رايس تركز على إيران في جولتها الشرق أوسطية

واشنطن تعزز قوتها في الخليج بفوج جوي وصواريخ باتريوت

TT

تبدأ وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس جولتها في الشرق الأوسط اليوم التي من المتوقع انها ستركز فيها على ايران اكثر من النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني.

وستمضي رايس اليوم وغداً في الاراضي الفلسطينية واسرائيل قبل ان تواصل جولتها في مصر والاردن والسعودية والكويت، وتتوقف كذلك في برلين ولندن قبل ان تعود في 19 يناير( كانون الثاني) الى واشنطن.

وتعهدت رايس الشهر الماضي بذل «الكثير من الجهود» في مطلع العام الحالي في محاولة لاحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وقد اكد الرئيس الاميركي جورج بوش ذلك الاسبوع الماضي خلال محادثات مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل. ولكن حذر الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك هذا الاسبوع من ان جولة رايس ستكون «مخصصة اكثر الى وضع اسس تحركات مستقبلية جديدة منها لاتفاقات محددة». وخفض ناطق باسم الحكومة الاسرائيلية من التوقعات ازاء زيارة رايس، قائلاً ان الهدف من الزيارة المتابعة وليس لشق طريق جديد. وتصل رايس اليوم الى اسرائيل وتلتقي مع كل من وزيري الدفاع، عمير بيرتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية، أفيغدور لبرمن، ثم تتناول طعام العشاء على مائدة وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، وغدا ستتوجه رايس الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، وفي اليوم التالي ستلتقي رايس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت.

ومن جهته، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى رام الله في الضفة الغربية المقررة غداً انها «تأتي ضمن المخططات الاميركية والصهيونية للالتفاف على الشرعية الفلسطينية»، وشدد على ان الشعب الفلسطيني «لن يقبل التدخلات الخارجية بشؤونه الداخلية». وقبل ساعات من مغادرتها واشنطن، قالت رايس انها ستخصص الجزء الاساسي من جولتها للدفاع عن استراتيجية ادارة بوش الجديدة في العراق التي تركز على ارسال اكثر من 20 الف جندي اميركي اضافي، وزيادة المساعدة لاعادة الاعمار ونشر صواريخ مضادة للصواريخ من نوع باتريوت في المنطقة لحماية حلفاء الولايات المتحدة العرب المعتدلين. واوضحت وزيرة الخارجية الاميركية «علينا تعزيز توافق الدول التي لديها مخاوف مما تفعله ايران في المنطقة والتي تخشى عدوانا اقليميا تقوم به ايران»، محذرة من ان الولايات المتحدة لن تبقى «مكتوفة الايدي» في وجه التصرفات الايرانية في العراق. وستشهد محطتها الكويتية اجتماعا مع وزراء الخارجية في مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن (مجلس التعاون+2) الذي تنوي واشنطن الاعتماد عليه لوقف تزايد نفوذ سورية وايران في المنطقة. وقالت رايس: «انا على ثقة ان دول الخليج والمصريين والاردنيين يدركون اكثر فاكثر انه لكي يقاوموا كما يريدون، تصاعد نفوذ ايران في الشرق الاوسط وهو امر يخشونه كثيرا، عليهم ان يدعموا العراق». ومضت تقول: «العراق يمكن ان يشكل حاجزا امام النفوذ الايراني ويمكن كذلك ان يشكل جسرا لهذا النفوذ اذا لم نحتاط لذلك».

وفي الوقت ذاته اعلن مسؤول عسكري اميركي رفيع المستوى ان الولايات المتحدة تنوي تعزيز وجودها الجوي والبحري في الخليج لبضعة اشهر بهدف تقوية الوجود العسكري الاميركي في المنطقة. وستنضم حاملة الطائرات «يو اس اس جون سي. ستينيس» الى حاملة الطائرات «يو اس اس دوايت دي. ايزنهاور» كما سينشر في المنطقة فوج من الدفاع الجوي مجهز بصواريخ مضادة للصواريخ من طراز باتريوت. وقال هذا المسؤول ان اي قرار لم يتخذ بعد حول الوجود الدائم لهاتين المجموعتين في الخليج، واضاف «ستكون المرة الاولى منذ عام 2003 التي ننشر فيها مجموعتين (جو ـ بحر) في المنطقة»، في اشارة الى غزو العراق. واوضح ان «فوج الدفاع الجوي لن ينشر فقط بهدف اظهار قوتنا ولكن سيكون ضالعا بشكل نشط في معارك وسيقدم دعما جويا، وسيكون اداة سلسلة تستفيد منه المنطقة برمتها».