاني في جنوب العراق معظمهم في محافظة البصرة ومحيطها.

وأشارت المصادر الى أن الخطوة البريطانية المرتقبة، تأتي وسط اتساع هوة الخلاف بين لندن وواشنطن حول طريقة التعامل مع الشرق الأوسط. ونسبت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إلى مسؤول بريطاني لم تكشف عن هويته، قوله «إن بلير سيدلي ببيان أمام مجلس العموم (البرلمان) في نهاية الشهر المقبل للإعلان عن تخفيض عدد القوات البريطانية في العراق من مستواها الحالي إلى قرابة 4500 جندي، بعد أن تنهي هذه القوات عملية السندباد لترسيخ الأمن في مدينة البصرة».

وقالت الصحيفة إن هناك انقساما في المواقف بين بريطانيا والولايات المتحدة على المستويين الاستراتيجي والعملياتي في العراق! مشيرة إلى أن بلير كان قد أبدى تأييده لتوصيات تقرير لجنة بايكر هاملتون حول العراق الداعية لانتهاج سياسة دبلوماسية جديدة في هذا البلد، ولإشراك دول الجوار وفي مقدمتها سورية وإيران في ترسيخ الاستقرار في العراق! لكن الرئيس جورج بوش رفض الاستجابة للكثير من توصياتها.

وأضافت الصحيفة، أن وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أعلنت أن بلادها تدعم خطة الرئيس بوش الجديدة لإرسال قوات أميركية إضافية إلى العراق، واعتبرت في الوقت نفسه أن السياسة الأميركية الجديدة سيكون لها تأثير محدود على الاستراتيجية البريطانية في جنوب العراق. فيما أكد مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (داوننغ ستريت) أن المملكة المتحدة تؤيد هذه الخطة.

وتصر الحكومة البريطانية على أن الاختلاف بين استراتيجيتها واستراتيجية الولايات المتحدة في العراق، ناتج عن اختلاف الظروف في الجنوب؛ حيث تنتشر القوات البريطانية ويعتبر العنف الطائفي أقل وطأة من المناطق التي تنتشر فيها القوات الأميركية. لكن الصحيفة أشارت إلى أن المسؤولين البريطانيين يصرون في أحاديثهم الخاصة على أن فرص نجاح المبادرة الأميركية الجديدة في العراق ضئيلة. وقال وزير الدفاع ديز براون للجنة برلمانية إن القوات البريطانية في البصرة سوف تستمر في نقل المهام الامنية الى القوات العراقية؛ الأمر الذي سيمكنها من الانسحاب. وقال براون «أتوقع أن يكون بمقدورنا أن نرى انجاز هذه العملية وفي خلال الاشهر القادمة؛ وهذا العام نتوقع ان نرى خفضا للقوات لبضعة آلاف».